في مثل هذا اليوم14 اكتوبر1758م..
النمسا تهزم بروسيا في «معركة هوتشكيرك» وذلك أثناء حرب السنوات السبع.
حرب السنوات السبع ويطلق عليها أحيانا الحرب البومرانية هي حرب جرت بين عام 1756 م وعام 1763 م. وقد شاركت فيها بريطانيا وبروسيا ودولة هانوفر ضد كل من فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وسكسونيا. ودخلت إسبانيا والبرتغال في الحرب بعد مدة من بدايتها عندما هوجم إحدى جيوش المقاطعات المتحدة الهولندية في الهند.
انتهت الحرب بعقد معاهدة باريس 1763 حيث ثبتت الحرب مركز بروسيا الجديد كدولة عظمى وجعلت بريطانيا الدولة الاستعمارية الكبرى في العالم على حساب فرنسا.
شاركت كل دول أوروبا تقريبا في حرب السنوات السبع (1756-1763 م)، وامتدت حتى أمريكا والهند ففي أوروبا، نشبت الحرب بين بروسيا والنمسا؛ من أجل السيطرة على ألمانيا. ومدت بريطانيا يد المساعدة لبروسيا، أما فرنسا فقد ساعدت النمسا. وحاربت بريطانيا فرنسا من أجل السيطرة على البحار والأراضي الواقعة في أمريكا الشمالية. وبمقتضى شروط السلام التي تم التوقيع عليها في «هوبرتسبورج» في بواكير عام 1763، ظلت معظم أجزاء سيليزيا تحت الحكم البروسي، كما ظلت بعض الحدود الأخرى على نحو ما كانت عليه قبل نشوب الحرب. ولم تحدث تغييرات إقليمية في أوروبا. وقد حسمت معاهدة باريس النزاع بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا في 10 فبراير عام 1763. ونتيجة لحرب السنوات السبع، فقدت فرنسا معظم مستعمراتها في أمريكا الشمالية واستولت عليها بريطانيا، كما تنازلت فرنسا عن إمبراطوريتها في الهند.
م التوقيع على معاهدة هيبرتسبورغ بين النمسا وبروسيا وساكسونيا في 15 فبراير 1763، في نزل للصيد بين دريسدن ولايبزيغ. بدأت المفاوضات في ذاك النزل في 31 ديسمبر 1762. أصر فريدريك، الذي كان يفكر في التنازل عن شرق بروسيا لروسيا بعد حصوله على مساعدة بيتر الثالث في تأمين ساكسونيا، أخيرًا على استبعاد روسيا (التي لم تكن في الواقع دولةً محاربةً) من المفاوضات. ورفض في الوقت نفسه إخلاء ساكسونيا حتى تخلى ناخبها عن المطالبة بأي تعويض. أراد النمساويون الاحتفاظ بغلاتز على الأقل، بعد استعادتهم لها، لكن فريدريك لم يسمح بذلك. أعادت المعاهدة ببساطة الوضع الراهن لعام 1748، مع عودة سيليزيا وغلاتز إلى فريدريك وساكسونيا إلى ناخبيها. كان التنازل الوحيد الذي قدمته بروسيا للنمسا هو الموافقة على انتخاب الأرشيدوق جوزيف إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا. خرجت ساكسونيا من الحرب ضعيفةً ومفلسةً، وعلى الرغم من عدم فقدانها لأي من أراضيها، كانت ساكسونيا أساسًا ساحة المعركة بين بروسيا والنمسا طوال فترة الصراع، ما أدى إلى تضرر العديد من بلداتها ومدنها (بما في ذلك عاصمة دريسدن) من القصف والنهب.
لم تكن النمسا قادرةً على استعادة سيليزيا أو تحقيق أي مكاسب إقليمية كبيرة. ومع ذلك، فقد منعت بروسيا من غزو أجزاء من ساكسونيا؛ ولعل إثباتها لفعالية أدائها العسكري وتفوقه على ما كان عليه خلال حرب الخلافة النمساوية أفضل النتائج بالنسبة لها، إذ برر إصلاحات ماريا تيريزا الإدارية والعسكرية آنذاك. وهذا ما أدى لاحقًا إلى استعادة مكانة النمسا إلى حد كبير وضمان الإمبراطورية لمكانتها كلاعب رئيسي في النظام الأوروبي. ومن خلال وعده بالتصويت لجوزيف الثاني في الانتخابات الإمبراطورية، قبل فريدريك الثاني قيادة هابسبورغ للإمبراطورية الرومانية المقدسة. ومع ذلك، كان يمكن لبقاء بروسيا قوةً من الدرجة الأولى والمكانة المعززة لملكها وجيشها، المحتمل أن يضر على المدى الطويل بنفوذ النمسا في ألمانيا.
ووجدت النمسا بعد ذلك نفسها بعيدةً عن التطورات الجديدة داخل الإمبراطورية. ومع بروز بروسيا في ذلك الوقت، كان بإمكان أغسطس الثالث، على الرغم من عدم فعالية قراراته، حشد جيش ليس فقط من ساكسونيا وإنما من بولندا أيضًا، باعتباره ملكًا لبولندا وناخبًا لساكسونيا. كانت قوة بافاريا المتزايدة واستقلالها واضحًا أيضًا مع تأكيدها على سيطرتها على زمام الأمور من خلال انتشار جيشها، وانسحابها من الحرب بإرادتها دون تبعات. والأهم من ذلك كله، تجميعها لقوة كبيرة مع توحيد هانوفر تحت قيادة جورج الثالث ملك بريطانيا العظمى، لتجر بريطانيا معها إلى صراعات مستقبلية. كانت ديناميكية القوة المهيمنة هذه مهمةً للمستقبل والصراعات الأخيرة للرايخ. وأثبتت الحرب أيضًا أن إصلاحات ماريا تيريزا كانت ما تزال غير كافية للتنافس مع بروسيا؛ على عكس عدوتها النمسا، التي كانت مفلسةً تقريبًا في نهاية الحرب. !!!!!!!