في مثل هذا اليوم 15أكتوبر1950م..
بداية دخول القوات الصينية للأراضي الكورية.
بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة لجنة الأمم المتحدة المؤقتة لكوريا بقيادة الولايات المتحدة. كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع. انتهى الصراع عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953.
حصلت كوريا الشمالية على دعم واسع النطاق من جمهورية الصين الشعبية، ودعم محدود من الاتحاد السوفيتي في مجال المستشارين العسكريين والطيارين والأسلحة. دعمت كوريا الجنوبية من قبل قوات الأمم المتحدة، التي كان معظمها يتكون من قوات أمريكية، وشاركت عدة دول بقواتها في الصراع. وقد ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرة التي تم تقسيمها بواسطة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
في كوريا الجنوبية يطلق على هذه الحرب اسم حرب 25/6 وهو اليوم الذي بدأ فيه الهجوم ورسميا اسمها الحرب الكورية وفي كوريا الشمالية شائعة باسم الحرب الكورية ولكن الاسم الرسمي لها هو حرب تحرير الأرض أما الولايات المتحدة فأسمته عملا عسكريا (النزاع الكوري) بدلا من الحرب وذلك لتجنب الحاجة إلى إعلان الحرب بواسطة الكونغرس الأمريكي وفي الصين كانت معروفة بحرب مقاومة أمريكا ومساعدة كوريا ويطلق عليها أحيانا اسم الحرب المنسية خارج كوريا نظرا لأنها لم تجذب الانتباه بصورة كبيرة مقارنة بالحرب العالمية الثانية التي سبقتها وحرب فييتنام التي لحقتها وعلى العموم فالاسم المعروفة به هو الحرب الكورية بالرغم من أنها من الأحداث الرئيسية في القرن العشرين.
أدت هزيمة الصين في الحرب اليابانية الصينية الأولى (1894-1895) إلى بقاء القوات اليابانية محتلة للأجزاء ذات الأهمية الإستراتيجية بكوريا وبعدها بعشرة سنوات هزمت اليابان روسيا في الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) – والتي كانت دليلا على بداية ظهور اليابان كقوة عُظمى – وقامت باحتلال شبه الجزيرة الكورية لتمتد سيطرتها على كافة المؤسسات المحلية بالقوة وفي أغسطس عام 1910 ضمت شبه الجزيرة الكورية إليها لتصبح مستعمرة يابانية.
نادى جوزيف ستالين في اتفاقية يالطة فبراير عام 1945 إلى إقامة مناطق عازلة في كلا من آسيا وأوروبا ووعد بدخول الحرب ضد اليابان بعد أسبوعين أو ثلاثة من استسلام ألمانيا مقابل إعطاء الأولوية لروسيا في الصين. وفي 6 اغسطس 1945 أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على الإمبراطورية اليابانية وبدأ بمهاجمة الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية وكما هو متفق عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي توقف تقدم القوات السوفييتية عند خط عرض 38 حيث كانت القوات الأمريكية موجودة في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة.
حتى أواسط أغسطس 1950، لم تكن هناك أي بادرة تشير إلى أن جمهورية الصين الشعبية تنوي التدخل في الحرب الكورية؛ فقد كانت مشغولة، إلى أقصى حد، في مشكلة تحرير فورموزا. وفي 11 أغسطس، جاءت بعثة ودية من العاصمة بكين، إلى بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية.
الحرب الكورية، أولى الحروب ذات البعد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وإحدى نتائج الحرب الباردة بين القطبين الشيوعي والرأسمالي، اندلعت منتصف عام 1950 بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية) مدعومة من روسيا، وجمهورية كوريا (الجنوبية) بحماية أميركا. وفتكت بخمسة ملايين إنسان، وانتهت بهدنة بين الطرفين عام 1953.
لم تعقبها معاهدة سلام، مما أدى إلى تفريق ملايين الأسر في جزأي شبه الجزيرة الشمالي والجنوبي، وتحول خط المواجهة (المنطقة منزوعة السلاح) إلى الحد الفاصل بين الدولتين.
ورغم محاولات توطيد العلاقات بين الكوريتين، إلا أن الأوضاع السياسية بينهما بقيت مشتعلة ومتوترة، فرغم اتفاقهما على إنشاء مكتب اتصالات مشترك للتواصل عام 2018، فجرت كوريا الشمالية المكتب بحسب مسؤولين جنوبيين عام 2020.
وفي الوقت الذي بدأت فيه محادثات غير مسبوقة بين زعيمي الكوريتين والصين وأميركا بشأن توقيع اتفاقية سلام دائمة، إلا أن تدهور العلاقات بينهما حال دون ذلك.
منذ بداية القرن العشرين كانت شبه الجزيرة الكورية جزءا من الإمبراطورية اليابانية التي احتلتها عام 1910، لكن في أغسطس/آب 1945 أعلن الاتحاد السوفياتي الحرب على اليابان بعد أن توصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع الولايات المتحدة، ونجح في “تحرير كوريا” إلى حد “خط العرض 38”.
وبعد الحرب العالمية الثانية كان على الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي الاتفاق على التصرف بممتلكات الإمبراطورية اليابانية رغم أن التقسيم كان إداريا ولا يسعى في ظاهره إلى تقسيم كوريا إلى قطبين.
وبنهاية أربعينيات القرن الماضي، نشأت دولتان في شبه الجزيرة الكورية، وترأس الجنوب المعادي للشيوعية سينغ مان إي بدعم من أميركا، فيما ترأس الشمال إيل سونغ كيم، الذي كان يحظى بمساندة قوية من السوفيات.
لم يكن أي من الزعيمين الكوريين راضيا بالبقاء في جانبه من خط العرض 38، إذ كان كل من البلدين يعتبر نفسه “الممثل الشرعي” لكامل شبه الجزيرة الكورية، ولذا كثرت الاشتباكات الحدودية بين الطرفين وأصبحت أمرا دارجا، ولم يستطيعا الاتفاق على صيغة لتوحيد شبه الجزيرة.
وكان الزعيم الكوري الشمالي إيل سونغ كيم قد أعلن قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عام 1948، أي بعد 3 سنوات من زوال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية عند انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان للحلفاء.
في ديسمبر/كانون الأول 1948 انسحب الاتحاد السوفياتي من كوريا الشمالية، وطالب أميركا بدورها أن تنسحب من الجنوبية، وتم الاتفاق كما خطط له، فانتهزت كوريا الشمالية انسحاب أميركا، حيث كانت أكثر تسليحا من الجنوبية، وتخطت قواتها التي بلغت حينها 75 ألفا خط العرض 38 يوم 25 يونيو/حزيران 1950 استعدادا للهجوم على شقيقتها الجنوبية. وخلال ثلاثة أيام كانت قد وصلت للعاصمة سول.
وقفت أميركا إلى جانب كوريا الجنوبية في الحرب الكورية في يوليو/تموز 1950، إذ كانت تعتبرها حربا مع القوى الشيوعية العالمية.
وعقب كر وفر عبر خط العرض 38، دخل القتال مرحلة جمود، وتزايدت أعداد القتلى والجرحى دون أي نتيجة. في غضون ذلك، كان المسؤولون الأميركيون يحاولون جاهدين الوصول إلى هدنة مع الكوريين الشماليين، إذ كانوا يخشون أن البديل سيكون حربا أوسع نطاقا تشمل الاتحاد السوفياتي والصين، وربما أدت إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وفي 25 يونيو/حزيران 1950، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا اعتبر بموجبه التدخل الكوري الشمالي غزوا، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي 27 من الشهر نفسه، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 83، الذي قرر فيه إرسال قوات دولية إلى كوريا، فهبت 21 من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وساهمت في هذه القوات “الأممية”، التي شكلت القوات الأميركية 88% من قوامها.
في 25 يونيو/حزيران 1950، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا اعتبر بموجبه التدخل الكوري الشمالي غزوا، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي 27 من الشهر نفسه، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 83، الذي قرر فيه إرسال قوات دولية إلى كوريا، فهبت 21 من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وساهمت في هذه القوات “الأممية”، التي شكلت القوات الأميركية 88% من قوامها.
قال الرئيس الأميركي آنذاك هاري ترومان “إذا خذلنا كوريا، فسيواصل السوفيات تقدمهم وسيبتلعون بلدا تلو الآخر”. وكان الصراع في شبه الجزيرة الكورية بالنسبة للأميركيين رمزا للصراع بين الشرق والغرب، وبين “الخير والشر”.
ولذا، وبينما كان الجيش الكوري الشمالي يحتل العاصمة الجنوبية سول، أعدت الولايات المتحدة قواتها لحرب على الشيوعية بحد ذاتها.
كانت الحرب الكورية في أول الأمر حربا دفاعية تهدف إلى إخراج القوات الكورية الشمالية من كوريا الجنوبية. لم يحقق الحلفاء الغربيون نتائج مرضية في المراحل الأولى. فقد كان الجيش الكوري الشمالي جيشا منضبطا ومدربا تدريبا جيدا ومزودا بما يحتاج من معدات وسلاح.
ما قوات سينغ مان ري، فكانت على عكس ذلك خائفة ومضطربة وميالة إلى الفرار من ساحات المعارك في أي مناسبة.
كما دارت تلك المعارك في صيف ارتفعت فيه درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، واضطر الجنود الأميركيون العطشى إلى شرب الماء من مزارع الرز التي استخدمت فيها الأسمدة العضوية، ولذا أصيب الكثير منهم بالتهابات معوية وغيرها من الأمراض.
وبنهاية صيف عام 1950، كان ترومان والقائد العسكري المكلف بالإشراف على القتال في الساحة الآسيوية الجنرال دوغلاس ماك آرثر قد اتفقا على أهداف محددة للحرب.
تحولت بذلك الحرب الكورية إلى حرب هجومية هدفها “تحرير الشمال من الشيوعيين”. ونجحت هذه الإستراتيجية مبدئيا في تحقيق أهدافها، فقد أفلح إنزال برمائي في إنتشون الجنوبية في طرد الكوريين الشماليين من سول وانسحابهم إلى شمالي خط العرض 38.
لكن، وبعد أن عمد الأميركيون إلى اجتياز الحدود والتوجه إلى نهر يالو (الذي يمثل خط الحدود بين كوريا الشمالية والصين)، بدأ الصينيون في التعبير عن قلقهم إزاء ما وصفوه “بالعدوان المسلح على الأراضي الصينية”.
ولذا أرسل الزعيم الصيني ماو تسي تونغ قواته إلى كوريا الشمالية وحذر الولايات المتحدة، ودعاها إلى الابتعاد عن نهر يالو إذا كانت لا تريد خوض حرب شاملة.
وبالفعل، وفي أكتوبر/تشرين الأول 1950، عبرت قوات صينية نهر يالو وانخرطت في الحرب إلى جانب كوريا الشمالية.
وأدى التدخل الصيني إلى تقهقر “القوات الدولية”، التي انسحبت وواصلت تقهقرها إلى أواسط عام 1951.
وبدأت بوادر ما كان يحذره الرئيس ترومان ومستشاروه، فقد كانوا متأكدين من أن توسيع الحرب سيؤدي لا محالة إلى تحرك سوفياتي في أوروبا واستخدام أسلحة نووية وملايين الخسائر.
وبينما كان ترومان يعمل كل ما في وسعه لتجنب الحرب مع الصينيين، كان الجنرال ماك آرثر يبذل كل ما لديه من جهود لإذكاء حرب كهذه، لأنه كان يرى أن أي حرب أضيق نطاقا من حرب شاملة تعتبر “تنازلا” للشيوعيين.
وأخيرا، وفي مارس/ آذار 1951، بعث ماك آرثر برسالة لزعيم الجمهوريين في مجلس النواب جوزيف مارتن -الذي كان يؤيد موقفه بإعلان الحرب على الصين- قال فيها إنه “لا يوجد بديل للنصر” في الحرب على الشيوعية العالمية.
كان ماك آرثر واثقا من أن محتويات الرسالة ستسرب إلى الصحف، ولكن بالنسبة لترومان فقد كانت تلك الرسالة هي القشة التي قصمت ظهر البعير. وفي 11 أبريل/نيسان 1951، أقال ترومان ماك آرثر بتهمة التمرد.
الضابط الأميركي دوغلاس ماك آرثر أشرف على القتال في الحرب الكورية وكان حريصا على محاربة الشيوعية (غيتي)
في يوليو/تموز 1951، شرع ترومان وقادته العسكريون الجدد في مفاوضات للسلام جرت في قرية بانمونجوم الحدودية بين الكوريتين، ولكن القتال استمر في منطقة خط العرض 38 بعد أن تعثرت المفاوضات.
وكانت عقدة الخلاف بين الجانبين تتمثل في وجوب إجبار الأسرى الكوريين الشماليين والصينيين على العودة إلى بلدانهم، إذ كان الصينيون والكوريون الشماليون يصرون على ذلك، بينما رفض الأميركيون.
ولكن أخيرا، وبعد أكثر من سنتين من المفاوضات وقعت الأطراف المتحاربة على اتفاق للهدنة في 27 يوليو/تموز 1953 وسمح للأسرى بالتوجه إلى البلد الذي يرغبون فيه، ومنحت كوريا الجنوبية مساحة أرض إضافية تبلغ 1500 ميل مربع قرب خط العرض 38 وشكّلت “منطقة منزوعة السلاح” يبلغ عرضها ميلين.
(Original Caption) 4/1946: President Harry S. Truman seated at his desk holding a pencil.
الرئيس الأميركي هاري ترومان كان حريصا على تجنب الدخول في حرب مع الصين (غيتي)
الخسائر البشرية
كانت الحرب الكورية حربا قصيرة، ولكنها اتسمت بدموية استثنائية، فقد قتل فيها أكثر من 5 ملايين إنسان، أكثر من نصفهم من المدنيين. وكان هذا العدد من القتلى يشكل 10%من مجموع سكان الكوريتين. وكانت نسبة الخسائر تلك أعلى من الخسائر المدنية في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام.
كما قتل في الحرب نحو 40 ألفا من العسكريين الأميركيين وجرح فيها أكثر من 100 ألف.!!!!!