ما اعذب أن تستيقظ على إيقاع قراءة نقدية مائزة لأثر أدبي أنفقت فيه من روحك ما يلامس شغاف الٱخر.
وامق تقديري للراقية الأديبة و الناقدة و الشاعرة رانيا صلاح عبد الله على ما تفضلت به تكريما لما راق لها من سلسبيل يراعي.
قصيدة “مباركة لروح الشهيد” للشاعر ذ. داود بوحوش تعكس عمق المشاعر الوطنية والانتماء. تتناول القصيدة مفهوم الشهادة وتكريم الشهداء بأسلوب بليغ، حيث يستخدم الشاعر الرمزية والتكرار لتوصيل معانيه.
مباركة لروح الشّهيد
تحت التّراب شطر؛
يسكن الخافق شطره الثّاني
سنوار الأمّة!
********
سنوار الأمُة؛
يعود الدّرّ إلى معدنه
تربة طاهرة!
********
تربة طاهرة؛
بالمسك تتعطّر
عبق الشّهيد!
ذ.داود بوحوش تونس
التحليل النقدي:
1. البنية والتكرار:
تتألف القصيدة من مقاطع قصيرة ومترابطة، مما يعزز من الإيقاع ويجعل المعاني تتناغم مع بعضها. تكرار عبارة “تربة طاهرة” و”سنوار الأمة” يعكس التفاؤل والأمل، ويؤكد على دور الشهداء في بناء الوطن.
2. اللغة والتعبير:
اللغة المستخدمة تحمل طابعًا شعريًا واضحًا، حيث تتميز بالبساطة والعمق في الوقت ذاته. تعبير “بالخافق” يرمز إلى القلب والمشاعر، مما يعكس الصراع الداخلي بين الفخر والحزن.
3. الرمزية:
الشاعر يستخدم الرموز بذكاء، فالتربة الطاهرة تشير إلى قدسية الشهادة وكرامة الشهداء، بينما المسك يعكس جمال الروح وشرف الفعل. يخلق هذا الربط شعورًا بالتقدير والاحترام للشهداء، ويجعل القارئ يتأمل في معاني الشهادة.
4. الأثر العاطفي:
القصيدة تترك أثرًا عاطفيًا قويًا، حيث تُشعر القارئ بفخر الانتماء إلى أمة ضحت من أجل حريتها. تثير في النفوس مشاعر الحزن والفخر في آن واحد، مما يجعلها تتردد في الأذهان.
في المجمل، تُظهر القصيدة قدرة الشاعر على الجمع بين الأبعاد الروحية والوطنية، مما يجعلها عملًا شعريًا مميزًا يستحق التأمل والاحترام.