في مثل هذا اليوم21 اكتوبر1973م..
الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يقيل المتهم الرئيسي بفضيحة ووترغيت أرشيبالد كوكس من منصبه.
ريتشارد ميل هاوس نيكسون (9 يناير 1913 – 22 أبريل 1994).، هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثون (1969–1974) ونائب الرئيس الأمريكي السادس والثلاثون (1953–1961). اضطر للتنحي من منصبه عام 1974 خوفًا من أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في فضيحة واترغيت تحت وطأة تهديد الكونغرس بإدانته.
كان زعيمًا للتيار العالمي (المضاد للتيار الانغلاقي) داخل الحزب الجمهوري، كما عمل بالسابق سيناتورا وممثلًا عن الحزب الجمهوري في كاليفورنيا.
ولد نيكسون في مدينة يوربا ليندا كاليفورنيا. تخرج من مدرسة وينتر الثانوية في 1934 ثم في مدرسة الحقوق في جامعة دوك عام 1937، ثم عاد إلى كاليفورنيا لممارسة المحاماة، ومن ثم عاد هو وزوجته بات نيكسون Pat Nixon إلى نيويورك للعمل في الحكومة الفيدرالية عام 1942. ومن ثم خدم في القوات البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.
انتخب نيكسون عن ولاية كاليفورنيا كعضو في مجلس النواب الأمريكي في عام 1946 ولمدة سنتين وانتخب أيضًا كسيناتور عام 1950، وتُعد متابعته وملاحقته لقضية الجاسوس السوفيتي الجير هيس عززت سمعة نيكسون كمعاد للشيوعية وجعلته مشهوراً على المستوى القومي.
تقلد منصب نائب الرئيس دوايت آيزنهاور، وذلك بناء على ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات 1952 وظل نائبًا لمدة ثماني سنوات حتى عام 1960، وبعد قضائه نائباً للرئيس قرر خوض الإنتخابات الرئاسية عام 1960 وقد كان السباق مع المرشح الديمقراطي شرسا وخسر بصعوبة كبيرة أمام جون كيندي، وبعدها بسنتين قرر أن يكون حاكماً لكاليفورنيا ولكنه خسر هذه الإنتخابات عام 1962، لكن لم ييأس وقرر خوض انتخابات الرئاسة في عام 1968 واستطاع أن يحصل على كرسي الرئاسة الأمريكية وتم انتخابه.
(وبالرغم من أن نيكسون في بداية ولايته قد قام بزيادة التدخل الأمريكي في حرب فيتنام، إلا أنه أنهى هذا التدخل الأمريكي في فيتنام عام 1973، وقد قام أيضا في عام 1972 بزيارة تاريخية لجمهورية الصين الشعبية التي فتحت آفاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان أول من بدأ معاهدات الانفراج الدولي و معاهدة تقليص الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع الاتحاد السوفيتي).
أما على المستوى المحلي الداخلي قامت إدارة نيكسون بشكل عام بتبني سياسات نقل السلطة من المركزية إلى اللامركزية أي من العاصمة واشنطن إلى الولايات المختلفة، وهو مايعرف بالفيدرالية الجديدة، وقامت إدارته بمكافحة كل من السرطان على المستوى الصحي وتجارة المخدرات على المستوى القومي، وفرض ضوابط على كل من الأسعار والأجور، وقامت إدارته بمكافحة التمييز العنصري في بعض المدارس الجنوبية، وقام بإنشاء وكالة الحماية البيئية، وأشرف على النشاطات الفضائية على القمر التي قامت بها ناسا بدءاً من المركبة ابولو 11، وقلص عمليات الإستكشاف المأهول للفضاء، وتم انتخابه لفترة ثانية عام 1972 بأغلبية ساحقة.
شهدت الفترة الثانية لنيكسون ما يعرف الحظر العربي للبترول، واستقالة نائب الرئيس. الكشف المتتالي لفضيحة واترغيت وسوء سلوك أفراد الإدارة الأمريكية . مما كلف نيكسون الكثير من الدعم، واستقال قبل أن يقيله الكونغرس.
مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي لسنة 1960: فاز نيكسون بتزكية الحزب الجمهوري له بأغلبية مطلقة، ليمثل الحزب في انتخابات الرئاسة، إلاّ أن التنافس على الفوز في الإنتخابات كان شديداً بينه وبين المرشح الديمقراطى السيناتور جون كينيدي ممثل ولاية ماساشوسيتس في مجلس الشيوخ، وعلى الرغم من خبرة نيكسون السياسية مقارنة بمنافسه، إلا أنه هُزم في الإنتخابات بفارق 219 الف صوت وهو فارق ضئيل جداً إلا أنه قد خسر الإنتخابات لصالح كينيدي، عاد نيكسون إلى مسقط رأسه في ولاية كاليفورنيا، حيث عمل في مكتب للمحاماة. وبلغ دخله في عام واحد من المحاماة مجموع دخله في الأربعة عشر عام التي قضاها في العمل السياسي، إلا أن طموحات نيكسون السياسية كانت أكبر من الحصول فقط على دخل أعلى. ” شارك في أول مناظرة رئاسية تلفزيونية عام 1961 ضد جون كيندي”
الرئيس الأميركي الـ 37 من 1969 إلى 1974:-
تقدم نيكسون كمرشح الحزب الجمهوري في انتخابات عمدة ولاية كاليفورنيا (عام 1962) وذلك بعد ضغط الحزب الجمهوري بكاليفورنيا عليه، ليقبل ترشيح الحزب له في انتخابات محافظ ولاية كاليفورنيا. وكان من المتوقع أن يفوز نيكسون بسهولة فهو الذي خسر انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل للغاية في الأصوات، إلاّ أن المفاجأة جائت بهزيمته في الإنتخابات أمام منافسه الديمقراطي إدموند براون الذي فاز بفارق 300 ألف صوتاً. وفي صبيحة اليوم التالي للإنتخابات عقد نيكسون الغاضب مؤتمراً صحفياً هاجم فيه رجال الإعلام بشدة متهماً إياهم بتشويه صورته أمام الناخبين، وأعتبر هذا الأمر الذي أدى إلى هزيمته في الانتخابات، كما أعلن أن هذا هو آخر مؤتمر صحفي له، واعتبر الإعلام هذه العبارة على أنها إعلان لاعتزال نيكسون العمل السياسي.
محامياً للمرة الثالثة (1963 ـ 1968: انتقل نيكسون، بعد هزيمته، إلى ولاية نيويورك، وأصبح شريكاً في مكتب محاماة ذائع الصيت، وعمل نيكسون محامياً لمدة خمسة أعوام كسب فيها أموالاً كثيرة وشهرة عريضة في ساحات القضاء.
مرشحاً للرئاسة للمرة الثانية (1968: وفي عام 1968 وأثناء انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، على شاطئ ميامي بولاية فلوريدا، كان نيكسون أكثر الجمهوريين شعبية، ورشح محافظ ميريلاند اسبيرو أجنيو نيكسون، الذي فاز بتزكية الحزب له من أول اقتراع. وفي الخامس من نوفمبر عام 1968، أُعلن فوز نيكسون (الجمهوري)، الذي حصل على 31,785,480 صوتاً (43.4%) بينما حصل همفري (الديمقراطي) على 31.275.166 صوتاً (42.7%)، وحصل والاس (المستقل) على 9.906.473 صوتاً (13.5%). مرشحاً للرئاسة للمرة الثالثة (1972) وفي أغسطـس عام 1972، جرت تزكيـة نيكسون من قبل حزبـه، لخـوض انتخابـات الرئاسة الأمريكية. وكان منافسة الديمقراطي، هذه المرة، هو السيناتور جـورج ماكجفرن وفاز نيكسون مرة ثانية بحصوله على 61% من الأصوات، بينما حصل ماكجفرن على 38% منها فقط. واختار نيكسون سبيرو أجنيو محافظ ميريلاند نائباً له الذي ظل في منصبه من عام 1969 حتى عام 1973. وكان سبيرو يدافع بشدة عن الحكومة وينتقد وسائل الإعلام والديمقراطيين المعارضين، وفي عام 1973 وجِّهت له تهمة قبول رشاوى أثناء عمله كمحافظ، وأيضاً بعد أن أصبح نائباً للرئيس. وبعد أسابيع من الإجراءات القانونية اتفق أجنيو مع المدعين أنه لكي يتجنب المحاكمة سوف يستقيل من منصبه، وقد نشر المدعي وثيقة من أربعين صفحة يشرح فيها بالتفصيل أفعال أجنيو غير اللائقة على مدار عشر سنين، ونتيجة لتلك الوثيقة حُكم على أجينو بدفع عشرة آلاف دولار غرامة ووضعه لمدة ثلاث سنوات تحت المراقبة، ومع ذلك ظل أجنيو يدعي البراءة وأنه لم يترك وظيفته ليتجنب المحاكمة ولكن لأنه لم يكن على وفاق مع رئيس العاملين بالبيت الأبيض ألكسندر هيج، وقد ضمت حكومة نيكسون وزيرين من أفضل وزراء الخارجية الذين أنجبتهم الولايات المتحدة الأمريكية وهما: هم وليم روجرز المولود في 1913 والذي ظل في منصبة من عام 1969 حتى 1973، وهنري كيسنجر المولود في 1923، الذي عمل منذ عام 1973 حتى عام 1977. وقد نال كيسنجر جائزة نوبل للسلام عام 1973 مناصفة مع ممثل شمال فيتنام لو دوك ثو تقديراً لجهودهما في إنهاء الحرب الفيتنامية ، وفي عام 1974 بذل كيسنجر جهوداً كبيرة في الشرق الأوسط، نتج عنها عودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا.
في السابع عشر من يونيو عام 1972 أُلقيَ القبض على خمسة أعضاء في لجنة إعادة انتخاب الرئيس بتهمة إقتحام المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي الوطني في مبنى ووترغيت، في واشنطن. وهؤلاء الخمسة هم بيرنارد بيكر، وجيمس ماكورد، ويوجينيو مارتينيز، وفرانك ستورجيس، وفيرجيليو جوانزالس وبعد عامين من التحقيق أُعلن عن الجرائم، التي ارتكبت باسم نيكسون، منها:
. التجسس على أنشطة الحزب المنافس؛ إذ وضع المسؤولون عن حملة انتخاب نيكسون أدوات تجسس داخل المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت، عرفوا عن طريقها عديداً من المعلومات الحساسة التي يُعتقد أنها ساعدت على إعادة انتخاب نيكسون.
. أن فرقة من المنتمين للحزب الجمهوري قاموا بألاعيب كثيرة، لإثارة الوقيعة، ونشر الخلاف بين أعضاء الحزب الديموقراطي المنافس.
. اقتحمت وحدة تابعة للبيت الأبيض مكتب الطبيب النفسي دانييل إلسبرغ وهو مسؤول سابق في الحكومة نشر وثائق غاية في السرية عن أسباب الحرب الفيتنامية.
وفي يوليو عام 1974 وجهت لجنة العدالة القضائية برئاسة الديمقراطي بيتر رودينو ثلاث تهم للرئيس نيكسون وهي: إعاقة العدالة وإساءة استخدام سلطاته الرئاسية وعدم الامتثال للاستدعاءات القضائية.
دافع محامي البيت الأبيض جون دين عن الرئيس مبرراً أعماله بأنه قد يكون لا علم له بها ، إلا أنه نصح بالتعتيم والتغطية عليها عند علمه بها ، إلا أن وجود نظام التسجيل الصوتي في البيت الأبيض الذي وضعه الرئيس نيكسون بنفسه كان سبباً رئيسياً في كشف أركان الجريمة ، فقد أصدرت المحكمة العليا أمراً بتسليم الشرائط وتقديمها لهيئة التحقيق لمعرفة ما إذا كان نيكسون على علم بهذه الجرائم وعندما سلمت الشرائط للمحكمة وجد أحد الأشرطة وكان به فراغ يستغرق حوالي 18 دقيقة ونصف، والذي قرر الخبراء أنه قد مُسح عمداً.
ونتيجة لهذا الدليل، وشهادة الشهود، بات مؤكداً أن إتهاماً رسمياً سوف يوجه إلى الرئيس نيكسون من قبل مجلس النواب إذا ثبت الاتهام فإن لمجلس الشيوخ إذا وافق بأغلبية 60% من أعضائه أن يثُبت هذا الاتهام ويعزل الرئيس من منصبه ، وقبل أن تتطور القضية إلى هذا الحد استقال نيكسون من منصبه في الثامن من أغسطس عام 1974، وفي خطاب الوداع قال: إنه قرر الاستقالة “لأن استمراره في الصراع لإثبات براءته سوف يستغرق وقت وانتباه الكونغرس وانتباهه هو شخصيا في الوقت الذي يجب أن يكون التركيز فيه على تحقيق السلام بالخارج والرخاء من دون تضخم في الداخل”.
تولى جيرالد فورد نائب نيكسون مسؤوليات الرئاسة ، وفي 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس فورد عفواً رئاسياً عن نيكسون شمل جميع الجرائم التي يعاقب عليها القانون الفيدرالي والتي قد يدان بها نيكسون لدى محاكمته.
وبعد الاستقالة عاد نيكسون إلى كاليفورنيا، ثم نيويورك حيث استقر بها حتى وفاته في 22 أبريل عام 1994 إثر إصابته بجلطة في المخ ، وقد كتب نيكسون عديداً من الكتب مثل: الحرب الحقيقية – قادة السلام الحقيقي – لا فيتنام بعد الآن – نصر بلا حرب وما بعد السلام..
ارشيبالد كوكس من مواليد يوم 12 مايو سنه 1912 فى پلاينفيلد, مات فى 29 مايو سنه 2004. الدراسه . درس فى كليه هارفارد للحقوق و St. Paul’s .!!






