في مثل هذا اليوم23اكتوبر1086م..
المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين ينتصرون على مملكة قشتالة بقيادة الملك ألفونسو السادس في معركة الزلاقة.
أمير المسلمين أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي (400 – 500 هـ / 1009 – 1106 م) قائد وأمير مسلم وَحَّد المغرب وضم الأندلس تحت مُلكه وسلطته. تولى إمارة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني عن الملك، واستطاع إنشاء دولة إسلامية تمتد من بجاية شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، وما بين البحر المتوسط شمالًا حتى السودان جنوبًا.
دخل ابن تاشفين الأندلس للمرة الأولى بعدما استنجد به ملوك الطوائففي مثل هذا اليوم23اكتوبر وخاصة أمير إشبيلية المعتمد بن عباد، وخاض معركة الزلاقة ضد جيوش قشتالة وليون التي كان يقودها الملك ألفونسو السادس ملك قشتالة يوم 12 رجب 479 هـ الموافق 23 أكتوبر 1086م، فاستدرك المسلمون بهذه الواقعة الأندلس من الضياع. تَسمى ابن تاشفين لأول مرة في التاريخ الإسلامي بلقب أمير المسلمين، ثم أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد أبو العباس أحمد المستظهر بالله سفيرين هما عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي، وولده القاضي أبو بكر بن العربي يحملان هدايا وطلب تقليده الولاية، فبعث إليه الخليفة بمرسوم الولاية. في عام 481 هـ اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثانية فحاصر حصن لييط واستولى عليه، وفي عبوره الثالث استولى على الأندلس الإسلامية كاملة عام 496 هـ 1103 م، وضمها لدولة المرابطين.
ينتمي يوسف بن تاشفين لقبيلة لمتونة وهي إحدى قبائل صنهاجة الموجودة بجبل لمتونة، والتي كان لها الفضل الأكبر في انتشار المذهب المالكي في المغرب وأفريقيا والأندلس، قال ابن حزم الأندلسي: «مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان، الحنفي في المشرق، والمالكي بالأندلس». قام ببناء مدينة مراكش عام 454 هـ / 1062 وجعلها عاصمة مملكته. توفي في شهر محرم 500 هـ / يوليو 1106 عن عمر يقارب مئة عام.
مملكة قشتالة (بالإسبانية: Reino de Castilla) (باللاتينية: Regnum Castellae) كانت واحدة من ممالك القرون الوسطى في شبه جزيرة أيبيريا. برزت ككيان سياسي مستقل في القرن التاسع الميلادي، وكانت تسمى مقاطعة قشتالة (كاستيا) من مملكة ليون. اسمها يفترض أن تكون لها صلة المضيف من القلاع التي شيدت في المنطقة. إنها واحدة من أجداد مملكتي تاج قشتالة castile ومملكة إسبانيا.
مملكة قشتالة هي إحدى أجزاء مملكة ليون في الشمال الغربي لشبه الجزيرة الإسبانية. وقد حدث في مملكة قشتالة سنة 970 م حرب أهليّة داخلية فانقسمت على نفسها إلى قسمين، قسم غربي وهو مملكة ليون نفسها وقسم شرقي سمي مملكة قشتالة. وكلمة قشتالة هي تحريف لكلمة كاستولّة يعني castle يعني قلعة. بدأت مملكة قشتالة تكبر نسبياً في أول عهد ملوك الطوائف فاستعان بها سليمان بن الحكم والبربر على حرب المهدي.
لفنس بن شنجه أو ألفونسو السادس (بالإسبانية: Alfonso VI) (يونيو 1040 – 1 يوليو 1109) ملك ليون من سنة 1065 م إلى 1109 م وملك قشتالة منذ سنة 1072 م بعد وفاة أخيه.
باعتباره الابن الثاني لملك ليون وكونت قشتالة، لم يكن ألفونسو مؤهلًا لوراثة العرش. في نهاية عام 1063، في 22 ديسمبر غالبًا، مستفيدًا من اجتماع العديد من الأقطاب في ليون، عاصمة المملكة، للرسامة في كاتدرائية سان إيسيدورو، استدعى فرديناند الأول البلاط الملكي للإعلان عن ترتيباته الوصائية، التي قرر بموجبها توزيع إرثه على أولاده، وهو توزيع لن يتم حتى وفاة الملك لمنع حدوث أي نزاعات قد تنشأ بعد وفاته:
ورث ألفونسو مملكة ليون، «الجزء الأكبر والأهم والأكثر رمزية: الذي احتوى على مدينتي أوفييدو وليون، ومهود ملكية أشتورية وليون»، التي شملت أشتورية وليون وأسترقة وإل بيرزو وسمورة مع تييرا دي كامبوس، بالإضافة إلى بارياس طائفة طليطلة.
أُعطي شقيقه الأكبر، سانشو، مملكة قشتالة، التي أنشأها والده له، وبارياس طائفة سرقسطة.
تلقى شقيقه الأصغر، غارسيا، منطقة جليقية بأكملها، «ارتقت إلى رتبة مملكة» التي امتدت جنوبًا إلى نهر مونديغو في البرتغال مع بارياس طائفة بطليوس وإشبيلية.
حصلت أختاه، أوراكا و إلبيرة، على إنفانتازغو «دعم ودخل جميع الأديرة التابعة للتراث الملكي» بشرط أن تظلا غير متزوجتين.
يشير المؤرخ ألفونسو سانشيز كانديرا إلى أنه رغم الأسباب التي دفعت الملك فرديناند الأول لتقسيم المملكة (إذ ورث ألفونسو السادس اللقب الملكي)، ربما تم التوزيع لأن الملك اعتبر أنه من المناسب أن يرث كل ابن المنطقة التي تعلم وقضى سنواته الأولى فيها.
الموت والدفن
توفي ألفونسو السادس في طليطلة في 1 يوليو عام 1109. جاء الملك إلى المدينة لمحاولة الدفاع عنها من هجوم المرابطية الوشيك. نُقلت جثته إلى ساهاغون، ودُفن في دير سان بينيتو الملكي، تلبيةً لرغبات الملك. أودِعت رفات الملك في قبر حجري، وُضع قرب كنيسة الدير الملكي، حتى عهد سانشو الرابع، الذي اعتبر من غير اللائق أن يُدفن سلفه بالقرب من المعبد وأمر بنقل القبر إلى الداخل ووضعه في جناح الكنيسة، قرب قبر بياتريز، الدواغر سيدة لوس كاميروس وابنة الإنفانتي فريدريك من قشتالة الذي أُعدم بأمر من شقيقه الملك ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم عام 1277.
كان القبر الذي يحتوي على رفات الملك، الذي اختفى الآن، مدعومًا بأسود من المرمر، وكان تابوتًا كبيرًا من الرخام الأبيض، يبلغ طوله ثمانية أقدام وعرضه وارتفاعه أربعة أقدام، ويغلفه غطاء أملس وأسود. كان القبر يُغطى عادةً ببساط من الحرير، منسوج في فلاندر، يحمل صورة الملك المتوج والمسلح، وتمثيلات لشعار قشتالة وليون على الجانبين، وصليب على رأس القبر.
مَعْرَكَةُ الزَلاّقَة أو معركة سهل الزلاقة (بالإسبانية: Batalla de Sagrajas) (يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ / 23 أكتوبر 1086)، تعتبر أول معركة كبيرة شهدتها شبه الجزيرة الإيبيرية في العصور الوسطى وإحدى أبرز المعارك الكبرى في التاريخ الإسلامي. استطاع فيها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قائد المرابطين يسانده جيش أندلسي بقيادة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية إلحاق هزيمة كبيرة بجيش قشتالي مسيحي بقيادة ألفونسو السادس ملك قشتالة وليون. وقعت المعركة بعد تردي أحوال الأندلس، والتي أدت لخضوع ملوك الطوائف لسلطة ألفونسو السادس ودفع الجزية له، وانتهت هذه الحالة بسقوط طليطلة في يد ألفونسو وجيشه عام 478 هـ الموافق 1085 م، أي قبل عامٍ واحد من معركة الزلاقة. على إثر ذلك، قام أهل الأندلس وأمراؤهم بإرسال سفارات ورسائل للأمير يوسف بن تاشفين تستنجده وتطلب منه الغوث والنصرة، فاستجاب لهم وعبر البحر بجيش المرابطين لنصرة مسلمي الأندلس، وتوحد جيش الأندلس مع جيش المرابطين في جيش كبير يقوده ابن تاشفين. سار الجيش حتى وصل سهل الزلاقة، وسار إليه ألفونسو السادس بجيش كبير احتشد من أرجاء أوروبا، ودارت بين الجيشين معركة كبيرة، انتهت بانتصار المسلمين انتصارًا عظيمًا، وهزيمة الجيش القشتالي المسيحي.
كان لمعركة الزلاقة تأثيرٌ كبيرٌ في تاريخ الأندلس الإسلامي، إذ أوقفت زحف الممالك المسيحية في شمال شبه الجزيرة الأيبيرية المطرد على أراضي الأندلس. ولكن بسبب تراخي ملوك الطوائف، اضطر يوسف بن تاشفين للعودة مرةً أخرى لنصرة الأندلس في عام 481 هـ الموافق 1088، وأقام الحصار على حصن لييط الذي كان قاعدة لشن الغارات على أراضي الأندلس، وانتهى الحصار بالاستيلاء على الحصن. قرر يوسف بن تاشفين بعدها إنهاء حكم ملوك الطوائف بعد ما وجد منهم خيانات بإبرام التحالفات مع ألفونسو السادس عدوهم اللدود، وبحلول عام 484 هـ الموافق 1091 كان المرابطون قد ضموا معظم أراضي الأندلس عدا طائفة سرقسطة التي حافظت على استقلاليتها حتى عام 503 هـ حين ضمها القائد المرابطي محمد بن الحاج اللمتوني إلى سلطان المرابطين.!!