في مثل هذا اليوم24 اكتوبر 1917م..
قيام ثورة أكتوبر في روسيا والتي أدت إلى إعتلاء البلاشفة سدة الحكم.
الثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر (في 25 أكتوبر، أو 7 نوفمبر بالتقويم الجديد) كانت المرحلة الثانية من الثورة الروسية عام 1917 قادها البلاشفة تحت إمرة فلاديمير لينين وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي وكامل الحزب البلشفي والجماهير العمالية بناءً على أفكار كارل ماركس وتطوير فلاديمير لينين؛ لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة. وتعد الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي، أسفرت الثورة عن قيام الاتحاد السوفيتي الذي أصبح لاحقاً إحدى القوى العظمى في العالم بجانب الولايات المتحدة.
الأسباب
كانت سياسات الحكومة الروسية المؤقتة قد دفعت البلاد إلى حافة الكارثة. اضطرابات في الصناعة والنقل، وازدادت الصعوبات في الحصول على أحكام، وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في عام 1917 بنسبة تزيد على 36 في المئة عما كان عليه في العام 1916. في الخريف، ما يصل إلى 50 في المئة من جميع الشركات تم إغلاقها في جبال الأورال، ودونباس، والمراكز الصناعية الأخرى، مما أدي إلى ارتفاع معدلات البطالة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل حاد. وتراجعت الأجور الحقيقية للعمال نحو 50 في المئة عما كانت عليه في عام 1913. وكانت ديون روسيا في أكتوبر 1917 ارتفعت إلى 50 مليار روبل. هذا وتشكل الديون المستحقة للحكومات الأجنبية أكثر من 11 مليار روبل. كان البلد يواجه خطرالإفلاس،
لينين يلقي خطاباً للشعب
تسلسل الأحداث
يوم 8 فبراير عام 1917, أضرب عمال مصانع بوتيلوف للتعدين في بيتروجراد عن العمل، وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه تحول الأمر إلى إضراب عام. في السادس والعشرين. أمر القيصر بإطلاق النار على المتظاهرين؛ وفي اليوم التالى رفضت القوات الرادعة للمتظاهرين – حتى طلبة المدرسة الحربية – إطلاق النار وانضمت إلى الشعب. في هذا الوقت كونْ البرلمان – أى المجلس الذي يمثل الامبراطورية – حكومة مؤقتة لإعادة النظام إلى البلاد، ولحاولة إنقاذ الملكية بمطالبة القيصر بالتنازل عن العرش لصالح أخيه ميشيل. إلا أن رفض هذا الأخير تولى العرش أوقع روسيا في مأزق ازدواج السلطة بين الحكومة المؤقتة النابعة من المجلس المثل للإمبراطورية ومجالس العمال والجنود (السوفيت) التي تكونت أثناء الإضرابات ومحاولات القمع التي أجهضت.
في 10 مارس عام 1917، وعقب حدوث إضرابات جديدة في بيتروجراد، أطلق الحاكم العسكرى النار على الجماهير، لكن فرق الحرس العسكرى في المدينة أخذت تتمرد الواحدة تلو الأخرى. أما القوات التي تم استدعاؤها من الجبهة للقضاء على حركة التمرد هذه فقد منعها عمال السكة الحديد من الوصول إلى العاصمة.
أخذ سوفييت المدينة يُنظمون الدفاع عن حركتهم على الرغم من استمرار الحصار على المدينة من قبل الحكومة المؤقتة التي رأسها الأمير لفوف ومن بعده كيرنسكى الاشتراكى.
تم القبض على القيصر وعائلته عند استدعائه للسفر إلى إنجلترا يوم 16 مارس.
في الثالث من إبريل عام 1917 وصل لينين إلى بيتروجراد بعد قضاء وقت طويل في منفاه بسويسرا؛ في هذا اليوم أطلق أول أوامره قائلا بإعطاء «كل السلطة للسوفييت». ورغم أن حزب لينين البلشفي كان يمثل أقلية شديدة وسط السوفييت، إلا أن مظاهرة من 500 ألف شخص خرجت على أثر هذه الكلمة في الرابع من يوليو.
رد كيرنسكي على ذلك بإطلاق النار من جديد على الجماهير، حيث أصاب 400 فرداً بين قتيل وجريح؛ وانصب القمع على البلاشفة حتى أمرت الحكومة بالقبض على لينين ليعود مرة أخرى إلى حيز الظلام.
في مذكرة دبلوماسية في 1 مايو، قام وزير الشؤون الخارجية باقل ماليكوف وأعرب عن رغبة الحكومة المؤقتة في استمرار تعهداتها بالنسبة الي الحلفاء واستمرار الحرب ضد قوات المحور لحين خروج روسيا منتصرة ” مما اثار سخط واسع النطاق.
في الفترة ما بين 1 إلى 4 مايو حوالي 100,000 من العمال والجنود في بطرسبرغ، وبعدهم العمال والجنود من المدن الأخرى، بقيادة البلاشفة، قاموا بمظاهرات تحت لافتات كتب عليها “تسقط الحرب” و”كل السلطة للسوفيات” وأوقعت المظاهرات الحاشدة الحكومة الانتقالية في أزمة.
يوم 1 يوليو حوالي 500,000 من العمال والجنود في سانت بطرسبرغ تجمهروا رافعين شعارات “كل السلطة للسوفيات”، “فلتسقط الحرب” و”فليسقط عشرة وزراء للرأسمالية.” الحكومة المؤقتة تفتح هجوما ضد الألمان في 1 يوليو تموز ولكنه سرعان ما انهار. وعززت الأنباء عن الهجوم وانهياره نضال العمال والجنود. وبدأت أزمة جديدة في الحكومة المؤقتة في 15 يوليو. بدأ العمال والجنود في مظاهرة عفوية يوم 16 يوليو مطالبين بسلطة أكبر للسوفيات، قامت اللجنة المركزية بالحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي وفرت القيادة للحركات العفوية. في 17 تموز / يوليو، وشارك أكثر من 500,000 شخص في تظاهرة سلمية في سانت بطرسبرغ. الحكومة المؤقتة، وذلك بدعم من المناشفة قامت بهجوم مسلح ضد المتظاهرين. 56 اشخاص لقوا مصرعهم واصابة 650.
بدأت مؤامرة ضد الحكومة، بقيادة الجنرال كورنيلوف الذي كان القائد العام للقوات المسلحة منذ 18 يوليو الذي اعترض علي سياسة كيرينسكي الرامية إلى ما وصفه بحل الجيش والهزيمة في الحرب وقاد الوحدات المخلصة له إلى سانت بطرسبرغ ليطيح بالحكومة المؤقتة. واستجابة لنداء البلشفية، بدأت الطبقة العاملة موسكو إضراب بحوالي 400000 عامل. واجتاحت موسكو موجة من الإضرابات والمظاهرات احتجاج من قبل العاملين فيكييف،خاركوف ،نيجني نوفغورود ،ايكاترينبرج وغيرها من المدن. في 25 أغسطس اليميني كورنيلوف بدأ تمردا عسكريا وبدأ يتحرك في اتجاه سانت بطرسبرغ . وناشدت اللجنة المركزية ب الحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي في 27 أغسطس العمال والجنود والبحارة الاتجاه لبطرسبرغ للدفاع عن الثورة. الحزب البلشفي قام بتعبئة وتنظيم الشعب لهزيمة التمرد وأتجه الحرس الأحمرالي العاصمة، والتي بلغ عدد قواته حوالي25000 مقاتل بالإضافة الي حامية للمدينة، وقام كل من بحارة اسطول بحر البلطيق، وعمال السكك الحديدية، والعمال في موسكو ، و دونباس ، جبال الأورال ، والجنود في الجبهة وفي العمق الذين تمكنوا من هزيمة الجنرال كورنيلوف قائد التمرد وهزيمته التي تمت على أيدي عمال غير منظمة ولكن ذلك دل علي ضعف الحكومة المؤقتة التي اضطرت للاستعانة بالبلاشفة، في حين يدل على قوة البلاشفة وادي الي زيادة سلطتهم. في 30 أغسطس. انتحر الجنرال كريموف وفي اليوم نفسه تم عزل كورنيلوف وتقديمه للمحاكمة.
في 31 أغسطس، وللمرة الأولى، صوّت سوفييت بيتروجراد من أجل حل البلشفية.؛ ومنذ هذه اللحظة أصبحت الحركة.الثورية غير قابلة للإخماد. واكتسح البلاشفة انتخابات اتحاد العمال (السوفيات)من بريانسك، سمارة، ساراتوف ، مينسك وكييف و طشقند ، وغيرها من المدن. في يوم، 1 أيلول / سبتمبر، تلقت اللجنة التنفيذية المركزية للسوفييت طلبات من 126 من مجالس السوفيات المحلية حثها على الاستيلاء على السلطة في يديها الخاصة.
سبتمبر وأكتوبر 1917، كانت هناك اضربات من قبل العمال في موسكو وسانت بطرسبرغ وعمال المناجم من دونباس ، و الحدادين من جبال الأورال ، وعمال النفط في باكو ، وعمال الغزل و النسيج، وعمال السكك الحديدية في 44 من خطوط السكك الحديدية. في هذه الأشهر وحدها أكثر من مليون عامل شاركوا في الإضراب. قام العمال بالسيطرة على الإنتاج والتوزيع في العديد من المصانع.
في 10 أكتوبر 1917 اللجنة المركزية للبلاشفة صوتت 10 ضد 2 لقرار قائلا ان”انتفاضة مسلحة أمر لا مفر منه، وبأن الوقت قد حان لذلك تماما”.
أصدر كيرينسكى أمراً علّيا بحل لجان مقاومة العمال ونزع أسلحتهم. وفي 18 أكتوبر، لم يعد الحرس العسكرى في بيتروجراد يعترف بالحكومة المؤقتة: «لن نطيع بعد ذلك إلا الأوامر الصادرة من سوفييت بيتروجراد بواسطة المجلس العسكرى الثورى».
في يوم 23 أكتوبر 1917، قام الثوار اليساريين تحت قيادة جيان بانتفاضة في تالين ، عاصمة استونيا.
في 25 أكتوير، ووفقا للخطة التي وضعها لينين في السر، استولى «الحراس الحُمر» على عاصمة روسيا، وفي مقاومة غير فعالة من قبل كيرينسكي والحكومة المؤقتة.، تمكن البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية، وعلى محطات السكة الحديد ومكاتب البريد والتلغراف، وعلى السنترال الكهربائى والمطابع الكبرى وبنك الدولة، وذلك دون إطلاق رصاصة واحدة.
في ليلة 26/25 أكتوبر تم إطلاق الهجوم على القصر الشتوي للقيصر الذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء الذي تمت السيطرة عليه بدون مقاومة تذكر. اعلنت الحكومة الجديدة التي شكلها البلاشفة خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها في توقيع اتفاقية انفصالية مع ألمانيا. كما اصدر البلاشفة الذين اغتصبوا السلطة في البلاد مراسيم تقضي بمصادرة أراضي كبار الاقطاعيين ومعامل الرأسماليين بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها. في وقت لاحق للثورة تم من قبل حكومة الاتحاد السوفياتي تصوير الأحداث في أكتوبر باعتبار وقوع أضرارا أكبر بكثير مما كانت في الواقع كان.
غادر كيريتسكى المدينة تحت حماية السفارة الأمريكية لكى يحاول أن يأتى بقوات الجيش من الجبهة ختى تقضى على ثورة بيتروجراد.
أما لينين فقد خرج من الظلام في الساعة الثالثة بعد الظهر، ليظهر في سمولنى حيث اتخذ السوفييت مقرا لهم برئاسة تروتسكى وبدا بتحية الانقلاب السلمى والمنتصر الذي حققه العمال وحرس بيتروجراد!!