لم نكن مجرد شجرتين
ولم تكن أذرعُنا أغصاناً و أوراق
حين تعذر مرور الهواء بيننا
وبدونا كأننا جذعان بساق
كان كل شيءٍ فينا يعزف
العطر للعطر يهلل ويهتف
كلماتنا ياصغرها يانزرها
حين بدت لاتفهم لا تعرف
كيف هي إلى موانئ صمتها
بتواترٍ وتخاطرٍ ورعشةٍ تُساق..
حين اقترفنا ومارسنا العناق
ولطالما كان العناق يؤدبنا
يُهذبنا، يسعفنا ،يُطببنا
وعلى جموحنا الخطير
ونداء قلبينا الآخير
يأتينا بلمحةٍ كالمرايا
المركونة في حضن الزوايا
على وجوهنا المنسية يعرّفنا
وكم نحن نحتاجه جداً
وكثيراً و بريٍّ وإغراق
كما يحتاج للرافدين العراق
حين اقترفنا العناق
كعاشقين سارقين ناهبين
مع اللحظات في سباق
كان يمكن أن أقول لك
ثقي أنني سأكون دائماً معكِ
كظلكِ..كسندٍ دائمٍ لكِ
حتى ينتهي الحب
أو يهدأ ويستقيم نبض القلب
فوق كل أسباب العتاب
أوفكرة الإنسحاب
و كل أشكال الملالة
والنذالة والخذلان و الفراق..
لكنني فضلت أن أضمك
بألف يدٍ ويدٍ ونصف احتراق
ومن دون أن أدري
عصرت من شفاهك وصدرك
كل أنواع النبيذ الفاخر
كل مواسم التين والعنب والدراق
حين اقترفنا العناق
على طبق من ذهب التوق
على موعد لانتصار الشوق
بانصهار ٍ لذيذٍ تمتد حرائقه
من الشفاه لأعمق الأعماق
كنا نمارس أجمل خطايانا
كنا نتلقف أروع هدايانا
وكأن الدنيا كل الدنيا تنصفنا
وتبهرنا باحتضانٍ مبهرٍ غرّاق
حين اقترفنا العناق
كان التحامنا فقط
بين كل نقطة ونقطةٍ
وبين كل المنحنيات والكرات
بين كل حبات الشوق التي تمردت
وراحت تسنفر بانعتاق..
حين اقترفنا العناق
أشبعنا شغف العمر في سرائرنا
تبادلنا للحظاتٍ محاورنا
تعربدت فينا أعاصير الأشواق
وأمطرت على وجوهنا
خراباً جميلاً رائعاً بأشراق..
حين اقترفنا العناق
فقط كنا نقترف الحلم
لكن بمزاجٍ عالي
ومذاقٍ ليس كأي مذاق…
حسام غانم