في مثل هذا اليوم26اكتوبر1954م..
الرئيس المصري جمال عبد الناصر يتعرض لمحاولة اغتيال أثناء إلقائه لخطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية، وهي الحادثة المعروفة باسم حادثة المنشية.
حادثة المنشية هي حادثة إطلاق النار على رئيس مجلس الوزراء آنذاك جمال عبد الناصر، في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية بمصر.
وقد تم اتهام الإخوان المسلمون بارتكاب هذه الحادثة وتمت محاكمة وإعدام عددا منهم، رغم نفي الجماعة لذلك.
ذكرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1954 أنه بعد مرور أسبوع على الحادثة أن عامل بناء صعيدي يُدعى «خديوي آدم» وجد المُسدّس الذي حاول به محمود عبد اللطيف اغتيال جمال عبد الناصر بـ ميدان المنشية، فسافر من الأسكندرية إلى القاهرة «سيراً على قدميه» ليُسلم المُسدّس بنفسه إلى الرئيس جمال عبد الناصر بعد أسبوع من المشي على الأقدام..
وقعت الحادثة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1954، حين قام متهم يدعى محمود عبد اللطيف بإطلاق 8 رصاصات تجاه عبد الناصر -الذي كان وقتئذ رئيسا للوزراء- أثناء إلقائه خطابا في منطقة المنشية بالإسكندرية، أسفرت عن إصابات في الحضور، بينما نجا منها عبد الناصر ليلقي كلمات انفعالية حماسية في الحاضرين.
وواصل عبد الناصر إلقاء خطابه، قائلا “أيها الرجال فليبق كلٌ في مكانه، حياتي فداء لمصر، دمي فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار”.
توجّه الاتهام إلى أهم خصوم عبد الناصر وقتها وهم جماعة الإخوان المسلمين، فحوكمت قيادات الجماعة بدءا من المرشد العام، وأسفرت المحاكمة عن إعدام بعضهم وحبس آخرين.
وتقول المحاضر الرسمية إن الجاني محمود عبد اللطيف منتم للإخوان المسلمين، وكان جالسا أمام عبد الناصر، وطاشت رصاصاته رغم قرب المسافة، لتصيب المحيطين بعبد الناصر.
وتشير محاضر التحقيق إلى أن المؤامرة لم تكن مقصورة على اغتيال عبد الناصر فقط، بل كانت هناك خطة مرسومة لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة ونحو 160 من ضباط الجيش.
وذكرت التحقيقات أن هناك مؤامرة أخرى دبرها البكباشي أبو المكارم عبد الحي من ضباط الجيش، لنسف الطائرة التي أقلّت عبد الناصر.
والمتهمون في الواقعة -إضافة لمحمود عبد اللطيف- هم: يوسف طلعت، وهنداوي دوير، وإبراهيم الطيب، الكاتب والمفكر الإسلامي عبد القادر عودة، ومحمد فرغلي، ومرشد الإخوان المسلمين آنذاك حسن الهضيبي.
وحُكم على هؤلاء المتهمين بالإعدام شنقا، وخفف الحكم على الهضيبي وخرج بعد ذلك بالعفو الصحي، بينما حكم على متهمين آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، أو بالسجن 15 عاما، بينما حصل ثلاثة على البراءة، منهم عبد الرحمن البنا، شقيق مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا.
خلال المحاكمة كان القضاة ضباطا من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وسميت بمحكمة الشعب، وأصدرت الحكم بعد أقل من شهرين من الواقعة، وكان عدد الذين حكمت عليهم المحكمة 867، وعدد الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية 254، ووصل عدد المعتقلين في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1955 إلى 2943 معتقلا.!!