فى مثل هذا اليوم 29 اكتوبر1956م..
القوات البريطانية والإسرائيلية تجتاح سيناء بغية احتلال قناة السويس بعد تأميمها من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، وهو ما عرف باسم العدوان الثلاثى..
في مثل هذا اليوم 1956 القوات البريطانية والإسرائيلية تجتاح سيناء بغية احتلال قناة السويس بعد تأميمها من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، وهو ما عرف باسم العدوان الثلاثي علي مصر.
العدوان الثلاثي هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب.
كان التوتر الشديد الذي أثاره تأميم شركة قناة السويس عندما توالت البلاغات على القيادة الشرقية المصرية في الساعة السابعة من مساء الاثنين 29 أكتوبر، والتي جاء أولها من نقطة الحدود قرب “الكونتلا” عن تحرك نحو 50 لوري مُعَادِ في “وادي جرافي” المواجه “للكونتلا”، مع سماع أصوات طائرات كثيرة تعبر سماء المنطقة متجهة غرباً.
ثم أعقبه مباشرة بلاغ آخر من منطقة “نخل” عن تعرض عربتي تموين وهما آتيتان من ممر “متلا” لنيران مدافع عند المدخل الشرقي للممر.
أما ثالث البلاغات فجاء من عمال تمهيد الطرق قرب ممر”متلا” عن إسقاط قوة من المظليين فوق منطقة “صدر الحيطان”.
وكان هؤلاء المظليون من اللواء 202 المظلي قيادة العقيد “أرييل شارون ، التي قفزت بمظلاتها من 16 طائرة “داكوتا” كانت قد أقلعت من مطار”عُقير” في الساعة الرابعة والنصف عصراً، لتسقطهم في تمام الخامسة على مشارف قناة السويس، حتى توفر الذريعة للتدخل الأنجلو ـ فرنسي تحت زعم الرغبة الحميدة في وقاية القناة من أخطار القتال الدائر قربها، والذي يهدد بتوقف الملاحة فيها.
وبينما كانت الطائرات “الدكوتا” تسقط المظليين فوق “صدر الحيطان”، كانت عشر طائرات طراز “ميتيور” تقوم بحراستها، واثنتا عشرة طائرة فرنسية من طراز”المستير” تراقب منطقة القناة وهي على استعداد لمطاردة أي طائرة مصرية تحاول التدخل فيما يحدث “بصدر الحيطان”.
كانت الخطة الإسرائيلية تتلخص في إسقاط كتيبة مظلات من اللواء 202 مظلات فوق “صدر الحيطان” ثم يزحف باقي اللواء على محور “الكونتيلا ـ نخل ـ صدر الحيطان” لينضم إلى الكتيبة التي أسقطت شرق ممر “متلا”.
وبعد تنفيذ الضربة الجوية الأنجلو ـ فرنسية تتقدم المجموعة 38 عمليات بقيادة البريجادير “يهودا والاش”، المكونة من اللواء السابع المدرع واللواء الرابع المشاة، واللواء السابع والثلاثين الميكانيكي للاستيلاء على “أم قطف” بينما تتقدم المجموعة 77 عمليات بقيادة البريجادير “حاييم بارليف ـ Haim Bar Lev” والمكونة من اللواء السابع والعشرين المدرع واللواء الأول المشاة، واللواء الحادي عشر المشاة لاحتلال “رفح” و”العريش” ثم تواصل المجموعتان الزحف حتى يصلا إلى 16 كم شرق القناة حيث يتوقفا هناك وفي الجنوب تتقدم مجموعة اللواء التاسع الميكانيكي بقيادة البريجادير “إبراهام بوفيه من “إيلات” إلى “شرم الشيخ”.
بتتابع وصول المعلومات من نقط المراقبة والإنذار المصرية قرب حدود مصر الشرقية عن تحرك أرتال العدو المدرعة والميكانيكية قرب تلك الحدود، عزمت القيادة الشرقية المصرية على دعم قوات الدفاع عن سيناء بحشد احتياطاتها التعبوية المشكلة من قيادة الفرقة الرابعة المدرعة، والمجموعة الثانية المدرعة، واللواءين 30، 426 من جيش التحرير الوطني، وكذا الألاي الثاني استطلاع عدا الأورطة التي دُفعت عبر “وادي المليز” إلى “صدر الحيطان”، لتحتل جميعها خط الدفاع الثاني عن سيناء حول منطقة “بئر روض سالم”.
وسعياً إلى توفير احتياطي تكتيكي مناسب للفرقة الثالثة المشاة القائمة بالدفاع عن المثلث “أبوعجيلة ـ رفح ـ العريش”، فقد قررت القيادة الشرقية دفع مجموعة لواء مشاة إلى العريش لتخلي اللواء الرابع المشاة المتمركز فيها للعمل كاحتياطي لتلك الفرقة.
كما خصصت القيادة الشرقية المجهود الجوي المناسب لمساندة تلك الأعمال البرية، واطمأنت إلى أنه بمجرد إتمام تلك التحركات سالفة الذكر سوف يتحقق التوازن التعبوي في جبهة سيناء بالقدر المنشود، كما تتهيأ الظروف المناسبة في الوقت نفسه للتحول للهجوم المضاد العام، عندما يحين وقته لتدمير العدو الذي اخترق الحدود.
استكملت القيادة العامة المصرية آخر الإجراءات بتنسيق خططها مع القيادة العربية المشتركة لحشد قوة مناسبة من المدرعات والمشاة في منطقة متاخمة لحدود إسرائيل على جبهة الأردن صباح 31 أكتوبر لشن هجوم يفصل شمال إسرائيل عن جنوبها، مع دفع مجموعات من الفدائيين للعمل على شل وإرباك التحركات الإسرائيلية على الطرق، بينما تقوم القوات الجوية السورية بقصف مطارات شمال إسرائيل. وقد أعلنت كل من الأردن وسورية التعبئة العامة فور إبلاغهما بتلك القرارات.
أمر بن غوريون الجنرال موشيه ديان، رئيس أركانه، بالتخطيط لشن هجوم على مصر.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1956، قاد الهجوم الإسرائيلي إنزال جوي للسيطرة على ممر ميتلا، وتبع ذلك قتال عنيف.
طفل مصري صغير بجوار دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956صدر الصورة،GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،طفل مصري صغير بجوار دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956
وفي اليوم التالي، أصدرت بريطانيا وفرنسا إنذارا للطرفين لوقف القتال على الفور.
وواصل الإسرائيليون عملياتهم، متوقعين هجوما مصريا مضادا، وبدلا من ذلك، كان جيش عبد الناصر ينسحب.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1956، بعد حوالي ثلاثة أشهر و 10 أيام من تأميم عبد الناصر للقناة، بدأ الهجوم الأنجلو-فرنسي على السويس، وقد سبقه قصف جوي أدى إلى تحطيم وتدمير القوات الجوية المصرية.
وفي 5 و6 نوفمبر/تشرين الثاني قامت القوات البريطانية والفرنسية بعمليتي إنزال في بورسعيد وبور فؤاد، وبدأت في احتلال منطقة القناة.
وفي منتصف ليل 6 نوفمبر/تشرين الثاني، تمت الدعوة لوقف إطلاق النار بناء على إصرار الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد.
وكانت القوات الأنجلو-فرنسية قد وصلت إلى جنوب بورسعيد، لكنها لم تكن تسيطر بعد على القناة بأكملها عندما تم إيقافها.
لقد كانت العملية من الناحية العسكرية في طريقها إلى تحقيق نجاح كبير.
تجمهر مصري حول دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956صدر الصورة،GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،تجمهر مصري حول دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول قامت الأمم المتحدة بإجلاء القوات البريطانية والفرنسية، وانسحبت القوات الإسرائيلية في مارس/آذار من عام 1957.
رد فعل عنيف
من الناحية السياسية، كان التدخل في السويس كارثيا، وقد كان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور غاضبا.
وقد أجبر الرأي العام العالمي، وخاصة الرأي العام في الولايات المتحدة، إلى جانب التهديد بالتدخل السوفيتي، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على سحب قواتها من مصر.
وفي بريطانيا أيضا كان هناك غضب واسع النطاق.
وتم إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار واستعادة النظام، كما تم تطهير قناة السويس وإعادة فتحها.
لكن بريطانيا على وجه الخصوص وجدت أن علاقتها مع الولايات المتحدة ضعُفت وتضاءل نفوذها “شرق السويس” بسبب تلك المغامرة.
وبدأت الاتهامات بالتواطؤ بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956تطفو على السطح، لكن إيدن نفى ذلك في البرلمان، وحاول تجنب إعطاء إجابة واضحة وقاطعة.
وفي 20 ديسمبر / كانون الأول من ذلك العام، قال في خطابه الأخير أمام مجلس العموم إنه لم يكن هناك علم مسبق بأن إسرائيل ستهاجم مصر. ولم يكن ذلك صحيحا.
وفي يناير/كانون الثاني من عام 1957، تدهورت صحة إيدن كما تضررت مصداقيته السياسية بشدة، واستقال.
كان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور غاضبا من الهجومصدر الصورة،GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،كان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور غاضبا من الهجوم
ونجا غي موليه، رئيس الوزراء الفرنسي، وظل في منصبه لفترة أطول على الرغم من الانتقادات الشديدة، لكن حكومته انهارت في يونيو/حزيران من عام 1957 بسبب الضرائب التي فرضها لدفع ثمن الحرب الجزائرية.
وتوترت العلاقات الأنجلو أمريكية بسبب أزمة السويس، ولكن مع استمرار حلفاء الحرب الباردة في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في التعاون.
وبحلول عام 1962، تبنت بريطانيا نظام صواريخ بولاريس الأمريكي. ومع ذلك ، فقد ظهر توازن القوى الحقيقي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل صارخ، وتعرضت هيبة بريطانيا لضربة قاسية.
خرج ناصر من أزمة السويس منتصرا وبطلا لقضية القومية العربية والمصرية، ولم تحصل إسرائيل على حرية استخدام القناة، لكنها استعادت حقوق الشحن في مضيق تيران، وفقدت بريطانيا وفرنسا معظم نفوذهما في الشرق الأوسط نتيجة لهذه الأزمة.!!!!!!!!!!!!!