فى مثل هذا اليوم 1 نوفمبر1623م..
هزم فخر الدين المعني أمير الشوف في جبل لبنان في معركة عنجر جيشا بقيادة والي دمشق مصطفى باشا.
معركة عنجر هي معركة وقعت في 1 نوفمبر 1623 بالقرب من مجدل عنجر في لبنان بين جيش فخر الدين المعني الثاني وجيش الدولة العثمانية بقيادة والي دمشق مصطفى باشا. انتهت المعركة بهزيمة الجيش العثماني وأسر مصطفى باشا. وقد سمح هذا الانتصار لفخر الدين أن يحكم سوريا العثمانية الممتدة من حلب في الشمال إلى العريش في شمال سيناء. واستمرت إمارته هذه لمدة 10 سنوات حتى هزيمته وأسره من العثمانيين، الذين بعثوا به إلى الآستانة حيث نفذ فيه حكم الإعدام.
تسبب منع الأمير يونس الحرفوشي دروز الشوف من زراعة أراضيهم في البقاع الجنوبي في 1623، في إثارة غضب فخر الدين الثاني. فبعث سكباناً إلى قرية قب إلياس في البقاع الجنوبي طردوا آل حرفوش منها في أغسطس/سبتمبر 1623. في هذه الأثناء، في يونيو أو يوليو، استبدلت السلطات العثمانية علي ابن فخر الدين بصفته سنجق بكي على صفد كما استبدلت ابنه الآخر حسين مع مصطفى كتخدا في منصب سنجق بكي عجلون ونابلس على التوالي بخصمين محليين لفخر الدين. إلا أن السلطات العثمانية أعادت عجلون ونابلس إلى حكم آل معن بعد فترة وجيزة، فيما عدا صفد. ليتحرك المعنيون لتولي زمام عجلون ونابلس، مما دفع يونس الحرفوشي إلى استدعاء القائد الإنكشاري كُرد حمزة، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير على بكلربك دمشق، مصطفى باشا، لمنع تقدمهم. ثم نجح كُرد حمزة في تأمين تعيين يونس الحرفوشي في صفد، تلى ذلك محاولة فاشلة من فخر الدين لمساومته على منصب الحاكم.
شن فخر الدين حملة على آل طرباي وآل فروخ في شمال فلسطين، لكنه هُزم في معركة عند نهر العوجا بالقرب من الرملة. بلغ فخر الدين في طريق عودته إلى جبل لبنان من حملة فلسطين الفاشلة، أن الحكومة العثمانية أعادت تعيين أبنائه وحلفائه في صفد وعجلون ونابلس. وارتبط هذا الانقلاب بخلافة السلطان مراد الرابع (حكم من 1623 إلى 1640) والصدر الأعظم كمانكيش علي باشا، الذي تلقى رشوة من وكيل فخر الدين في القسطنطينية لإعادة المعنيون إلى سناجقهم السابقة. ومع ذلك، شرع مصطفى باشا وكرد حمزة في شن حملة على المعنيين. وصل فخر الدين إلى قب إلياس في 22 أكتوبر، وتحرك على الفور لاستعادة الأموال والمؤن التي خسرها خلال حملة فلسطين بالإغارة على قريتي كرك نوح وسرعين الفوقا المجاورتين، وكلاهما تحت حكم آل حرفوش.
المعركة
انطلق الدمشقيون وآل حرفوش وآل سيفا من دمشق بعد ذلك، بينما حشد فخر الدين مقاتليه الدروز والسكبان والمجندين الشيعة. وأرسل الشهابين ليكونوا بمثابة طليعة جيشه في برج عنجر، ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه فخر الدين إلى هناك في أوائل نوفمبر 1623، كان آل حرفوش وآل سيفا قد طردوا الشهابين واستولوا على البرج. هزم فخر الدين الإنكشارية الدمشقية على الفور في عنجر وأسر مصطفى باشا، بينما هرب كرد حمزة ويونس الحرفوشي إلى حلب. وانتزع فخر الدين اعتراف البكلربك بسلطة آل معن، وتنصيبه على سنجق غزة، وابنه منصور على سنجق اللجون، وعلي على ناحية البقاع الجنوبي. ومع ذلك لم تنفذ أياً من هذه التعيينات في غزة ونابلس واللجون بسبب معارضة أصحاب السلطة المحليين.
حصل فخر الدين من مصطفى باشا على ناحية الزبداني لحليفه قاسم بن علي الشهابي لاحقاً، بينما أُعيد تأكيد حكم البقاع العزيزي مؤقتاً لعلي نجل يونس الحرفوشي. انقلب فخر الدين على مصطفى باشا لصالح بديله بحلول شهر مارس، لكن أٌعيد مصطفى باشا إلى منصبه في أبريل. مما وتر العلاقات بين فخر الدين ومصطفى باشا بعدئذ.!!!!!!!!