في مثل هذا اليوم 4نوفمبر1922م..
الباحث الإنجليزي في علم المصريات هوارد كارتر يكتشف قبر توت عنخ آمون.
هوارد كارتر (9 مايو 1874 – 2 مارس 1939) (بالإنجليزية: Howard Carter) عالم أثار إنجليزي وخبير بعلوم المصريات. ولد بمدينة لندن مقاطعة كينسينجتون، قضى طفولته بشكل أساسي في سوافهام، نورفولك حيث عاش مع عماته، أشتهر بسبب اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك، الأقصر، مصر.
تعد مقبرة الملك توت عنخ آمون (حوالي1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشر ذات شهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا. وكان اكتشاف المقبرة الذي تم في عام 1922 من قبل هوارد كارتر قد احتل العناوين الرئيسية في صحف جميع أنحاء العالم، حيث صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة. تعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الآثرية حتى الآن.
على الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير جدًا وحكم لمدة حوالي تسع سنوات فقط. يمكن للمرء أن يتساءل ما كان يمكن أن تحتويه مقابر ملوك الدولة الحديثة الأقوياء مثل حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، إذا كان هذا ما تحتويه مقبرة الملك الصبي.
فقط جدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور فهي مناظر جنائزية أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات.
خرجت لنا العديد من التكهنات حول الحجم الصغير لمقبرة توت عنخ آمون (KV62)، فعندما توفي خليفته الملك آي، تم دفنه في المقبرة (KV23) ، والتي ربما كانت في الأصل مخصصة لتوت عنخ آمون ولكنها لم تكن قد اكتملت وقت وفاة الملك الشاب. إذا كان الأمر كذلك، فمن غير الواضح لمن نحتت مقبرة توت عنخ آمون (KV62)، ولكن قيل أنها موجودة بالفعل، إما كمقبرة خاصة أو كمنطقة للتخزين والتي تم توسيعها لاحقًا لاستقبال مومياء الملك. وأيًا كان السبب، فإن الحجم الصغير للمقبرة قد ضم حوالي 5000 قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة بإحكام شديد. هذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون يستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
ومن المفارقات العظيمة في التاريخ أن الملك الصغير توت عنخ آمون تم محو اسمه من تاريخ مصر القديمة لأنه مرتبط بالملك إخناتون الذي لم يحظ بشعبية بسبب انقلابه الديني، قد تخطت شهرته حاليًا العديد من أعظم ملوك مصر القديمة.
أعماله
مقبرة توت عنخ أمون
في عام 1891 وفي سن السابعة عشر، بدأ كارتر بدراسة النقش والرسم بمصر، عمل بالاكتشافات الأثرية ببني حسن مقر مقابر أمراء مصر الوسطى، 2000 ق.م، لاحقا أصبح تحت وصاية ويليام فليندر بيتري.
أشتهر هوارد كارتر أيضا لأنه اكتشف أثار تعود للملكة حتشبسوت في مقبرة بالدير البحري في العام 1899 تم عرض وظيفة على كارتر من قبل المجلس الأعلى المصري، وما لبث أن أستقال بسبب خلاف بين حراس موقع أثري مصري وبعض السائحيين الفرنسيين عام 1906.
مقبرة توت عنخ أمون
مقبرة توت عنخ أمون بوادي الملوك
في عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية. لاحقا، أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب لكارنافون.
قام كارنافون بتمويل بحث كارتر عن الفرعون المجهول مسبقا توت عنخ أمون، والذي اكتشف من قبل كارتر، بعد عدة أشهر من التنقيب والبحث غير المثمر، أصبح اللورد كارنارفون غير راض عن النتائج وفشل استثماراته، وفي عام 1922، أعط كارتر موسم واحد أخير لإكمال أعمال التنقيب.بأهداف أخرى
بيت كارتر بطيبة
في الرابع من نوفمبر عام 1922 بعد 15 عاما من البحث وجد كارتر مقبرة توت عنخ أمون «ك.ف62» حيث أفضل مقبرة وجدت على مر التاريخ لم تمس من قبل بوادي الملوك، أرسل برقية للورد كارنارفون للمجيء، في السادس والعشرون من نوفمبر لعام 1922، مع كارنارفون وأبنته، وحضور آخرون، قام كارتر بعمل «الكسر الصغير» الشهير في الزاوية الشمالية لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الأثار الذهبية الخاصة بالمقبرة بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت.
وحتى ذلك الحين لم يكن كارتر يعلم بعد هل هي «مقبرة أم مجرد مخبأ» ولكنه تأكد عندما شاهد ختم واضح بأحد الأبواب المحروسة بين تمثالين. عندما سـأله كارنارفون «هل وجدت شيء» قال نعم «أشياء مذهلة».وهذه خدعة لا يمكن قبولها King Tutankhamen’s Tomb!!