في مثل هذا اليوم 4 نوفمبر 1956م..
ربع مليون جندي وألف دبابة سوفييتية تجتاح المجر لسحق ثورة بقيادة إيمري ناج الذي أعلن حياد البلاد وإنسحابها من حلف وارسو.
الثورة المجرية المعروفة أيضاً بالانتفاضة المجرية كانت ثورة معادية للسوفيت في المجر دامت من 23 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1956. هيأت التغيرات السياسية في الإتحاد السوفيتي والحركات القومية للأحزاب الاشتراكية في أوروبا الشرقية والاضطراب الاجتماعي بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة لعامة المجريين الظروف لظهور انتفاضة شعبية.
في عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية قدم الروس لتحرير المجر من النازيين ولكن عندما سيطر الشيوعيون في عام 1949 أصبح التحرير هيمنة وأصبحت الحكومة المجرية بالكامل تحت السيطرة السوفيتية. توفي القائد السوفيتي جوزيف ستالين قبل ثلاثة سنوات من ذلك وفي مارس 1956 كان نيكيتا خروشوف ضد ستالين في كونجرس الحزب العشرين. بقيادة الطلاب والعمّال بدأت الثورة المجرية التلقائية وشعر السوفييت بأنهم قد يفقدون السيطرة في المجر. أرسلوا إليها دباباتهم وقواتهم فقاوم مقاتلو التحرير المجريين بشدة ولكنهم انهزموا مع حلول 4 نوفمبر. في عام 1989 مع سقوط حائط برلين انهار الاتحاد السوفيتي أخيراً وكانت الثورة المجرية من أول الأخطار الصريحة للنظام السوفيتي.
حينما ذهبت القوات السوفيتية إلى بودابست في 24 أكتوبر حمل المجريون السلاح للدفاع عن النفس فرد إيمري ناج على النداءات المطالبة بإلقاء الأسلحة واستسلم بوعد من العفو لكن الجماهير المجرية رفضت الثقة بناج وتظاهروا بأنهم لا يثقون بأحد سوى أنفسهم وفي 25 أكتوبر بدأ العمال بإضراب عام.
خلال عدة أيام تحشد كامل البلاد ضد البيروقراطية الحاكمة والقوات السوفيتية وبدأ العمال المجريون بتنظيم أنفسهم للمحافظة على النظام ولتوزيع المأكل والملبس. المجالس وهي أجزاء من قوى العمال كانت مشابهة لتلك التي بنيت من قبل العمال الروس في عام 1917 وقد أبدوا إصرارهم لانهاء الانتهاكات البيروقراطية والامتيازات وسوء الإدارة.
تبنى الدستور مجلس عمال بودابست الأعظم في 31 أكتوبر 1956 وهو يصور عمق هذا الكفاح لديمقراطية العمال. يذكر الدستور بأن “المصانع تعود للعمال”. مهام مجلس العمال كما اشترط الدستور تضمنت التالي: “موافقة وتصديق كل المشاريع التي تتعلق بالاستثمار وإقرار مستويات الأجر الأساسية والطرق التي تقام بها وإقرار كل الأمور التي تتعلق بالعقود والائتمان الأجنبي وتوظيف وإقالة العمال المستخدمين في المشروع وفحص الميزانيات وإقرار استعمال الأرباح”.
في 4 نوفمبر بدأ الهجوم الثاني على بودابست ولكن هذا الوقت سحبت البيروقراطية السوفيتية قواتها المستعملة في الهجوم الأول لأنهم أصبحوا “مصابين بروح التمرد” ولذا كانوا “عديمي الثقة”. عوضاً عن ذلك جلبت قوات سوفيتية جديدة للمواجهة النهائية. حينما اقتربت الدبابات السوفيتية استقالت معظم حكومة ناج. لجأ ناج ومؤيدوه إلى السفارة اليوغوسلافية وترك ناج السفارة اليوغوسلافية بعدما أعطي تأمينات للعبور الآمن ولكنه اعتقل من قبل الشرطة السرية وأعدم بعد سنتين بتهمة الخيانة العظمى. لعدة أسابيع قاوم العمال المجريون أسلحة القوات السوفيتية ونظمت مجالس العمال المقاومة وقامت بهجوم ناجح في 11 ديسمبر ولكن قوة الدبابات السوفيتية والشرطة السرية اكتسحتا العمال المجريين في النهاية.