في مثل هذا اليوم5 نوفمبر1980م..
اغتيال الشاعر السوري كمال خير بك في بيروت، على أيدي مجموعة مرتبطة بإسرائيل مع اثنين من رفاقه في الحزب القومي السوري.
تمر اليوم الذكرى الـ44 على اغتيال الشاعر السورى كمال خير بك، وهو شاعر ومقاوم سوري ولد في مصياف عام 1935 تعود أصول عائلته إلى مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، منتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، اغتيل بتاريخ 5 نوفمبر 1980.
انتقل إلى بلدة الكورة في شمال لبنان بداية عام 1952 وعاش فيها وتزوج من نجاة نجار وله منها ولده الأول زياد، ثم انتسب للحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان له اسماً حركياً هو “قدموس” الذي ظل يحمله حتى وفاته، أصدر ديوانه الأول في عام 1960 بعنوان “البركان” في بيروت الذي تضمن قصائد قومية مقفاة الوزن، ثم صدر ديوانه الثاني الذي حمل عنوان “مظاهرات صاخبة للجنون” عام 1965 الذي حمل توقيع مستعار باسم “كمال محمد” وقد كان هذا الديوان نقلة في مساره الشعري حيث استخدم شعر التفعيلة بدل الشعر العمودي في أغلب القصائد. بعدها انقطع عن النشر بداية عام 1965 وحتى استشهاده، على الرغم من أنه كان يكتب شعره على قصاصات علب التبغ التي احتفظ بها أصدقاؤه غسان مطر وبدر الحاج ومخول قاصوف، ثم قاموا بنشرها في ثلاث مجموعات شعرية هي “دفتر الغياب” و”وداعاً أيها الشعر” وكان آخرها “الأنهار لا تعرف السباحة في البحر”.
نسق مع الثورة الفلسطينية وقاد العديد من العمليات الخارجية ضد إسرائيل في الخارج بالتعاون مع وديع حداد وفؤاد الشمالي ومحمد بودية (بو ضيا) وكارلوس ضمن إطار منظمة أيلول الأسود وكان نتائج هذا التنسيق عملية ميونخ – وعملية أنابيب النفط في تريستا إيطاليا وعملية الأوبيك.
اغتيل على أيدي مجموعة مرتبطة بإسرائيل في 5 نوفمبر 1980 مع اثنين من رفاقه في الحزب هما بشير عبيد وناهية بجاني، حيث ذكرت إذاعة إسرائيل: “قتل اليوم في بيروت الإرهابي كمال خير بك الملقب بأبو زياد وكمال خير بك له علاقة مع عدد من الإرهابيين الدوليين وترأس لفترة طويلة تنظيماً يضم كارلوس وعدد من المخربين ويعتبر كمال خير بك أبرز المعاونين للإرهابي وديع حداد”.
بحسب مقال للكاتبة اللبنانية سناء الخوري، نشر في الذكرى الثلاثين لوفاة الشاعر الراحل بعنوان ” 30 عام على رحيله: كمال خير بك أهلاً أيّها الشعر” وضع كمال خير بك قدماً في الشعر وأخرى في النضال الحزبي والسياسي. تفوّق الشعر على النضال تارةً، وتفوّق النضال طوراً. لكن في الحالتين، كتب الرجل سيرة موزّعة على سكّتين متوازيتين ومتداخلتين. كان صاحب “دفتر الغياب” ابن زمنه المكتظ بالأحلام القومية والثورية، وكان الجمع بين الشعر والقضايا الكبرى ممارسة طبيعية ومحمودة. كان الالتزام طموحاً شخصياً، لا قيداً مفروضاً من الخارج. لم يفرِّق خير بك كثيراً بين الحداثة، التي كانت قد بدأت بتقويض عمود الشعر العربي القديم، وبين أن تكون القصيدة الحديثة مرآةً تعكس مشكلات عصرها.
وتوضح الكاتبة: الواقع أن الشاعر انحاز إلى قصيدة يتزايد فيها نفوذ المضمون على حساب الكيفية، التي ينبغي أن يُنجز بها هذا المضمون. وحين بدأ بعض مجايليه بسلوك طرقٍ جانبية تصنع لهم أصواتهم الخاصة، كما فعل الماغوط وأنسي الحاج وأدونيس وشوقي أبي شقرا، كان خير بك قد وطَّن قصيدته في أسلوبية إيقاعية وشكلانية أقرب إلى تجارب رواد قصيدة التفعيلة التي دشنها الثالوث العراقي: السياب والملائكة والبياتي.
وتصف الكاتبة حادث اغتياله موضحة أنه تبقى خلفيات حادثة مقتله إلى جانب رفيقه القيادي في “الحزب السوري القومي الاجتماعي” بشير عبيد، “غامضة، وغير مبرّرة”، في نظر عائلته، خلاف على أحقية المرور بين سائق عبيد، أودى بحياة الأخير وصديقه الشاعر وناهية بجاني. هل هي “حادثة” فرديّة حقّاً تلك التي أودت بالمناضل الذي انخرط في العمل الفدائي في مواجهة العدوّ الصهيوني؟ ما إن سقط الشاعر، حتى تفردت إذاعة إسرائيل بالسبق: “قتل اليوم في بيروت الإرهابي كمال خير بك”. يومها، في جيب قميصه المقطّع، وجد أصدقاؤه نبوءته الأخيرة: “كنت ميتاً على الرصيف وحولي وطن هارب/ وقربي حصاني…”.!!!!!!!!!