في مثل هذا اليوم5 نوفمبر1990م..
اغتيال مائير كاهانا مؤسس «حركة كاخ» اليمينية المتطرفة على يد السيد نصير.
«حركة كاخ» اليمينية المتطرفة هى حركة إسرائيلية يمينية متطرفة أسسها الحاخام مائير كاهانا عام 1971 في إسرائيل. عرفت بأفكارها العنصرية ودعوتها لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وإيمانها بأفضلية اليهود على غيرهم. ومن أبرز أعضائها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي انضم للحركة وهو في الـ16 من عمره.
سعت إلى إقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين، وشكلت مجموعات مسلحة للاعتداء على قرى الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، كما تبنت عمليات قتل بحقهم.
نجحت الحركة في الحصول على مقعد في الكنيست الإسرائيلي، مع صعود حزب الليكود اليميني إلى السلطة عام 1977 وسيطرة الخطاب المتطرف على الساحة السياسية. لكن سرعان ما تم حظرها من الكنيست وإدراجها ضمن قوائم الإرهاب عام 1994.
تأسست حركة كاخ في إسرائيل عام 1971، ونصّ ميثاقها المعلن على أن أرض إسرائيل ملك لليهود فقط، وأن الفلسطينيين يجب ترحيلهم قسرا من أراضيهم.
أنشأها الحاخام مائير كاهانا بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر الأب الروحي لأيديولوجية اليمين المتطرف اليهودي.
تولدت حركة كاخ عن “رابطة الدفاع اليهودية” التي أسسها مائير كاهانا في الولايات المتحدة الأميركية عام 1968، وكان إنشاؤها جزءا من رد الفعل العنيف للرجل الأبيض الذي صاحب إضرابات نقابة المعلمين في مدينة نيويورك عام 1968.
أدت هذه الإضرابات إلى ظهور حالة من التوتر العنصري بين نقابة المعلمين ذات الأغلبية اليهودية، والسكان السود الذين كانوا يسعون إلى سيطرة أكبر على مدارس حيهم والمطالبة بمزيد من وظائف الخدمة المدنية. لكن كاهانا، بخطابه العاطفي الشعبوي، استطاع استقطاب عدد كبير من اليهود ودحض سعي السود للسيطرة.
بحلول عام 1970، اتجهت الرابطة بقضيتها الأساسية إلى محنة اليهود السوفيات، وكان هدفها الرئيسي ترويع المؤسسات التابعة للاتحاد السوفياتي في الولايات المتحدة للضغط على الدولة الشيوعية وتغيير سياساتها “المعادية للسامية”، وخصوصا حظرها هجرة اليهود إلى إسرائيل.
واقتصرت أعمال الرابطة على الأنشطة الاحتجاجية والتخريبية، بدءا من سكب الدماء على دبلوماسي سوفياتي خلال حفل استقبال في واشنطن العاصمة، إلى زرع قنبلة دخان في عرض موسيقي للأوركسترا السوفياتية في نيويورك.
ومع كل حادثة، تتبنى الرابطة المسؤولية الكاملة من خلال رفع شعارها الرسمي “لن يتكرر ذلك مرة أخرى!”، في إشارة إلى ما يعرف بمحرقة “الهولوكوست”.
لم يقتصر عمل الرابطة على معاداة السوفيات، فقد استهدفت أي جهة اعتبرتها تهديدا لبقاء القومية اليهودية المتطرفة وشملت بذلك الأميركيين والمنظمات اليمينية المتطرفة المحلية، والناشطين العرب والمسلمين، والصحفيين والعلماء، وأعضاء الجالية اليهودية “الذين ليسوا يهودا بما فيه الكفاية”، على حد قولهم.
فقد اقتحم 6 من أعضاء رابطة الدفاع اليهودية عام 1975 مكتب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرفاهية اليهودية في سان فرانسيسكو واعتدوا على 4 من موظفيها، وكان الاقتحام احتجاجا على بطء استجابة المؤسسة لسد احتياجات المجتمع اليهودي في سان فرانسيسكو.
استطاع مائير كاهانا، بخطابه العاطفي التحريضي وبترديد شعارات حملت أيديولوجيا يمينية متطرفة، أن يجذب الشباب إلى رابطة الدفاع اليهودية، وخلال فترة وجيزة ارتفعت طلبات الانتساب إلى العصبة من ألف إلى 7 آلاف طلب.
وتمركزت فرق الرابطة في معسكر جيدل الواقع في قرية وودبورن بولاية نيويورك، والذي استخدمته لبناء كادر من مقاتلي الشوارع اليهود، كما امتلكت فروعا في عدة ولايات منها لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وبوسطن وشيكاغو.
نشأت رابطة الدفاع اليهودية على أيديولوجية يمينية متطرفة تتأسس على خمسة مبادئ أساسية كتبها مائير كاهانا وهي:
حب إسرائيل وشعب إسرائيل.
اعتزاز اليهود بتاريخهم وثقافتهم.
الانضباط والوحدة بين اليهود.
الإيمان بعظمة الشعب اليهودي ومنع إبادته.
مبدأ القوة الحديدية.
ويرى كاهانا أن القوة والعنف هما الطريقان الوحيدان لتحقيق أهداف اليهود، وأن “السلوك السلمي هو ما جرّ على اليهود الظلم”.
وكانت هذه أفكار زئيف جابوتينسكي، أحد مؤسسي الحركة الصهيونية، وبها استقطب مائير كاهانا عددا كبيرا من الجماهير عبر خطاباته، وأطلق فيما بعد مصطلح “الكاهانية” على الجماعات التي تشترك في تبني المبادئ التي دعا إليها.
نشاط الحركة السياسي والمسلح
أدى نشاط مائير كاهانا ورابطته إلى إدانته وسجنه في أميركا، في قضية صنع قنابل لاستهداف الوفود السوفياتية، فعاد إلى إسرائيل، وهناك أسس حركة كاخ عام 1971، وسلك بها منهج رابطة الدفاع اليهودية مع تطور في سلوكها العنفي ضد الشعب الفلسطيني.
دخلت الحركة عالم السياسية حزبا سياسيا قبيل انتخابات عام 1973، واستمرت بممارساتها العدوانية ضد العرب في أراضي 1948، ولاحقا في الضفة الغربية المحتلة. وشملت هذه الاعتداءات القتل وتخريب الأراضي الزراعية.
مع بروز حركة كاخ في المشهد السياسي عام 1973، وتبنيها الأفكار العنصرية، رشّح مؤسسها نفسه لانتخابات الكنيست في سنوات 1973 و1977 و1981، لكنه فشل في الحصول على مقعد.
ومع تغير المناخ السياسي ووصول حزب الليكود اليميني إلى السلطة عام 1977، أعاد كاهانا ترشيح نفسه في انتخابات 1984 ودخل الكنيست بأصوات 26 ألف ناخب.
فوز كاهانا في الكنيست أشعل حربا إعلامية واعتبر فضيحة سياسية لإسرائيل، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تعديل قانون الانتخابات وحظر الأحزاب الداعية إلى الفكر العنصري، وهو ما منع ترشح أعضاء حركة كاخ في انتخابات 1988.
شكلت الحركة تنظيما سريا مسلحا في الضفة الغربية عرف باسم “لجنة الأمن على الطرق”، وتلقى أعضاؤها تدريبا عاليا وامتلكت وسائل نقل سريعة.
وبدأ نشاط التنظيم السري بتوفير مرافقة مسلحة لباصات النقل ومركبات المستوطنين على طرق الضفة الغربية، وإذا تعرضت مركبة إسرائيلية للقذف بالحجارة يطلق أعضاء اللجنة النار على رماة الحجارة.
وازداد نشاط التنظيم مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ودفع ذلك بعض أعضاء الكنيست اليساريين إلى تقديم استجوابات للحكومة الإسرائيلية حول التنظيم عام 1990، مطالبين بالكشف عنه ووضع حد لأنشطته.
حققت حركة كاخ بأفكارها استقطابا كبيرا من الجماهير في إسرائيل على الرغم من خسارة موقعها السياسي، إذ ساهمت في تصاعد التطرف في إسرائيل والترويج للأيديولوجيا الكاهانية التي تبنتها العديد من الحركات مثل “كاهانا حي” و”حزب عوتسما يهوديت”.
انقسام الحركة
اغتيل مائير كاهانا يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1990، على يد سيد نصر -وهو أميركي من أصل مصري- بينما كان يلقي محاضرة في قاعة محاضرات بفندق ماريوت ماركيز بحي مانهاتن في نيويورك.
تلا ذلك انقسام حركة كاخ إلى تنظيمين، احتفظ الأول بالاسم الأصلي، واتخذ الثاني اسم “كهانا حي”، وتزعمه نجل مائير، بنيامين كاهانا، وكان أقل عددا من حركة كاخ الأم، لكن لم يختلف عنها في الأيديولوجيا وأساليب العمل.
لم يطرأ أي تغيير على جوهر أنشطة “كاخ” ضد الفلسطينيين مع تغير قيادتها، بل ازدادت خاصة بعد تسلُّم حزب العمل السلطة بدلا من الليكود، وتزايدت مخاوف المستوطنين من احتمال انسحابات إسرائيلية من الضفة الغربية، وازدياد عمليات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الجيش الإسرائيلي أواخر عام 1993.
أبرز المحطات
عام 1971، عاد مائير كاهانا من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وأنشأ حركة كاخ.
عام 1980 صدر أمر إداري عن وزير الدفاع الإسرائيلي بسجن كاهانا، بعد تسريب معلومات عن تخزين الحركة متفجرات وأسلحة كان الهدف منها عملية تخريبية ضد المسجد الأقصى.
تولى مائير كاهانا رئاسة الحركة حتى عام 1990، ثم خلفه باروخ مرزيل، الذي كان أمين سر كتلة “كاخ” في الكنسيت والناطق باسم الحركة.
عام 1994، نفذ باروخ غولدشتاين، أحد أبرز أعضاء حركة كاخ، مجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، واستشهد فيها 29 مصليا، وفي أعقاب المذبحة أدرجت إسرائيل، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، حركة كاخ في قوائم الإرهاب.
عام 2002 سجن رئيس رابطة الدفاع اليهودية، إيرف روبين، بتهمة التخطيط لهجوم بالقنابل على مسجد الملك فهد في كولفر سيتي، بولاية كاليفورنيا مما أدى إلى انتحاره خلال فترة سجنه.
في شهر مايو/أيار 2022 أزالت وزارة الخارجية الأميركية حركة كاخ من قائمة الإرهاب، وأثار هذا القرار انتقادات شديدة من السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، التي رأت أن هذه الخطوة مكافأة لأعضاء منظمة إسرائيلية لها تاريخ بارتكاب الجرائم.
سيد نصير (ولد في 16 نوفمبر 1955)، هو مواطن مصري المولد أمريكي، حكم ولم يدان في اغتيال الحاخام اليهودي مائير كاهانا في نوفمبر 1990، ثم اعترف بقيامه بالجريمة فيما بعد.
خلفية
ولد سيد نصير في بورسعيد، مصر عام 1955، وهو فنان متخصص حصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية من جامعة القاهرة عام 1979، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1981. وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1989. عمل نصير أعمال مختلفة في نيوجيرسي، ومدينة نيويورك. وعمل في مدينة نيويورك، في تصليح مكيفات الهواء بمبني المحاكم الجنائية.
تفجيرات مركز التجارة العالمي وإغتيال كاهانا
أدين سيد نصير بالتورط في قتل الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة كاخ الإسرائيلية المتطرفة في 5 نوفمبر 1990، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويحتجز نصير في الحبس الانفرادي في الزنزانة رقم 108، في الدور الأول من الوحدة دي من سجن فلورنس، شديد الحراسة في ولاية كولورادو الأمريكية منذ أغسطس 2002، ويحتجز معه في نفس السجن أيضا قياديون أصوليون حوكموا في نفس قضية تفجيرات نيويورك عام 1993، منهم إبراهيم الجبوني، وفاضل عبد الغني، وطارق الحسن.
دولة إبراهيم الفدرالية
كشف سيد نصير عن رسائل متبادلة بينه وبين مسؤولين أمريكيين حول فكرته عن إحلال السلام في الشرق الأوسط، التي تعرف باسم دولة إبراهيم الفيدرالية. وقال في رسالة جديدة مطولة تلقتها «الشرق الأوسط» من سجن فلورنس الفيدرالي بولاية كلورادو «شديد الحراسة» الذي يحتجز فيه أيضا الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي ل ـ«الجماعة الإسلامية» المصرية المحظورة، وقياديين أصوليين آخرين أُدينوا في قضية تفجيرات نيويورك عام 1993، أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني تلقى منه رسالتين وأمر بإيداعهما في ملف نصير الخاص بمصلحة السجون».
وأشار نصير إلى تلقيه ردوداً من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وكذلك من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ردّا على مقترحاته الخاصة بإنشاء دولة إبراهيم «لإحلال السلام بين اليهود والفلسطينيين». وقال إن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أرسل إلى إدارة سجن كولورادو نسخا من آخر رسالتين أرسلهما إليه إحداهما في أغسطس والأخرى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، وأمر أن تحفظ الرسالتين في ملفه الخاص بإدارة مصلحة السجون الأمريكية، وأن يبلغاه فقط أن نائب الرئيس الأمريكي قرأ الرسالتين بنفسه. وأوضح نصير: «أبلغتني إدارة السجن الأمريكي بهذا الأمر شفهيا يوم 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وأرسل نصير نسخا من ردود ديان فانشتاين وهي عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي على رسائله ومقترحاته لإنهاء العنف في منطقة الشرق الأوسط. وقالت فانشتاين في رسالتها أنها تشعر بالحزن الذي نطقت بها كلمات السجين المصري لتزايد أعمال العنف في الضفة وغزة وإسرائيل. وأضافت: «أن خريطة الطريق قد تكون خطوة مهمة نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط». وقال سيد نصير «إن السلام في منطقة الشرق الأوسط مصطلح غير مفهوم، وذلك لأن كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ينظر إلى القضية بشكل مختلف ولن يصلا أبداً إلى تسوية».
تهديدات داخل السجن
وارسل نصير ضمن رسالته نسخا من رسائل «الكراهية والعنصرية «التي زعم انه يتلقاها بصفة منتظمة في سجنه الاميركي من صهاينة متعصبين، وهم يوجهون اليه الشتائم على فعلته التي ادين بسببها في التسعينات، وهي قتل الحاخام اليهودي مائير كاهانا يوم 5 نوفمبر عام 1990». وقال نصير «من طرائف الاحداث التي مرت بي خلال الاسابيع الماضية هو ان اتباع كاهانا يلاحقونني برسائلهم داخل السجن الاميركي». واضاف ان الرسائل لا تتضمن عناوين للرد عليها، مشيرا إلى انها المرة الأولى منذ وجوده في السجن قبل 13 عاما، التي يتعرض فيها لمثل هذه الحملة من الكراهية والعنصرية. وقالت إحدى الرسائل التي تلقاها نصير وارسلها إلى «الشرق الأوسط»: «ان يوم قتل كاهانا لا يقل تأثيرا عن هجمات سبتمبر (ايلول) 2001». واضافت رسالة أخرى موجهة إلى نصير وبها صورة للحاخام كاهانا: «لقد كان يجب على إسرائيل تدمير الاهرامات في حرب 1973». وتضيف الرسالة: «لقد كان الحاخام كاهانا على حق في موقفه من العرب، وعليك يانصير بعد فعلتك الشنيعة ان تستمتع بسنوات السجن، وكنت اتمنى ان يطلق الشرطي الرصاص على رأسك بدلا من رجلك عقب قتلك لكاهانا».
ويقول نصير «ان الغريب في الامر ان الرسائل التي يتلقاها بها مغالطات لأن صاحبها يدعي ان هناك بعض الآيات القرآنية مثل 20 و21 من سورة المائدة و104 من سورة الإسراء، و32 و33 من سورة الدخان، و16 من سورة الجاثية، ان الاسرائيلين هم شعب الله المختار». وارسل نصير نسخا من تلك الرسائل. ورّد عليها بأسانيد فقهية وشرعية على تلك الادعاءات». وتمضي الرسالة بالقول: «عليك بقراءة قرآنكم الذي تدعي انك تحفظه عن ظهر قلب لتعرف حق اليهود في الحياة، وحجم ما مر بهم من مآس وآلام». واشار نصير في رسالته المكونة من اربع ورقات فولسكاب ومؤرخة بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى قصة كتبها بعنوان «الجوهرة المفقودة» واستوحى احداثها من تجارة عناصر «القاعدة» في الماس ومطاردة المباحث الاميركية لعناصر «القاعدة» في ادغال الكونغو. وقال انه كتب القصة لمساعدة اولاده في حياتهم المعيشية على أمل ان يتم نشرها مؤكدا انه لا علاقة لها ب ـ«الإرهاب الإسلامي» على حد قوله. وتتحدث «الجوهرة المفقودة» عن انخراط اصوليين مقربين من «القاعدة» في تجارة الماس في دول غرب افريقيا، والقصة فيها كثير من الخيال الروائي. ورسم نصير برؤية فنية التشابكات بين الاسلاميين بحثا عن الكنز المفقود، ووقوع البعض منهم في ايدي المباحث الاميركية، اثناء عملية التنقل بين دول افريقيا. وارسل نصير وهو فنان متخصص في النحت وخريج قسم التصميمات الصناعية بكلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة عام 1979، ضمن رسالته صورة من آخر لوحة فنية رسمها في داخل السجن الاميركي مؤرخة بيناير 2004، وموقعة من طرفه، واسم اللوحة «احداث» وهي مرسومة بالحبر الجاف الاسود».
وتعبر اللوحة الفنية عما بداخل الاصولي المصري من مشاعر متضاربة حول ما يمر به العالم من احداث قاتمة. ويقول نصير «اللوحة اردت ان اعبر بها عما اراه في مخيلتي من احداث تمت في الاعوام الماضية، سواء من تهاوي الامبراطورية السوفياتية، وقيود ومعاناة وحروب في شوارع فلسطين، وجبروت عسكري يسيطر على بقاع الأرض، وفي الوقت ذاته تقدم عسكري وتكنولوجي إلى اتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء وحب وعطف ومتعة واثارة»
اعترافه بقتل كاهانا
اعترف نصير فيما بعد بقتل كاهانا وقال في اتصال هاتفي اجراه مع صحيفة «البيان» من سجنه «لومباك» الفيدرالي بولاية كاليفورنيا انه كان يرتدي معطفاً وقت ان كان كاهانا يلقي محاضرة في جمع من اليهود الامريكيين يحثهم خلالها على الهجرة لاسرائيل في اطار مشروعه «الترانسفير» الذي بمقتضاه يتم طرد الفلسطينيين من اراضيهم واحلال اليهود محلهم. واوضح نصير الذي كان يحمل مسدساً في هذه الاثناء انه كان متردداً في الاقدام على العملية غير ان «الحقد الذي كان ينفثه كاهانا ضد العرب والمسلمين» حسم تردده، فخلع المعطف الذي كان يرتديه ووضعه فوق ذراعه فيما كان بمستوى منخفض عن كاهانا، واخفى المسدس اسفل المعطف ثم صوب تجاه الحاخام المتطرف واطلق الرصاص. وقال نصير «بعدها أطلقت الرصاص على كاهانا قتله الله».!!