في مثل هذا اليوم 11نوفمبر1155م..
ميلادالملك ألفونسو الثامن، ملك مملكة قشتالة.
ألفونسو الثامن (11 نوفمبر 1155 – 5 أكتوبر 1214) الملقب بـالنبيل ملك قشتالة منذ سنة 1158 م وحتى وفاته. اشتهر ألفونسو بمشاركاته في حروب الاسترداد، ودوره في إسقاط حكم الموحدين. ورغم معاناته من الهزيمة الكبيرة في معركة الأرك أمام الموحدين سنة 1195 م، إلا أنه قاد تحالفًا مسيحيًا شمل أمراء صليبيين وحملات صليبية هزم بها الموحدين في معركة العقاب سنة 1212 م، وهو الحدث الذي مكّن للتفوق المسيحي في شبه الجزيرة الإيبيرية. شهد عهده تفوق مملكة قشتالة على مملكة ليون بعدما تحالف مع مملكة أراغون.
الوصاية على العرش والحرب الأهلية
ولد ألفونسو للملك سانشو الثالث ملك قشتالة من زوجته بلانكا النافارية في سريا في 11 نوفمبر 1155م. سمي ألفونسو بهذا الاسم تيمنًا بجده ألفونسو السابع ملك قشتالة الذي قسّم مملكته بين ولديه. كان هذا التقسيم سببًا في نشوب الصراع بين المملكتين الذي دام حتى عهد فرناندو الثالث ملك قشتالة حفيد ألفونسو الثامن نفسه. توفي والده سنة 1158 م، فخلف ألفونسو أباه على العرش وهو لا يزال في الثالثة من عمره، مما أدخل قشتالة في صراعات داخلية بين الأسر النبيلة حول أحقية أي منها بالوصاية على العرش. أعلن كل من أسرتي لارا وكاسترو بالإضافة إلى عمه فرناندو الثاني ملك ليون وصايتهم على العرش. وفي سنة 1159 م، تولى النبيل غارسيا غارسيس دي أثا رعايته، إلا أنه لم يكن غنيًا بالقدر الكافي لدعمه. وفي مارس 1160 م، اشتبكت أسرتي لارا وكاسترو في معركة لوبريغال التي انتهت بانتصار أسرة كاسترو، إلا أن حماية ألفونسو ورعايته انتقلت إلى مانريك بيريث دي لارا، الذي رعاه في آبلة حتى بلغ الخامسة عشر من عمره، وسعى بنفسه لاستعادة ملكه، وسرعان ما فاجأ أسرة لارا باستعادته لطليطلة عاصمة ملكه.
الزواج والعلاقات الخارجية
خلال فترة الوصاية، استغل خاله سانشو السادس ملك نافارا سوء الأحوال الداخلية في قشتالة، وضم أجزاء من المناطق الحدودية بين المملكتين. وفي سنة 1170 م، أرسل ألفونسو رسولاً إلى بوردو إلى هنري الثاني ملك إنجلترا وزوجته إليانور الأقطانية لطلب يد ابنتهم إليانور. ونظرًا لكون ابنتهم كانت في التاسعة من عمرها، فقد تم الزواج في برغش قبل 17 سبتمبر 1177 م. دعم هذا الزواج قوة ألفونسو في مواجهة خاله، حيث طالب ألفونسو حميه سنة 1176 م بالتحكيم في النزاع حول المناطق الحدودية. استعاد ألفونسو أراضيه بالتحكيم، إلا أنه أجبر على دفع تعويض مادي لخاله في مقابل ذلك.
وفي سنة 1187 م، دارت مفاوضات مع فريدريك الأول بربروسا من أجل ترتيب زواج الأمير كونراد دوق سوابيا والأميرة برينغيلا ولية عهد قشتالة، ووقعت اتفاقية في زيلينغنشتات في أبريل 1188 م، تجعل برينغيلا ولية العهد بعد أي مولود ذكر لألفونسو، وأن كونراد سيكون فقط ملكًا قرينًا، غير أن الزواج لم يتم حيث فضّل ألفونسو الثامن تزويج ابنته لابن عمه ألفونسو التاسع الذي جاءه يطالبه بالدعم في مطالبته بعرش ليون، في مقابل اعتراف ألفونسو التاسع بتبعية كملك على ليون لألفونسو الثامن ملك قشتالة. شهدت العلاقة بينهما بعدئذ صدامًا، استدعى التدخل البابوي سنة 1194 م للصلح بينهما. وبعد هزيمة قشتالة في معركة الأرك، عاد ألفونسو التاسع لمهاجمة ألفونسو الثامن، ثم عادا للتصالح مجددًا سنة 1197 م بإتمام زواج ألفونسو التاسع وبرينغيلا. وفي سنة 1204 م، فسخ البابا الزواج، فعاد ألفونسو التاسع لمهاجمة قشتالة، لكن معاهدات سنوات 1205 و1207 و1209 م أجبرته على التنازل عن بعض الأراضي والحقوق. وتعد معاهدة سنة 1207 م أول وثيقة عامة مكتوبة باللهجة القشتالية. وفي نحو عام 1200 م، طالب ألفونسو الثامن جون ملك إنجلترا شقيق زوجته بغاسكونية زاعمًا أنها كانت مهرًا لزوجته إليانور، رغم عدم وجود أي إشارة إلى ذلك في معاهدة الزواج. ثم غزاها سنة 1205 م ولكن دون أن يتمكن من ضمها.
حروب الاسترداد
في سنة 1174 م، تنازل ألفونسو عن أقليش لفرسان سانتياغو لتصبح قاعدة لإمارتهم، ثم شنّ حملة على قونكة في سنة 1177 م التي استسلمت في 21 سبتمبر. راسل ألفونسو الثامن ممالك نافارا وليون والبرتغال وأراغون للاتحاد في مواجهة الموحدين، واتفقوا في معاهدة كاثولا سنة 1179 م على الأماكن التي ستُقسّم من أراضي الموحدين بينهم. وفي سنة 1195 م بعد حلّ المعاهدة ضد الموحدين، دافع ألفونسو عن الأرك على نهر يانة، لكنه انهزم أمام الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور في معركة الأرك، واستطاع الموحدون ضم بعض الأراضي المجاورة لها وأهمها قلعة رباح، وظلّت الحدود بين المملكتين لمدة 17 سنة ثابتة على مقربة من طليطلة.
وفي النهاية، تمكن ألفونسو الثامن سنة 1212 م بمعاونة البابا إينوسنت الثالث من قيادة حملة صليبية ضد الموحدين ضمت إلى جوار القشتاليين قوات أراغونية وقطلونية بقيادة بيدرو الثاني ملك أراغون، ونافارية بقيادة سانشو السابع ملك نافارا وفرنجية بقيادة كبير أساقفة أربونة أرنود أمالريك، كما انضم إليهم رباط فرسان قلعة رباح وفرسان الأرك وفرسان بينافنتي، وشاركوا جميعًا في القتال أمام الموحدين في معركة العقاب قرب سانتا إلينا في 16 يوليو، وهزموا قوات الخليفة الموحدي محمد الناصر.
الإرث الثقافي
أسس ألفونسو الثامن أول جامعة إسبانية في بالنثيا. كما كان ألفونسو شخصية رئيسية في رواية ليون فويشتفانغر «يهودية من طليطلة» التي تناولت أوضاع اليهود في تلك الفترة التي شهدت تسامحًا بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، ودارت حول عشيقة ألفونسو «راحيل الجميلة»، وهي العلاقة التي أثارت جدلاً كبيرًا بين الباحثين حول مدى صحتها. كانت تلك العلاقة أيضًا محور قصة فيلم «يهودية من طليطلة» لفرانز هوبلينغ الذي أنتج سنة 1919 م.
وفاته
توفي ألفونسو في غوتيري-مونيوث وخلفه على العرش هنري الأول ملك قشتالة.!!!!!!!!!!