**أنا، لم اتغيّر**
سأنتظرُكَ عندَ شطِّ البحرِ
تحتَ زخّاتِ المطرْ
أو على ذاكَ الرصيفِ البعيدِ
أُضيءُ الطريقَ بمصباحِ قلبي
فأنا تائهةٌ بلا رفيقٍ ولا أملٍ مستقرْ
سأنتظرُكَ حيثُ نواصي الحنينِ
لتُضمدَ جرحي النازفَ يا طوقَ الياسمينْ
أيها الراحلُ منذُ زمنٍ طويلْ
العودُ أحمدُ، والهجرُ وجعٌ ثقيلْ
لعلّكَ في ليلٍ دامسٍ ترى نوري
وتعودُ للحضنِ القريبِ، الأصيلْ
غلبَني الشوقُ وملأني الأنينْ
ما الذي جرى؟ أهي ليلةٌ باردةٌ؟
أم أنّ الحنينَ إليكَ
مسَّ قلبي فارتجفَ الوتينْ؟
لا، بل هي رجفةُ شوقٍ عميقْ
لامستْ شغافَ القلبِ الأسيرْ
أنتظرُ أنفاسَكَ كي أقطفَ
من روحِكَ رحيقَ الأيامِ والنورِ المنيرْ
فكُنْ لي عطراً يُسكِنُ الأحلامَ
ويُزهِرُ الفجرَ العَبيرْ
كلُّ هذا من جفاءِ الخليلِ الذي
أيقظَ بركاناً في داخلي وحريقْ
أثلجَ الروحَ وتركَ في الجسدِ
ندباتِ وجعٍ وحسراتٍ تضيقْ
فإن عدتَ، سنطوي صفحة الألمِ
وننقشُ من الحبِّ عهدًا يدومْ
نروي ليالي الهوى من جديدٍ
ونُشرقُ كالشمسِ في كلِّ يومْ.
عائشة ساكري – تونس 21-9-202