على خطى عليسة
للشاعرة التونسية سليمى السرايري
سأفتح الآن نافذة على أغنيات ملوّنة
أشرع ثوبي للعطور العتيقة
وبين رفوف جديدة للشعر والحلوى
علبة فاخرة من الشكلاطة السوداء
وجبة دسمة للطفولةِ
لذيذة كما سمروات بلادي
كيف لي ألا أعشقها
وكيف لا أركض من جديد في جنوني البريء
ها أنا أخاطب سياج صمتي
لا أحد يعرفني
يعيد لي أحلامي المتسللة خارج وجعي
هي عليسة فقط من ترسم خطاها
قرب مساءات الغروب الجميل
تلك التي كانت هنا قبل قليل
تمشط شعري المبعثر
تبتسم قليلا في حيرتي
برفق تأخذ بيدي المرتجفة
…. تسير بي. هناك في اللّاحدود.
فأنا لم أعد أدرك طريقي نحوي
حين خانتني المنعرجاتُ
قالت لي عليسة هامسة :
غدا سيخجل الوجع من عينيك
حين تمتطين الفصول المراوغة
هناك في الاّ حدود
لابدّ للوقت ان يعلن تمرده
فمن قال سنعود
قبل أن نفتح نافورة للهذيان
وننثر بعض الحروف على الشاطئ الحجري؟
حين قبلت عليسة الأرض الممتدة
كتبنا معا وصيّتنا لمعابد قرطاجة
واستندنا على أسوار المدينة
فكيف نقنع الصمت بالكلام
ونتقن لغة الجدار
اه عليسة
لو فقط يدرك الراحلون
كيف تبتل مناديل الدموع بعدهم
ويبكي الياسمين على شرفات الوداع
فلا تساليني كم جنيتُ من هزيمة
حين اخذتني الخيانات في غفلة المواعيد
ولمحت جميع جنائز العشاق
في المشهد الاخير للرحيل
تطير نحو السماء
تعالي عليسة
سنستعيد الآن اثم التفاح
في حكاية تطفو على الموج
وتختفي فجأة في العمق…