في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر1832م..
تنصيب الأمير عبد القادر بن محي الدين سلطانًا على الجزائر وذلك بعد تنازل والده له، وكان حينها في الخامسة والعشرين من عمره.
تمر اليوم الذكرى الـ192 على تنصيب الأمير عبد القادر بن محيى الدين سلطانًا على الجزائر وذلك بعد تنازل والده له، وكان حينها في عمر 25 سنة، وذلك فى 20 نوفمبر عام 1832، هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عامًا أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر.
والأمير عبد القادر، الذي يوصف بأنه “مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة”، لا يزال اسم الأمير عبد القادر الجزائري حاضرًا كرمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسى، إلا وبعد نحو 138 عامًا على وفاته في 26 مايو 1883، يبدو أنه أيضًا قادر على إثارة الجدل، بسبب تضارب الروايات إزاء الطريقة التي أنهى بها 17 عامًا من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، حيث اتهمه السياسي المعارض ونجل أحد كبار قادة حرب الاستقلال عن فرنسا، عمران آيت حمودة بـ”الخيانة”.
وفي 1835 توسع نفوذ الأمير عبد القادر ليشمل كل الغرب الجزائري ما عدا وهران ومستغانم وأرزيو، كما توغل في إقليم التيطري واستولى على مليانة في أبريل 1835، وعلى المدية في الشهر التالي، وتوسع شرقاً فأخذ مدينة بسكرة.
في ذات السياق، أوضح الكاتب نزار أباظة في مؤلفه “الأمير عبد القادر الجزائري العالم المجاهد” أن الأمير عبد القادر تفرغ خلال الهدنة إلى محاربة الخارجين عليه، فقضى على معارضيه في تلمسان، وبسط سيطرته على مدن لم تكن تحت سلطته من قبيل المدية ومليانة.
أما شارل هنري تشرشل، فقال إن الأمير عبد القادر شرع خلال فترة الهدنة في التنظيم، نظراً لأنه لم يكن يثق إلا قليلاً في نوايا السلام التي أبداها الفرنسيون.
وبحسب كتاب “حياة عبد القادر” تأليف شارل هنري شرشيل، أن الباي حسن، باي وهران طلب حماية محي الدين، أبي عبد القادر من الاستعمار الفرنسي، لأنه رفض تسليم نفسه للمستعمر، و اجتمعت أسرة بني هشام التي ينتمي إليها عبد القادر لدراسة القضية، و كان عبد القادر هو من رفض الحماية بحجة أن القبائل كانت تكره ممثل الطغيان التركي.
وسمح القرار بدخول الاستعمار الفرنسي إلى وهران دون مقاومة في 4 يناير 1831 بقيادة الجنرال دمرمون و سلم الباي نفسه و سمح له بالتوجه إلى الإسكندرية، و نتج عنها الفوضى، الشيء الـذي فرض على بعض القبائل الطلب من أب عبد القادر أن يلم شملهم لوضع حد للفوضى، بعد رفض السلطان المغربي عبد الرحمن مؤازرة القبائل التي طلبت مساعدته على مقاومة الاحتلال.
وبعدها قرر الفرنسيون التفاوض على هدنة من جديد، فجاءت معاهدة التافنة في مايو 1837، التي اعترفت فيها فرنسا بسيادة الأمير عبد القادر على المناطق الغربية للجزائر دون المدن الساحلية،وتنص المعاهدة في المادة الأولى على أن “الأمير عبد القادر يعترف بسيادة فرنسا” على المدن الواقعة على الشريط الساحلي للجزائر، وضمنها وهران ومستغانم.
وسمحت هذه المعاهدة لفرنسا بتوجيه جميع قوتها لوأد مقاومة “أحمد باي” إلى أن تمكنت من إسقاط مدينة قسنطينة. وهو الأمر الذي جعل أحمد باي يتهم الأمير عبد القادر بـ”الخيانة” والتوقيع على معاهدة التافنة من أجل القضاء عليه في الشرق.
في 23 ديسمبر 1847، قرّر الأمير عبد القادر تسليم نفسه إلى الجنرال لامورسيِير، رئيس الجيوش الفرنسية، وفق شروط كتبها ووافقت عليها باريس لكنها سرعان ما نقضتها، وفقاً لما جاء في كتاب “الأمير عبد القادر الجزائري” للفرنسي برونو إيتيان.
ويؤكد الباحث يحيى بوعزيز أنه جرى الاتفاق مع الجنرال لاموريسيير على تسليم الأمير لنفسه مقابل أن يتم نقله مع عائلته إلى عكا أو الإسكندرية، وألا يتعرضوا لمن يريد السفر معه من الضباط والعساكر، فضلاً عن ضمان سلامة أتباعه الذين سيبقون في الجزائر. لكنه تعرض للخداع، ونُقل إلى الإقامة الجبرية في فرنسا.!!!!!!!