في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر1951م..
أكثر من ألف عائلة بريطانية تغادر مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس وذلك بعد تبادل لإطلاق النار أدى لمقتل خمسة جنود بريطانيون وعشرة جنود مصريون.
شهدت مدينة الإسماعيلية فى يوم 20 نوفمبر مغادرة جماعية لـ 1000 عائلة بريطانية كانت تقيم بالمدينة عقب أحداث معركة “بلوكات النظام “يومى 17 و18نوفمبر 1951 وهى من أشهر معارك الإسماعيلية بل ومن أشهر الأحداث فى تاريخ الإسماعيلية، وقبلها كان قد شهد يوم 16 أكتوبر 1951 حريق النافى ” المجمع الاستهلاكى البريطانى ” الموجود بميدان عرابى بالإسماعيلية، وإعلان الكفاح المسلح ضد القوات البريطانية، عقب إلغاء المعاهدة، بعدها أعلنت الأحكام العرفية فى القناة، وبات المواطنين فى مرمى نيران القوات الإنجليزية بالإسماعيلية
وعلى أثر إعلان الأحكام العرفية، نّظم الأهالى أنفسهم فى مجموعات وقسموا الإسماعيلية إلى ميادين ومناطق، كل مجموعة تتولى منطقة، وكان العدد يبلغ حوالى 59 فدائى، أعلنوا وقتها الكفاح المسلح ضد القوات المحتلة، تطهيرًا للبلاد لتبدأ حركة المقاومة بالظهور ضد 58 ألف جندى بريطانى، متواجدين بمنطقة القناة بكامل معداتهم الحربية، ومعسكرات الإمدادات للجنود وبدأت حرب الـ 100 يوم.
ويقول الباحث والمؤرخ أحمد مصطفى فيصل أن هذة المعركة تعتبر من أكثر الأحداث تأثيرًا فى تاريخ الإسماعيلية رغم أن الكثير ممن تناول تاريخ الإسماعيلية لم يهتم أو يذكر هذه المعركة مع أنها من الأحداث الهامة لما شهدت من أحداث بعد ذلك وقرارات وتم بسببها اتفاق ارسكين غزالى والذى تم فيه سحب قوات بلوكات النظام من حى الإفرنج حتى يتم ترحيل العائلات البريطانية
ويشير الباحث أحمد فيصل إلى أن هذه المعركة وما شهدتها من أحداث كانت سببًا فى خوف العائلات البريطانية وتركهم للإسماعيلية لوقوع معظم أحداثها فى مقر المستوصف بشارع كليوباترا والمنطقة المجاورة، وكذلك عند مقر الإسعاف
وبدأت هذه الأحداث فى يوم 17 نوفمبر بهجوم من جانب الجنود البريطانيين على جنديين من قوات بلوكات النظام والتى كان يرأسها اليوزباشى عطوة مباشر، وكان الجنديان يقومان بحراسة مدخل المعسكر فأصيبا بجراح بالغة، فأضطر زملاؤهما إلى الرد بإطلاق النار دفاعا عن أنفسهم، ولما رأى الجنود البريطانيون صمود رجال بلوكات النظام استدعوا نجدات أخرى كبيرة وأحاطوا بالثكنة الموجود فيها جنود بلوكات النظام
وأشترك فى المعركة بعض الدبابات والمصفحات البريطانية كما أشترك الأهالى إلى جانب قوات بلوكات النظام فى قتالهم مع الإنجليز
وفى اليوم التالى الأحد 18 نوفمبر وكانت الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر أراد البريطانيون أن ينتقموا من رجال البوليس والمدنيين فخرجوا إلى الشوارع يستفزونهم، ثم أخذت قوة بريطانية تطلق الرصاص على الثكنة وتحاول اقتحامها فقاوموهم بإطلاق النار عليهم، وأظهر شعب الإسماعيلية بسالة فى رد العدوان
ويضيف فيصل، احتل الإنجليز مبنى الإسعاف القريب من ثكنة بلوكات النظام ليسيطروا عليها وقاموا بطرد رجال الإسعاف ومنعهم من القيام بواجبهم تجاه علاج الجرحى، ورغم احتلال الإنجليز مبنى الإسعاف إلا أنهم لم ينجحوا فى اقتحام معسكر بلوكات النظام.
وبينما كانت المعركة مستمرة والضحايا تتساقط من الجنود والأهالى كان البريجادير أكسهام، قائد القوات الشمالية فى القنال، متجها فى عصبية إلى مبنى المحافظة ليبلغ المسئولين فيها أنه سيعهد إلى قواته بمهمة المحافظة على النظام فى المدينة
وقد حاول على حلمى، وكيل المحافظة، واللواء أحمد عبد الهادى، توجيه اللوم إلى البريجادير إكسهام لأن قواته هى البادئة بالعدوان ولكن كان رده عجيبا حين قال : “يجب أن ننسى ما حدث وأن نعمل على السيطرة على الموقف، وبعد إلحاح فى الرجاء وعد اللواء أحمد عبد الهادى أنه سيتخذ اللازم لتهدئة الحالة بين المصريين.
وقد استشهد فى معركة بلوكات النظام ثمانية وبلغ عدد الجرحى قرابة الثلاثين وقالت بعض المصادر إنه استشهد حوالى 30 شخصا واستشهد فى هذه الفترة عددا آخر من أبناء الإسماعيلية ومنهم: محمود الهادى الشامى أول من استشهد فى المعركة وهو سائق ببلوكات النظام وكان يقود سيارته أثناء المعركة وينقل الجنود والعتاد فأصيب برصاصة وتوفى شهيدا.
وفى هذه المعركة سقط من الإنجليز عشرة من كبار الضباط، وقد رحلت عن مدينة الإسماعيلية، بعد هذه المعركة غادر 1000 أسرة البريطانية.!!!!!!!