في مثل هذا اليوم 26 نوفمبر1941م..
القوات اليابانية بقيادة الأميرال شوشي ناجومو تتوجه مع الأسطول الياباني تجاه بيرل هاربر.
تمر اليوم الذكرى 83 على تحرك الأسطول الياباني بقيادة الأميرال شوشي ناجومو تجاه ميناء بيرل هاربر استعداداً لمهاجمته، الأمر الذي تَسبَّب في دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء نهاية عام 1941، وهزيمة اليابان واستسلامها عام 1945
في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1941 تحرك الأميرال شوشي ناجومو على رأس أسطول بحري ياباني باتجاه ميناء بيرل هاربر الأمريكي بجزر هاواي في المحيط الهادي، حيث تسببت الغارة المفاجئة التي شنها الأسطول الياباني على الميناء يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 1941 بإشعال حرب المحيط الهادئ ودخول أمريكا الحرب العالمية الثانية في مواجهة اليابان ودول المحور.
غيّر الهجوم الياباني مجرى التاريخ البشري بشكل كامل وساهم في تغيير مجرى الحرب العالمية التي كانت مستعرة في أوروبا وقتها لصالح الحلفاء، وذلك بعد أن أرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب بكل ثقلها بعد أن كانت مكتفية بدعم الأوروبيين من خلال بيع السلاح ومنح القروض المالية لتسديد فواتير الحرب، مما عبَّد الطريق أمام الحلفاء للفوز بالحرب عام 1945.
وما إن دخل الأمريكيون الحرب في المحيط الهادي، حتى باشرت واشنطن وضع الخطط والتحضير للهجوم على اليابان وإرغامها على إعلان استسلامها، الأمر الذي تحقق فعلياً في 14 أغسطس/آب 1945 بعد أن استهدفت أمريكا مدينتَي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بقنبلتين نوويتين راح ضحيتهما أكثر من 200 ألف مدني ياباني.
الطريق إلى “بيرل هاربر”
على الرغم من تورط اليابان في حرب خارجية مع الصين وإدراك قادتها أن الهجوم على الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي سيتسبب في دخولهم حرباً ضروساً مع الأمريكان، فإنهم قرروا مهاجمة بيرل هاربر بلا أي نية لاحتلال الأراضي الأمريكية. ففي أعقاب تدمير الميناء الأمريكي عادت المقاتلات والقاذفات اليابانية أدراجها إلى حاملات الطائرات استعداداً للعودة إلى اليابان.
فإلى جانب السبب الشائع الذي يقول أن الهجوم الياباني كان بمثابة ضربة وقائية لإبعاد الأسطول الأمريكي الراسي في المحيط الهادئ عن الحرب التي كانت اليابان تخطط لشنِّها في جنوب شرق آسيا ضد بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة، يدور حديث عن أسباب أخرى افتعلتها أمريكا لابتزاز اليابان من أجل إيجاد الذرائع لدخول الحرب العالمية الثانية.
ففي الوقت الذي كانت به أغلبية الشعب الأمريكي ترفض تورط بلادهم في الحرب العالمية الثانية، كان الرئيس الأمريكي حينها فرانكلين روزفلت مصمماً على دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء، إلا أنه اصطدم بمادة في الدستور الأمريكي تحظر على الرئيس شن حرب على دولة أجنبية قبل أن يحصل على إعلان حرب يصدره الكونغرس.
لذلك، عندما فشل روزفلت في ابتزاز ألمانيا لمهاجمة الولايات المتحدة، حول أنظاره تجاه اليابان وباشر في فرض حظر بترول عالمي عليها بهدف شل قدراتها على احتلال الصين، لهذا هاجمت اليابان الأسطول الأمريكي الراسي في المحيط الهادي من أجل شل قدرة أمريكا على التدخل لوقف التوسع العسكري الياباني عبر آسيا، ليحصل روزفلت على ما أراد ويعلن الحرب على اليابان.
الهجوم الياباني
بدأ الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور في الساعة 7:48 صباحاً بتوقيت هاواي، وكان غارتين جويتين بمشاركة 353 مقاتلة يابانية انطلقت من 6 حاملات طائرات يابانية، بالإضافة إلى عدة غواصات شاركت في قصف الأسطول الأمريكي الراسي في الميناء وتدمير الطائرات الأمريكية الرابضة على الأرض.
وانتهى الهجوم الياباني بعد 90 دقيقة من بدايته، ونتج عنه غرق 4 بوارج حربية أمريكية وتدمير 4 بوارج أخرى، وغرق 3 طرادات بحرية و3 فرقاطات وسفية زارعة ألغام بحرية، بالإضافة إلى تدمير 188 طائرة أمريكية. وأسفرت الهجمات عن مقتل ألفين و402 شخص وجرح ألف و282 آخرين. فيما كانت الخسائر اليابانية قليلة لا تُذكر، إذ تحطمت 29 طائرة يابانية وغرقت 4 غواصات قزمية، فضلاً عن مقتل وإصابة 65 جندياً فقط.
تجدر الإشارة إلى أن ثاني أكبر خسارة للبحرية الأمريكية ضد الأسطول الياباني كانت قبل أسبوعين فقط من إعلان اليابان استسلامها، وذلك بعد أن أغرقت غواصة يابانية سفينة “إنديانا بوليس” التابعة للبحرية الأمريكية بالقرب من جزر الفلبين يوم 30 يوليو/تموز 1945، وقُتل معظم طاقمها المكون من ألف و195 بحاراً.
خسارة الحرب
في أثناء الحرب العالمية الأولى تمكنت الإمبراطورية اليابانية من توسعة أراضيها باتجاه منشوريا في عام 1931 مروراً بجيهول ومنغوليا الداخلية وصولاً إلى الصين عام 1937، وقررت الدخول في الحرب العالمية الثانية في 27 سبتمبر/أيلول 1940، بعد التوقيع على الاتفاقية الثلاثية مع ألمانيا وإيطاليا، من أجل مكافحة توسع دول الحلفاء وأمريكا في المحيط الهادي.
وعلى عكس المخطط له، فشل الهجوم على بيرل هاربر في تحقيق هدفه الرامي إلى تدمير الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ كلّياً، إذ لم تدمّر الهجمات اليابانية خزانات الوقود والذخيرة ولا منشآت الصيانة وأرصفة الغواصات، فضلاً عن حاملات الطائرات الأمريكية التي غادرت قبل الهجوم بساعات قليلة، الأمر الذي مكّن الولايات المتحدة من تحقيق انتصار ساحق في معركة “ميدواي” في يونيو/حزيران 1942، وتغيير دفة الحرب في المحيط الهادي.
وبحلول صيف عام 1944 بدأت الولايات المتحدة تنفيذ غارات جوية استراتيجية مكثفة على الأراضي اليابانية في محاولة لتدمير المدن والمصانع وتدمير الروح المعنوية لدى اليابانيين، وعلى الرغم من قتل قرابة 500 ألف مدني ياباني خلال حملة القصف هذه، فإن اليابان لم تستسلم حتى ألقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على مدينتَي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين منتصف أغسطس/آب 1945، قتلتا نحو 200 ألف مدني.!!