قراءة نقدية مزدوجة:
“القصيدة والتناص الأجناسي بين الشعر والسرد”
فقرة جمع بصيغة المفرد(مبدع/ مشاكس/ ناقدة )
المبدع حمد حاجي (تونس)
القصيدة: “عجوزان نحن”
المشاكس عمر دغرير (تونس)
القصيدة:”لعلها علامات (زهايمر)”
الناقدة جليلة المازني (تونس)
أ – المشترك بين الابداع والمشاكسة
– التناص المعجمي.
– التناص الأجناسي بين الشعر والسرد
ب- المختلف بين الابداع والمشاكسة:
1- المبدع حمد حاجي و التناص الأجناسي بين الشعر والسرد:
في هذا الاطار”استفاد الشعر من بعض تقنيات السرد باعتبار أن السرد ليس سمة في القصة فقط وإنما هو سمة في الخطاب اللغوي بشكل عام ونظام في الأداء اللغوي يمكن أن نلمَحَهُ في أكثر من جنس أدبي.
فمن المُكوّن السردي الذي يجعل القصيدة سلسلة من التحولات والأحداث والحوارات الى المُكوّن الشعري بصفته استثمارا دلاليا لهذه البنى السردية(1) .
إنه التفاعل النصي أو التداخل والتناص الأجناسي بين الشعر والسرد.
ولعل قصيدة “الغراب” لإدغار آلان بو “هي واحدة من أشهر قصائده في القصيدة السردية وادغارآ لان بو هو ناقد أدبي أمريكي وشاعر رومانسي.
وفي هذا الاطار كيف كان معمار البنية السردية في قصيدة حمد حاجي؟
لقد وردت القصيدة تحكي قصة كاملة ببداية ووسط و نهاية :
و”القصيدة السردية هي شكل أطول من أشكال الشعر تحكي قصة كاملة ببداية ووسط ونهاية . تحتوي القصائد السردية على جميع عناصر القصة المتطورة
بالكامل بما في ذلك الشخصيات والحبكة والصراع والحلّ”(2).
أ- بداية القصة في قصيدة المبدع حمد حاجي:
استهل المبدع حمد حاجي القصيدة بتحديد الزمان وهي مرحلة الصغر(صغيران نحن) والحدث الأول عند بداية علاقة الحب بينه وبين حبيبته حيث شبه الحب في هذه المرحلة بالحرب في تأجج نار الحب بينهما وهي حالة لا تخفى على أي عاشق فيقول:
صغيران نحن ..اذا سقطت راؤها الحرب.. في نارها الحامية
وللعاشقين مذاهب إن عشقوا والصبابة نحن
وأن ليس تخفى على العاشق الخافية…
في بداية هذه المرحلة من الحب يتماهى الحبيبان في الصبابة(والصبابة نحن)
ب – وسط القصة :
– الصراع بين شخصيات القصيدة السردية:
يرسم المبدع مشهدا حربيا لتهويل علاقة الحب وهما صغيران باعتباره مجلبة للألم والدموع والوجع والغدر وقد استخدم لوصف هذا المشهد الأليم أسلوبا انزياحيا دلاليا قائما على المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية .
فشبّه سلطة الهوى بجبروت المُحارب وكنّى عن الحبيبة ببنت قلبه لمدى صدق حبه لها.
واستعار لألم الحب وما فيه من دموع وآهات معنى” البارود” فاعتبر سلاح هذا الحب الدموع والآهات العالية وهو سلاح المرأة العربية عند معاناتها في علاقتها بحبيبها والحبيب هنا لا يُخفي عنا أمرين:
– وجعه لأنه لا يتحمل دموع الحبيبة.
– ضجره من التشكي والتبكّي ككل رجل عربي.
يقول المبدع:
وهذا الهوى
كالمحارب يا بنت قلبي..
باروده الدمع والآهة العالية..
وهل أكثر من استخدام المبدع مقابلة معنوية بين الفعل وردة الفعل فيقول :
وفي حيث أنت تمدّ الحياة زهورا
يُسدّد عند ركوعه
رميته العاوية…
انها ثنائية الفضل ونكران الفضل وثنائية الجميل ونكران الجميل والمبدع دعم ذلك بتلك اللوحة المصاحبة للقصيدة حيث يقدم زهرة لذاك المحارب الذي رمز به للهوى لكن المحارب مُدجّج بسلاحه على كتفه ليسدد له رميته.
ان هذا الهوى بين الحبيب وحبيبته وهما صغيران قد جنى عنه وجعله يعيش حالة حرب وبين الحب والحرب حرف الراء الذي جلب له التعاسة.
انه الصراع بين شخصيات القصيدة السردية مع تتالي الأحداث وتسلسلها في حبكة مميزة.
وهل أكثر من تصعيد هذا الصراع ليتحول الى أزمة:
– أزمة العلاقة بين الحبيبين:
يحتد الصراع بينهما ويتحول حربا فيقول:
اذا ما انحنى
بين عينيك يفرغ كل ذخائره..
وأساطيله جمة راسية.
ان المبدع هنا يتهم الهوى الذي جنى عليه وجعله ضحية غير قادر لمواجهة هكذا
هوى مستبدّ فهو استبدّ بنفسه كعاشق واستبدّ عليه كضحية مظلوم(وأساطيله جمة راسية)
في هذا الاطار سيفكر في الحل لهذه الازمة:
– الحل للعقدة :
هنا سيلجأ المبدع الحبيب للحوار باعتباره خطابا واعيا وحضاريا والحوار كما في القصة يكشف المواقف ويفضح النوايا.
بيد أنه حوار أحادي الخطاب فهو يتخيلها بجانبه وهنا يلعب على الزمن باسترجاعه.
فيقول : تعالي أحدثك عن قصتي..
سأقطرها لك
رشح المدام على خابية..
أنا قبل أن ألتقيك
بملء جفوني أنام ..أنام
كما تهدأ البلدة النائية..
ثم يعود الى الحاضر محاولا نسيان وجعه بسبب سلطة الهوى وما جلبه عليه من معاناة.
تداخل الزمان بين ماض أليم وحاضر يسعى أن يضمّد جروحه.
ان هذا الحوار الأحادي الخطاب هو من نوع حديث النفس المتواتر في جنس القصة.
انه يعود بنا الى زمن ما قبل اللقاء بحبيبته حيث كان مطمئن البال ينام ملء جفونه والمبدع يدخل في تحليل نفسي للحبيب المضطرب بين محاولة النسيان
وتوقه الى صحوة الذكريات بداخله وعجز الذاكرة على ذلك بل ويتألم من الروتين التي يعيشها فيقول:
أحاول أنسى
لتصحو في داخلي الذكريات
وذاكرتي لم تكن صاحية..
وعمري قضيته في لعبة العدّ
يوم يجيء وآخر
مرّعلى وحشتي الدا جية
=== يتبع ===
=== يتبع ===
انه يواصل حديثه مع النفس وكأني بالمبدع استبدل الحوار المباشر مع الحبيبة في غيابها ليجعله حوارا باطنيا مع نفسه والحوار الباطني من سمات القصة القصيرة خاصة.
هذا الحوار الباطني تضمن ثلاثة أبعاد:
– بوح بأن الحبيبة قدَرُه المحتوم ومصدر سعادته ويعتبر ذلك مُسَلمة لا تقبل النقاش(رفيقة عمري وبسمة ثغري).
– اعتراف صريح بتغير وتغيير في نفسه( أنا قد تغيرت يا بنت قلبي/أيا بنتي الغالية).
وكأني بالمبدع في حديثه مع نفسه يعود بنا الى الماضي ليلوم نفسه عمّا بدر منه من اللامبالاة إزاءها فيقول:
وكنت صموتا اذا جئتني تضحكين
وما كنت أبكي اذا جئتني باكية..
إنها مقابلة معنوية تجسّد بامتياز عدم اكتراث الحبيب بحبيبته.
والمبدع هنا وهو يسترجع الماضي قد توزع بين شعورين:
– شعور بالذنب لأنه أذنب في حقها.
– شعور بالندم عمّا بدر منه
والشعوران قد ولّدا لديه موقفين:
– موقف المصالحة مع الذات
– موقف المصالحة مع الحبيبة.
ان المبدع يطوي صفحة الماضي ليجعلنا نعيش الحاضر الجديد وبعد محاسبة للنفس وجلد للذات يريد أن يبني حاضرا سعيدا.
وما أحوجنا الى حبيب يحاسب نفسه ويعترف بأخطائه ويقاوم من أجل حبّه ليسعد في حاضره فيقول:
وها إني اليوم أمضي
أمدّ يدي لبحر الصبابة
أصارع أمواجه الطاغية…
وفي هذا السياق من محاسبة النفس والبوح بالتغيير يختم المبدع قصته بنهاية سعيدة:
ج – نهاية القصة:
ينتصر المبدع الحبيب لحبه الروحي لحبيبته والذي يستمر الى سن الشيخوخة ايمانا منه بأن الحب ليس له عمر فيقول:
سلام على روحك روحي
وأحسبني قد مدحت
وفي مدح روحك قد جادت القافية..
والمبدع في ذلك يستشرف المستقبل وقد دعم ذلك من خلال :
– العنوان “عجوزان نحن” والعنوان في أسلوبه الانزياحي التركيبي يتناصّ مع
مطلع قصيدة أجمل حبّ لمحمود درويش:
حبيبان نحن الى أن ينام القمر ونعلم أن// العناق وأن القبل طعام ليالي الغزل.
– اللوحة المصاحبة الجميلة الناطقة بجمال الحب الى الشيخوخة بما توحي به من حنان وتمسك الواحد منهما بالآخر وسعادة غامرة…
إن المبدع عمد الى جعل الشخصية الرئيسية (الحبيب) غير مكتملة لتتنامى عبر مراحل القصيدة تماما كشخصية القصة : من شخصية عاشقة الى شخصية متألمة الى شخصية متصالحة مع الذات ومع الحبيبة الى شخصية سعيدة.
وفي هذا الإطار من تسريد الشاعر للقصيدة باستخدام مقومات السرد (من اطار زمكاني وأحداث وشخصيات) وأركان السرد(الوصف والحوار).
كما استخدم التداخل الزمني وفق ثنائية استرجاع الماضي واستشراف المستقبل وما بينهما الحاضر وباستخدام الحوار الباطني وما فيه من تحليل نفسي للحالة النفسية للشخصية وباعتماد الشخصية المتنامية لتكتمل ملامحها في النهاية…
كلها سمات القصة لتجعل من قصيدة المبدع حمد حاجي في خدمة التناص الأجناسي بين الشعر والسرد و تكسر القطيعة بين الأجناس الأدبية وتنتهك
حرمة أفضلية جنس أدبي على جنس أدبي آخر.
وفي هذا الاطار هل ستتناغم قصيدة المشاكس مع قصيدة المبدع في تسريد الشعر؟؟؟
2- المشاكس عمر دغرير والتناص الأجناسي بين الشعر والسرد:
لقد عمد المشاكس تماما كالمبدع لجعل قصيدته مطولة في حجم القصة القصيرة وقد توخى مرحلية السرد بتحديد الأحداث والشخصيات والصراعات في قصته الشعرية وتحديد بداية ووسط ونهاية قصيدته والتفكير في كيفية تشابك كل جزء مع بقيةالأجزاء:
أ- بداية القصيدة السردية:
استهل المشاكس قصيدته بانطباع حول المبدع فحسبه قد جُنّ ليحكي حكايات عن أترابه في الماضي .
منذ البدلية يضعنا المشاكس بالتصريح بجنس الحكاية تماما كما صرّح المبدع حين قال” تعالي أحدثك عن قصتي” فيقول المشاكس:
وأحسبك قد جننت
فصرت كما ببغاء تردّد حكايات
عن أترابك في سنين ماضية
لئن توجه المبدع بقصته الى الحبيبة لتحريك مشاعرها فان المشاكس جعل حكاياته عن أترابه ولعل الحبيبة واحدة من أترابه.
ومفردة “أترابك” توحي بالزمان فهو زمن الصبا والصغر كما يقول المبدع “صغيران نحن” .
ان حكايات الماضي جعلت المشاكس يتقدم بنا ليقحم شخصية رئيسية في القصيدة السردية وهي سعدى:
=== يتبع ===
=== يتبع ===
ب- وسط الحكاية وصراع الشخصية:
ان المشاكس يجمع بين جنون المبدع وحلمه المزعج لتأزيم العلاقة بين المبدع الحبيب وبين سعدى فيقول:
وكنت تقول كلاما
لا يفهمه أحد حتى أنت
وسعدى صارت بك شاقية.
أكيد حلمت بأنها ذات يوم ظلت مذعورة
اذا لم تجدك بقربها
بعد أن مضى نصف الليل وهي غافية..
ثم يدخل المشاكس نيابة عن أيقونته سعدى في حديث مع النفس وكأني به يستبدل الحوار المباشر بحوار باطني فيقول:
ترى أين ذهبت؟
وكل الأهل نيام
والى أين قادتك أقدامك الحافية؟
ولا أحد يعلم أنك
في غير حالتك تجوب الشوارع
وأنك ماكنت تناولت دواءك الشافي..
وفي هذا السياق ومن خلال هذا الحوار الباطني الذي يجعل المشاكس يتحدث مع نفسه نيابة عن سعدى فان المشاكس يُحلل نفسية سعدى التي جعلها شخصية تعيش صراعا بين شعورين:
– شعور بالحيرة لخروجه على تلك الحالة من عدم الوعي(أقدامك الحافية).
– شعور بالشفقة عليه لخروجه دون استعمال الدواء(دواءك الشافي..)
وبين الشعورين عند تحليل نفسية سعدى لم يتغافل المشاكس عن تحليل نفسية المبدع وهو يحلم بذعر سعدى عند غيابه عنها.
ان المشاكس جعل المبدع يعيش الخوف فتخامره الهواجس في حلمه.
وأكثر من ذلك فالمشاكس يواصل في تأزيم الوضعية حين يجعل المبدع الذي وصفه بالجنون تائها الى أن يصل الى مقبرة نائية حيث أوهمه ان الموتى تعاطفوا معه ولكنهم سرعان ما هربوا منه وهو يتمنى أن يلحق بهم. فيقول:
ويلمحك المارون تضحك مرة
وتبكي مرات
ولم يخطر ببالهم أنك رحت في هاوية
وتظل طول النهار تمشي
لا تعرف الى أين
وتحملك رجلاك الى مقبرة نائيه..
فقط هناك تذكرت من فجاة
غادروك
وهم يسكنون قبورا في وحشة داجية..
على حافة القبر كنت جلست
وقبل أن تقرا الشاهد
سبقتك عيونك باكية..
وطال بكاؤك في المكان
وكل الموتى تجمعوا حولك
وهم يضحكون بوجوهم الزاهية
لئن استخدم المبدع حمد حاجي التداخل في الزمان ماضيا وحاضرا ومستقبلا فان المشاكس قد لعب على المكان حين وَسَمَ المبدع بالجنون ليجعله يتنقل من مكان الى مكان تائها في :
– الحركة يتحرك من مكان الى آخر دون وعي.
– المشاعر” فيضحك مرة ويبكي مرات” دون وعي.
ان هذا التداخل في الزمان أو في المكان يجعل الشخصية كما في القصة تعيش
اضطرابا وقلقا.
وهل أكثر من أن الشخصية بالقصيدة تجلس مع الموتى الذين هم بدورهم نفروا منه ليبقى وحيدا يحاور القبر ويتمنى لو يلحق بهم بالجنة.
انها حبكة لأحداث متخيلة(بالحلم) نسجها المشاكس ليجعل الشخصية تعيش صراعا مع نفسها في الزمان وفي المكان ومع شخصية سعدى .
والمشاكس لم يكن في حاجة الى أسلوب انزياحي دلالي لأن اختياره للمتخيل (الحلم) هو في حد ذاته انزياح عن الواقع وضياع في المكان والزمان .
هذا الضياع لن يستفيق منه الاّ على صوْت سعدى:
ج- نهاية القصة (الاستفاقة من الكابوس)
ان المشاكس قد جعل سعدى المنقذة له من الضلال الكابوس لتوقظه وتنتشله من غربة المكان التي عاشها بالكابوس لتملأ حياته أنسًا معها ومع الاولاد لتغني له أغنية عيد الميلاد والمشاكس هنا يزاوج بين الشعر والغناء وهما من رحم واحد ليجعلنا نعيش قفلة مدهشة .
ولئن كانت قفلة المبدع سعيدة لأنه تصالح مع نفسه ومع الحبيبة التي جعل حبها يستمرّ الى الشيخوخة فان قفلة المشاكس كانت سعيدة على يد سعدى التي انتشلت المبدع مما تبادر الى القارئ انه مصاب بال”زهايمر” وكسرت أفق انتظاره بان أخرجته من كابوس مزعج الى احتفال وولادة جديدة.
وفي هذا الصدد فان المشاكس هو الآخر قد جعل شخصية سعدى غير مكتملة في البداية لتتنامى وتكتمل ملامحها في نهاية الحكاية :من شخصية شاقية الى شخصية مذعورة الى شخصية متروكة ليصل بها الى شخصية سعيدة .
فهل المشاكس وصل بها الى شخصية سعيدة لأنها كانت صابرة ؟
وباعتبار أن الياء لا يمكن أن تكون رويّا فقد أرفقها كل من المبدع والمشاكس بالهاء الساكنة فكانت مُتنفّسا لهما لالتقاط الأنفاس المزدحمة في صراع الشخصية. وخلاصة القول فان كلّا من المبدع والمشاكس قد عمد الى التناص الأجناسي بين الشعر والسرد للجمع بين لغة القلب ولغة العقل فاذا كان الشعر يحرك المشاعر
فالسرد يحكّم العقل لاقناع القارئ بهكذا علاقة حب سعيدة .
لذلك كان فضل كل من المبدع والمشاكس في كسر القطيعة بين الأجناس الأدبية وانتهاك حرمة أفضلية جنس أدبي على جنس أدبي آخر.
سلم القلمان إبداعا ومشاكسة شعرا وسردا.
بتاريخ 07/ 12/ 2024
المراجع:
https://theses-algerie.com>..(1)
تشعير السرد وتسريد الشعر في الخطاب الشعري العربي المعاصرقراءة في البنية…
https://www.masterclass.com>articles(2)
ما هي القصيدة السردية؟ 3 أنواع مختلفة من القصيدة السردية.
(المبدع حمد حاجي)”عجوزان نحن”
صغيران نحن٠٠ إذا سقطت راؤها الحربُ٠٠ في نارها الحاميه
وللعاشقين مذاهب إن عشقوا والصبابة نحنُ
وأن ليس تَخفى على العاشق الخافيَه٠٠٠
***************************************
فهذا الهوى
كالمحارب يا بنت قلبي٠٠٠
بارودُهُ الدمع والآهَةُ العاليه ٠٠
**************************************
وفي حيث أنتَ تمدُ الحياة زهورا
يُسَدِدُ عند ركوعه
رميتَهُ العاويه٠٠
*****************************************
إذا ما انحنى
بين عينيك يفرغ كل ذخائره٠٠
وأساطيله جَمة راسيهْ
******************************************
تعالي أحَدِثْكِ عن قصتي٠٠٠
سأقطِرُهَا لك
رشح المدام عَلى خابيه٠٠
***************************************
أنا قبل أن ألتقيك
بملء جفوني أنام٠٠٠ أنام،
كما تهدأ البلدة النائيه٠٠
**************************************
أحاول أنسى
لتصحُوَ في داخلي الذكريات
وذاكرتي لم تكن صاحيه٠٠
**************************************
وعمري قَضَيْتُهُ في لعبة العد
يوم يجيء وأخر
مر على وحشتي الداجيه٫
*************************************
رفيقَةُ عمري وبسمة ثغري
أنا قد تغيرتُ يا بنت قلبي
أيا بِنْتَيَ الغاليهْ
**************************************
وكنتُ صموتا
إذا جئتِني تضحكين
وما كنتُ أبكي إِذا جِئتِني باكِيَه٠٠
****************************************
وها إنني اليوم أمضي
أمد يدي لبحر الصبابة
أصرع أمواجه الطاغيه٠٠
***************************************
أفتش عن درة في الضياء
وأصدافها حوطت أضلعي
مثل نافورة شافيه٠٠
*****************************************
سلام على روحك روحي
وأحسبُني قد مدحتُ
وفي مدح روحك قد جادت القافيه٠٠
( أ٠ حمد حاجي)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
) (المشاكس عمر دغرير)”لعلّها علامات (زهايمر”
وأحْسبكَ قدْ جُننتَ
فصِرتَ كما ببغاء ترددُ حكاياتٍ
عنْ أترابكَ في سنين ماضيةْ..
“””””””””””””””””””””””””””
وكنتَ تقول كلاما
لا يفهمهُ أحد حتى أنتَ
وسُعدى صارتْ بكَ شاقيةْ ..
“””””””””””””””””””””””””
أكيدٌ حلمتَ بأنها ذات يوم ظلتْ مذعورة
إذْ لم تجدكَ بقربها ,
بعد أنْ مضى نصف الليل وهي غافيةْ ..
“””””””””””””””””””””””””””
ترى أينَ ذهبتَ ؟
وكلّ الأهل نيامٌ ,
وإلى أينَ قادتكَ أقدامكَ الحافيةْ ؟
“”””””””””””””””””””””””
ولا أحدٌ يعلمُ أنكَ
في غير حالتكَ, تجوبُ الشوارع ,
وأنكَ ما كنتَ تناولتَ دواءكَ الشافيَ ..
“””””””””””””””””””””””””””””””
ويلمحكَ المارون تضحكُ مرّة ,
وتبكي مرّات ,
ولمْ يخطرْ ببالهمْ أنكَ رحتَ في هاويةْ ..
“””””””””””””””””””””””””””
وتظلّ طول اليوم تمْشي
لا تعرف إلى أين
وتحملكَ رجلاكَ إلى مقبرة نائيةْ ..
“””””””””””””””””””””””””””
فقطْ هناك تذكرتَ , منْ فجأةً
غادروكَ ,
وهم الآن يسكنون قبورا في وحشة داجيةْ ..
“””””””””””””””””””””””””””””””
على حافة القبر كنتَ جلستَ
وقبل أنْ تقرأ الشاهدَ ,
سبقتكَ عيونكَ باكيةْ ,,
“”””””””””””””””””””””””””
وطال بكاؤكَ في المكان ,
وكلّ الموتى تجمّعوا حولكَ,
وهم يضحكون بوجوههم الزاهية
“”””””””””””””””””””””””
وسرعان ما غابوا
لتبقى وحيدا تحاور قبرا
منِ صمته اشتعلتْ فيك نار حامية ..
“””””””””””””””””””””””””
وكمْ ساءكَ أن تظلّ غريبا
في هذه الدنيا
وكمْ وددتَ أنْ تلحقَ بهمْ في الجنة الضاوية ..
“”””””””””””””””””””””””””
لكنّ سُعدى أنقذتكَ منْ كابوس
وفاجأتك بالشموع وبالورود
في ليلة بالصبابة صافية ..
“””””””””””””””””””””””
وغنتْ مع الأولاد :
(عيدْ ميلادٌ سعيدْ يا حَمدْ),
فما أجمل الودّ والفرح والقلوب الهانية ..