في مثل هذا اليوم10 ديسمبر1520م..
مارتن لوثر يقوم بإحراق مرسوم كنسي بطرده من الرحمة عقابًا له على معارضته لسلطة الكنيسة، واعتبرت هذه الخطوة خطيرة ساهمت بابتعاده عن الكنيسة الكاثوليكية.
مارتن لوثر يقوم بإحراق مرسوم كنسي بطرده من الرحمة عقابًا له على معارضته لسلطة الكنيسة، واعتبرت هذه الخطوه خطيرة ساهمت بابتعاده عن الكنيسة الكاثوليكية. مارتن لوثر (10 نوفمبر 1483 – 18 فبراير 1546) راهب ألماني، وقسيس، وأستاذ للاهوت، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران. نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من “العقاب الزمني للخطيئة”؛ رفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين بناءً على طلب البابا ليون العاشر عام 1520 وطلب الإمبراطورية الرومانية المقدسة ممثلة بالإمبراطور شارل الخامس أدى به للنفي والحرم الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة. أبرز مقومات فكر لوثر اللاهوتي هي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية والتي تنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير؛ وثالثًا أنّ الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة، وخامسًا سمح للقسس بالزواج. ورغم أن جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم يمكن ردهم إلى أفكار لوثر، إلا أن المتحلقين حول تراثه يطلق عليهم اسم الكنيسة اللوثرية. قدّم لوثر أيضًا ترجمة خاصة به للكتاب المقدس بلغته المحليّة بدلاً من اللغة اللاتينيّة التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس، ما أثر بشكل كبير على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانيّة عمومًا، حيث عزز الإصدار من قياس مفردات اللغة الألمانيّة وطورت بذلك أيضًا مبادئ الترجمة، وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنكليزية للكتاب المقدس؛ كما ألّف لوثر عددًا كبيرًا من التراتيل الدينيّة التي أثرت في تطور فن الترنيم في الكنائس. في السنوات الأخيرة من حياته، تزامنًا مع مرضه وتدهور حالته الصحيّة، كتب لوثر ضد اليهود وطالب بالتضييق على حرياتهم وحرق كنسهم ومنازلهم، ما دفع إلى رشقه بمعاداة الساميّة. خلال تحضيره لإحدى المحاضرات قرأ عبارة “العدالة ستحيى بالإيمان”، وبعد تمعن في هذه العبارة لفترة من الوقت، أدرك أن الطريق للخلاص الروحي ليس بالخوف من الله والدين والعقاب، بل من خلال الإيمان وحده يمكن الوصول إلى الخلاص، هذا الاستنتاج فتح الطريق نحو إصلاح الكنيسة وغيَّر حياة مارتن لوثر. بعد أن نشر مارتن لوثر 95 Theses تابع تدريسه في جامعة ويتنبرغ، وفي حزيران وتموز عام 1519، أعلن بشكل علني بأن الإنجيل لا يعطي البابا الحق الحصري لتفسيره مهاجماً بذلك مباشرة السلطة البابوية. لم يتراجع البابا بل أصدر في حزيران عام 1520 تحذيراً أخيراً لمارتن لوثر مهدداً إياه بالحرمان الكنسي، أحرق مارتن لوثر رسالة التهديد في العاشرديسمبر من عام 1520، ليصدر البابا أمره في كانون الثاني عام 1521 بحرمان وطرد مارتن لوثر من الكنيسة الكاثوليكية. في آذار عام 1521 استُدعي مارتن لوثر ليُساءل في قضيته، ومجدداً رفض مارتن لوثر التراجع مطالباً برؤية أي نص ديني يعاكس طرحه، وهو ما لم يوجد. في 8 أيار عام 1521 تم إدانة مارتن لوثر بالهرطقة، وأصبح مطلوباً للسلطات، فساعده أصدقائه على التخفي في قلعة وارتبورغ حيث ترجم العهد الجديد للغة الألمانية ليتسنى للفقراء قراءة الكتاب المقدس. عاد مارتن لوثر إلى مسقط رأسه ليبدأ بتأسيس كنيسة ومذهب جديد حمل اسمه: اللوثرية وانضم له العديد من الناس من بينهم أمراء ألمان، وفي عام 1524 عندما اندلعت ثورة الفلاحين، وقف لوثر في صف الإقطاعيين ليضمن استمرار كنيسته وهو ما حصل بعد أن تم إخماد الثورة بوحشية.!!