هل تنعتني بالجنون بقلم الناقدة والأديبة فائزه بنمسعود

___هــل تنعتني بالجنون ؟___

هــل تنعتني بالجنون
إذا سألتك
ما لون قميصك اليوم
وما لون الغمامة التي
ظللتك
وما لون التراب الذي وطأته قدماك
وما لون فنجان قهوتك الأبيض
وما لون فستان المرأة
التي من أمامك مرّت
و عيناك رسمتا تعاريجها في دهشة
وما لون كلمات القصيدة التي
أهديتها لعابرة سبيل آخر هذا العام
وما لون حبنا هذه الأيام؟

هــل تغضب
إن صرخت مساء
أخرجني من جنتك الواهيه
وأعدني لناري التي ألفت سعيرها واللظى
أعدني لذاتي واكتفاءاتي
أعدني لرضى الزمان
ردّ لي مواطن النقاء وبراءة منسيه
أعدني للمرج الأخضر وحمرة الشفق عند العشيه
هَـبْني للرّبى وإشراقة الفجر السنيه
ابْعثني لهفة ورعشة
وصعقة لقاء
ثم دعني أذوب بعيدًا
عن نيرانك الطاغية

هــل تنعتني بالجنون
إذا منك طلبت
إطلاق سراحي
فأنت أسيري وأنا السبيه
وحرق دفاتر الذي كان بيننا
وشقّ لبّ حبنا
وقلع نبضاته الشقيه
وتجفيف ينابيع الهوى
لنحترق عــشـقا سويا

هــل تنعتني بالجنون
إذا كفرت بالعشق والعشاق
وآمنت بجنون الفقد والاشتياق
واتخذت من رضابك بلسما وترياق
ستقول مجنونة والجنون أنساق
قل عني مجنونة
ونوبات جنوني لا تطاق
وإن لم تفعل
أنا مَـُن يتنكّر لعهدك والميثاق
وأنــعــتــك بالجنون
وأنت تُخمد ثورة براكيني
بشفتيك والعناق…