في مثل هذا اليوم 9 يناير1939 م..
إيطاليا تعلن ضم طرابلس وبرقة إليها وتمنح سكانهما جنسيتها.
قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر أعلنت إيطاليا ضمَّ طرابلس وبرقة إلى ليبيا سابقًا (ليبيا بالأصل تُطلَق على الصحراء التي تقع غربَ نهر النيل وجنوب برقة وطرابلس) ومنحت للسكَّان الجنسية الإيطالية، وألزمَتْهم تعلُّمَ اللغة الإيطالية، ومن عارضها هتكت عِرْضَه، وألقت كثيرًا من الناسِ مِن الطائرة وهم أحياء، إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية.
كانت أحد وسائل التغلغل الثقافي الذي شق سبيله عبر قنوات متعددة بطريقة مباشرة أو بصورة احتوائية و كانت المؤسسة الدينية في مقدمة تلك القنوات التي اضطروا لمواجهتها .
ظهرت السياسة الثقافية الايطالية بوضوح عند ضم الولايات الأربع المكونة لساحل ليبيا ( طرابلس ، بنغازي ، درنة ، مصراتة ) لتصبح جزءاً متمماً للمملكة الايطالية لتشكل المنطقة 17 من المملكة الايطالية ، بمقتضى المرسوم الصادر في 18 ابريل 1938 م و الذي اشتمل على ما يسمى بدستور الليبيين الايطاليين الذي يمنح – لدى الطلب و ضمن شروط معينة لم يكن بالعسيير توفرها- الجنسسية الايطالية للمواطنيين الليبيين حيث كانت هناك نصوص صريحة لمراعاة الفوارق الثقافية بين الايطاليين و الليبيين . كما تنظمها الشريعة الاسلامية حسب المواد ( 1 ،4 ،5 ،7 ) و كون هذه الجنسية خاصة بالمسلمين المولودين في الولايات الليبية ، فهي اذن ممنوعة عن الايطاليين ضمناً للدستور ( المادة4) . و من ناحية اخرى فإن القانون المذكور منع منح الجنسية الخاصة بالايطاليين الليبيين و لو بالطلب ، فالنتيجة اذن أن ايطاليا ضمت الأرض لتصبح جزءاً من أراضيها ، و أبقت على سكانها فيها على نفس أوضاعهم و خرجت بصيغة قانونية تحول دون امكانية استفادتهم من التغييرات الجديدة اقتصادياً و اجتماعياً .
و قد وصفت الدعاية الايطالية الجنسية الخاصة هذه بأنها (( الطريق الوسطى بين سياستي الفصل و الادماج ، طريقة مثلى توفق بين مقتضيات العزة و الكرامة بالاعتراف بحقوق مساوية لحقوق الايطاليين من جهة ، و بين تعاليم الدين الاسلامي بضمان اتباع أحكام الشريعة في المسائل الخاصة من أجهة أخرى ))!!!!!!!!!!