في مثل هذا اليوم 9 يناير2011م..
بدأ عملية التصويت في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان.
بدأ ملايين السودانيين الجنوبيين في الإدلاء بأصواتهمفى 9يناير 2011وفي استفتاء تقرير المصير، الذي من المتوقع أن يؤدي إلى ظهور دولة جديدة. سالفا كير رئيس حكومة جنوب السودان كان قد أدلى بصوته في جوبا مشيدا “باللحظة التاريخية” التي يمثلها الاستفتاء.
وردت عليه حشود الناخبين الذي اصطفوا في طوابير طويلة أمام مركز الاقتراع في مدينة جوبا بالتصفيق والهتاف. وكان إلى جوار سلفا كير الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني والسناتور الأمريكي جون كيري رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي. وقال كيري إن الاستفتاء يمثل فصلا جديدا في الصراع.
يذكر انه تم تسجيل ما يقرب من أربعة ملايين شخص للتصويت في استفتاء يشمل الجنوبيين الذين يعيشون في شمال السودان، ومناطق بعيدة مثل استراليا وكندا.
ومن المتوقع ظهور النتائج الاولية بحلول نهاية هذا الشهر، على ان تظهر النتائج النهائية قبل منتصف شباط فبراير.
وقبل وقت قصير من بدء الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان، قال سلفا كير رئيس حكومة الجنوب إنه لا بديل عن التعايش السلمي بين الجنوب والشمال، ولا عودة إلى الحرب.
واكد كير ان الاستفتاء يمثل بداية الرحلة لا نهايتها، وانه خطوة على طريق السلام في السودان.
من جهته اعلن محمد عثمان النجومي الامين العام لمفوضية الإستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان عن اكتمال الإستعدادات الادارية والميدانية للإستفتاء.
واكد كير بعد لقاء رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي السناتور الاميركي جون كيري في مقر رئاسة جنوب السودان أن “لا بديل عن التعايش السلمي بين الشمال والجنوب”.
وكان السناتور كيري وصل الى جوبا قادما من الخرطوم حيث التقى هناك بالرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين.
تزامن ذلك مع توارد انباء عن وقوع اشتباكات في احدى ولايات جنوب السودان قرب الحدود الشمالية مع بدء العد التنازلي للساعات الاخيرة قبل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المقرر صباح الاحد.
ونقل موفد بي بي سي الى جوبا انور العنسي عن وزير الداخلية في حكومة جنوب السودان بيير شوانج قوله إن ما بين 200 الى 300 مسلح معارض هاجموا أحد مراكز الجيش في مقاطعة ميوم بولاية الوحدة صباح هذا اليوم.
وأشار الوزير الى أن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان ألقت القبض على عدد منهم ووعد بعرض هؤلاء المعتقلين على وسائل الاعلام.
فقد اعلن مسؤول عسكري في الجيش الشعبي ان ستة عناصر ينتمون الى فصيل جنوبي متمرد قتلوا في مواجهات وقعت مع هذا الجيش مساء الجمعة وصباح السبت كما اعتقل عشرات اخرون.
وقال فيليب اغوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لوكالة فرانس برس “هاجم مسلحون متمردون مواقع للجيش الشعبي في اقليم مايوم في ولاية الوحدة مساء الجمعة وصباح السبت ما ادى الى مقتل اثنين من المتمردين الجمعة واربعة السبت في حين اعتقل 32 آخرون”.
واكد عدم وقوع اصابات في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وتقع ولاية الوحدة بموازاة الخط الفاصل بين الشمال والجنوب وتوجد فيها منشآت نفطية. وافادت مصادر تابعة للامم المتحدة ان مواجهات اخرى وقعت في اقاليم اخرى من ولاية الوحدة.
في حين اعلن رئيس قسم الجنوب في قوة الامم المتحدة في السودان ديفيد غريسلي لوكالة فرانس برس ان القوة ارسلت فريقا تابعا لها للتحقيق في اعمال العنف هذه.
واتهم الجيش الشعبي عناصر تابعة لزعيم ميليشيا مناهض للجيش الشعبي يدعى غاتلواك غاي بالوقوف وراء هذا الهجوم.
وكان عناصر تابعون لغاتلواك غاي شنوا الربيع الماضي سلسلة هجمات على مواقع للجيش الشعبي في ولاية الوحدة واتهم الجيش الشعبي في حينه القوات الحكومية في الخرطوم بتقديم الدعم لهذه الميليشيا بهدف زعزعة الاستقرار في جنوب البلاد.
كما رفض غاتلواك غاي عرضا من رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير بالعفو عنه مقابل وقف تمرده.
الساعات الاخيرة
وقد اعلنت مفوضية استفتاء الجنوب ان كل الاستعدادات لاجراء الاستفتاء باتت “مكتملة”.
وتواصل تدفق المراقبين والمسؤولين الدوليين لمراقبة اجراء عملية الاستفتاء في اجواء من الشفافية وبدون ضغوطات وتأثيرات.
في مقدمة الوافدين كان الرئيس الامريكي جيمي كارتر، الذي يقول موفد بي بي سي الى الخرطوم نور الدين زورقي انه زار مفوضية الاستفتاء، حيث سيتولى مراقبون من المعهد الذي يديره المشاركة في مراقبة سير الاستفتاء،وانه سيلتقي السبت الرئيس السوداني عمر البشير.
ويضيف ان المفوضية تنشر اليوم رسميا قوائم الذين يحق لهم المشاركة في الاقتراع ، وعلى الرغم من البعض يرى ان ذلك اجراء متأخر الا أن المراقبين الدوليين والمسؤولين الامريكيين ما فتأوا يغدقون الثناء على المفوضية وعملها.
ويشارك في عملية مراقبة الاستفتاء اكثر من 150 هيئة دولية ومحلية بينهم ممثلون عن منظمة الايغاد والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومعهد كارتر للسلام وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية.
وفي جوبا انتهت رسميا حملات الدعاية لاستفتاء الجنوب، بيد ان موفد بي بي سي الى جوبا علي اوجانه يقول ان الاجواء الاحتفالية تعم المدينة وان اصوات الموسيقى ظلت تتعالى اماكن كثيرة في جوبا احتفاء بالاستفتاء لاسيما في الساعات الاخيرة قبل توقف الحملات الدعائية، وقد وضع في احدى الساحات عداد كبير يحسب الساعات والدقائق المتبقية على بدء الاستفتاء.
ويضيف ان نتيجة الاستفتاء تكاد تعرف سلفا مع الميل الواضح لاغلبية الجنوبيين لخيار الانفصال الذي يعتبره البعض هنا نيلا للاستقلال من الشمال.
واعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ان “الاستعدادات لاجراء الاستفتاء باتت مكتملة تماما” وان بطاقات الاقتراع وصلت الى كل مراكز الاقتراع في الجنوب.
واوضح ان قوة الامم المتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع الى المناطق النائية.
وتفتح مكاتب الاقتراع صباح الاحد التاسع من كانون الثاني/ يناير الحالي على ان تتواصل عمليات الاقتراع لمدة اسبوع بسبب صعوبة المواصلات في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني، والتي تفتقر إلى ادنى مقومات المواصلات.
ثورة جديدة
وحذر البشير من عدم الاستقرار وقلة الفرص أمام الجنوبيين المقيمين في الشمال إذا قرر الجنوب الانفصال وذلك في ظل استعداد الجنوبيين للتصويت في الاستفتاء.
وقال البشير لقناة الجزيرة إنه يتفهم رغبة الجنوب في الانفصال لكنه لا يملك القدرة على توفير حاجيات أبناء الجنوب أو إنشاء دولة لهم.
وأضاف ان الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال بعد انفصال الجنوب سيعاملون على أنهم أجانب.
البشير
التعليق على الصورة،البشير يتحدث عن امكانية قيام اتحاد بين شمال السودان وجنوبه بعد الانفصال
ولم يستبعد البشير إمكانية إبرام اتفاق بين الشمال الجنوب يقضي بمنح أبناء الطرفين حقوق السكن والعمل.
واوضح انه لا يتحدث عن اتفاقية للدفاع المشترك وان المناقشات تدور بين الجانبين بشأن “قيام اتحاد بين الشمال والجنوب لرعاية المصالح المشتركة امنية كانت او سياسية او اقتصادية. وفي هذا الصدد نضرب مثلا بالاتحاد الاوروبي”.
كما هاجم البشير احزاب المعارضة السودانية ومن وصفهم بأنهم يرون ان انفصال جنوب السودان سيؤدي الى نهاية نظام الانقاذ الحاكم في السودان.
وقال في خطاب له اثناء افتتاح جسر في مدينة حلفا في شمال السودان ان “فصل الجنوب سيكون بداية ثورة جديدة” بالنسبة لنظامه.
حوافز للسودان
وكان السناتور كيري قد قال ان حوافز ستقدم للسودان في حال مضى الاستفتاء على انفصال الجنوب بسلاسة.
وقال كيري متحدثا في الخرطوم، ان هناك تغييرا بناءا قائما في الشمال. وأشار إلى أن الرئيس أوباما مستعد لإخراج السودان من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الارهاب اذا قبلت الخرطوم نتيجة الاستفتاء.
كما ربط كيري رفع واشنطن للعقوبات الاقتصادية أيضا بحصول تقدم نحو السلام في دارفور.
واوضح انه يتعين على الولايات المتحدة والقوى الاخرى ان تساند عقد جولة جديدة من محادثات السلام “الرفيعة المستوى” لحل الصراع في اقليم دارفور السوداني لان الجهود الحالية لا تحقق نجاحا.
واضاف “عزز ذلك لدي اهمية قيامنا باعادة عملية السلام في دارفور الى جدول الاعمال بطريقة اكبر واهم”.
مشكلة غياب التنمية
وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني.
ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة من جنيف ان عدد الجنوبيين الذين غادروا الشمال عائدين الى الجنوب للمشاركة في الاستفتاء تضاعف منذ منتصف كانون الاول/ ديسمبر الماضي ليصل الى 120 الف شخص.
وعانى جنوب السودان من حروب طويلة مع الشمال اوقعت نحو مليوني قتيل قبل التوصل الى اتفاق سلام عام 2005 فتح الباب امام اجراء هذا الاستفتاء الذي اعطى الجنوبيين حق الاختيار بين الانفصال والوحدة مع الشمال.
ورغم ثرواته الطبيعية الكامنة اكانت من النفط او من الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فان جنوب السودان في حال انتقاله الى مصاف الدول المستقلة سيكون على الارجح افقرها.
وقالت مليندا يونغ المسؤولة في منظمة اوكسفام في جنوب السودان “مهما كانت نتائج هذا التصويت فان الفقر المزمن وغياب التنمية والخوف من عودة العنف هي امور باقية ولن تحل باجراء الاستفتاء”.!!!!!!!!!!!