في مثل هذا اليوم 6مارس1912م..
القوات الإيطالية تستخدم المناطيد لأول مرة في تاريخ الحروب، بحيث أسقطت قاذفتان قنابل على المعسكرات القوات العثمانية في جنزور، من ارتفاع 6000 قدم، وذلك أثناء الحرب العثمانية الإيطالية.
بدأ الغزو الإيطالي لليبيا في عام 1911، عندما قامت القوات الإيطالية بغزو ولاية ليبيا العثمانية (كانت ليبيا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية آنذاك) مما أشعل الحرب الإيطالية التركية.
تعود مطالبات إيطاليا بخصوص ليبيا إلى المناقشات التي دارت بعد مؤتمر برلين (1878)، والذي وافقت فيه فرنسا وبريطانيا العظمى على احتلال تونس وقبرص على التوالي، وكلاهما كانا جزئين من الإمبراطورية العثمانية التي كانت على وشك الانهيار آنذاك. عندما ألمح دبلوماسيون إيطاليون إلى معارضة محتملة لحكومتهم بشأن ذلك، أجاب الفرنسيون بأن طرابلس ستكون مشابهةً لإيطاليا. في عام 1902، وقعت إيطاليا وفرنسا معاهدة سرية والتي منحت لإيطاليا حق التدخل في منطقة طرابلس والمغرب. ومع ذلك، فإن الحكومة الإيطالية لم تفعل سوى القليل من أجل استغلال هذه الفرصة، وظلت معرفتها بالأراضي والموارد الليبية محدودة خلال السنوات التالية.
بدأت الصحافة الإيطالية حملة تأثير إعلامية ضخمة للتمهيد لاجتياح ليبيا في نهاية مارس 1911. تم تصوير ليبيا على أنها ولاية غنية بالمعادن، وفيرة الماء، ولا يحميها سوى 4000 جندي عثماني فقط. أيضاً كان السكان يعتبرون معادين للإمبراطورية العثمانية ويتعاملون بلطف مع الإيطاليين. ومن ثم اعتبروا الاجتياح المحتمل بأنه مجرد «نزهة عسكرية» أو أكثر من ذلك بقليل.
أظهرت الحكومة الإيطالية نوعا من التردد في البداية، ولكن بحلول الصيف تم الانتهاء من تحضيرات الاجتياح، وبدأ رئيس الوزراء جيوفاني جيوليتي تقصي ردود أفعال القوى الأوروبية العظمى الأخرى على الاجتياح المحتمل لليبيا. كان للحزب الاشتراكي تأثيراً قوياً على الرأي العام. ومع ذلك، كان في صفوف المعارضة وشهد أيضاً انقساماً في الرأي حول هذه القضية. لقد تعامل الحزب الاشتراكي بطريقة غير فعالة في مواجهة ذلك التدخل العسكري.
تم تقديم إنذار أخير إلى حكومة حزب الاتحاد والترقٍي العثمانية في ليلة 26 – 27 سبتمبر. من خلال الوساطة النمساوية كان رد الحكومة هو اقتراح تسليم السيطرة على ليبيا من دون حرب مع الإبقاء على سيادة عثمانية شكلية فقط. كان هذا الاقتراح مشابهاً للوضع في مصر، التي كانت تحت السيادة العثمانية الشكلية، لكن فعلياً كانت السيادة للمملكة المتحدة. رفض جيوليتي الاقتراح، وأُعلنت الحرب في 29 سبتمبر 1911.
نتائج الحرب
كان اجتياح ليبيا مغامرة مكلفة بالنسبة لإيطاليا. فبدلاً من التكلفة المادية المقدرة في البداية بـ 30 مليون ليرة شهريًا، وصلت تلك التكلفة إلى 80 مليون ليرة شهريًا، واستمرت الحرب لفترة أطول بكثير من التقديرات الأصلية. هذا تسبب بحدوث اختلالات في الاقتصاد الإيطالي. من منظور سياسي، أظهر قيام ليبيا الإيطالية (بالنسبة لمراقبين مثل بينيتو موسوليني) أنه إذا كانت لدى الأقلية قوة ضغط نشطة وقوية فإنه يمكن أن يكون لها قوة عظمى في البلاد، كما سيتجلى ذلك بظهور الفاشية بعد الحرب العالمية الأولى.
أما بالنسبة لليبيا نفسها، فقد ظلت السيطرة الإيطالية على جزء كبير من أراضيها غير فعالة إلى حد كبير حتى نهايات العشرينات، عندما قام الجنود الإيطاليون تحت قيادة الجنرال بادوليو وغراتسياني بشن حملات عقابية من أجل تسكين غضب الشارع والتي تحولت إلى أعمال قمع فظيعة. لم تهدأ المقاومة الشعبية إلا بعد إعدام زعيم المقاومين عمر المختار في 15 سبتمبر 1931.
في أعقاب ذلك، تمت السيطرة على ليبيا بالكامل من قبل الإيطاليين واستطاعوا توحيدها مع إيطاليا تحت اسم ليبيا الإيطالية واعتبروها بمثابة «الساحل الرابع» في إيطاليا إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية.!!!!






