في مثل هذا اليوم 10 مارس1220م..
سقوط مدينة بخارى أمام قوات المغول بقيادة جنكيز خان بعد حصار دام ثلاثة أيام، وقام المغول بطرد أهل بخارى، وقتلوا من بقي بداخل المدينة وأنهوا عملهم الوحشي بإحراق المدينة
لم يكن يوم 10 مارس عام 1220 مجرد تاريخ عابر في سجل الحروب، بل كان لحظة فاصلة في تاريخ آسيا الوسطى، حيث اجتاحت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان مدينة بخارى، إحدى أعظم مراكز الحضارة الإسلامية، فأسقطوا أسوارها بعد حصار لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام، ثم أطلقوا العنان لأكثر مشاهد الدمار وحشية في تاريخ الغزو المغولي.
كانت بخارى، الواقعة في أوزبكستان الحالية، جوهرة خراسان وأحد المراكز الكبرى للعلم والتجارة في العالم الإسلامي. لكن مع بداية القرن الثالث عشر، كانت المنطقة تعيش تحت تهديد دائم من إمبراطورية المغول الصاعدة، والتي توسعت بسرعة غير مسبوقة تحت قيادة جنكيز خان.
جاء الهجوم بعد أن قام خوارزم شاه، سلطان الدولة الخوارزمية، بقتل تجار مغول أرسلهم جنكيز خان، مما أثار غضب الأخير، فقاد حملة انتقامية اجتاحت مدن آسيا الوسطى واحدة تلو الأخرى، وكانت بخارى واحدة من الضحايا الكبرى.
حاصر المغول المدينة لمدة ثلاثة أيام فقط، إذ كانت قواتهم الضخمة مدججة بالمهارات العسكرية الفائقة وأسلوب الحرب الصاعق الذي لا يترك مجالًا للمقاومة الطويلة. وحين اخترقوا دفاعات المدينة، بدأ عهد من الرعب والموت.
فر أغلب السكان قبل دخول المغول، لكن من بقي داخل المدينة تعرض لمجزرة مروعة، إذ قتل الجنود المغول آلاف الأبرياء، ونهبوا المساجد والمكتبات والأسواق، وأحرقوا المدينة بالكامل، ولم يسلم من بطشهم شيء، حتى الحيوانات.
يروى أن جنكيز خان وقف أمام المسجد الكبير، وخاطب أهل المدينة قائلًا: “أنتم من جلب على أنفسكم هذا المصير، ولو كنتم أهل حكمة، لما واجهتم غضب السماء، ثم أمر بتحويل المسجد إلى إسطبل لخيوله، في إهانة صادمة لمكانة المدينة العلمية والدينية.
ما بعد كارثة بخاري
بسقوط بخارى، انهارت واحدة من أعظم مدن العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وكان سقوطها بمثابة رسالة دموية لبقية مدن خوارزم بأن المغول لن يتسامحوا مع أي مقاومة وبعدها بأسابيع، كان الدور على سمرقند، التي لاقت المصير نفسه.
ولم يكن تدمير بخارى مجرد عمل عسكري، بل كان صدمة حضارية قوضت أحد أعمدة الفكر الإسلامي آنذاك، إذ فقدت المدينة علماءها ومخطوطاتها ومكتباتها التي كانت تضاهي مكتبات بغداد وقرطبة.
ورغم الخراب، بقيت بخارى، وعادت للحياة بعد قرون من إعادة الإعمار، لكنها لم تستعد مكانتها التي كانت عليها قبل أن تبتلعها نيران المغول ذات يوم من عام 1220.!!






