رؤية في قصيدة( لهفة غضب)
للشاعر طاهر مشي بقلم الأديبة فايزة بن مسعود
==========
نص يتسم بطاقة شعورية مكثفة ويبرز قدرة على المزج بين التوتر العاطفي والصور الحسية الموحية بذلك ..
قد يتناول الأكاديمي هذا النص بتفصيلات تحليل مبوّب بينما أنا أتناول الاثر بقراءة عاشقة
حيث قراءتي تمثل كتلة متجانسة لا غير
لذا أرى أن هذا النص المعنون ( لهفة غضب )يتأرجح بين حالتين شعوريتين متباينتين: الغضب والحنين ،فينطلق بطوفان يجرف (شتات عام منقضٍ )وهذا يوحي بحالة من الانفجار العاطفي والرغبة الملحّة في التخلص من الماضي، ليتحول تدريجيًا وبكل سلاسة إلى تأمل وسعي للفرح والبدايات الجديدة بقفزة أمل جارف حيث يبرز في الابيات الأخيرة أين تتجلى فكرة التجدد من خلال (نبض العشق المنبثق) قفلة متفائلة جدا
كما أن جمل النص نابضة حياة
فعبارة (النبض المفتون بالبحر لحد الغرق ) مؤثرة ومعبرة بعمق عن الانجذاب العاطفي لحدود الفقد والتيه
كما في استعمال (فزاعة في تلك التلال ) فالصوت بات عنصرا مخيفا وهذا يعرّي القلق والتوتر الباطني
أما عبارة (الضفائر الملقاة في البراري ) فما هي إلا لوحة للفوضى والجمال في آنٍ واحد،
يتميز هذا النص بالحركية
حيث يوجد تدرج في مراحل الغضب فمن الغضب الجامح (الطوفان، البركان) إلى السكينة والحنين (مداعبة القمر ) وهذا يصور رحلة داخلية تبدأ بالتمرد والغليان وتنتهي بالمصالحة مع الذات ومع عناصر الطبيعة من حول الشاعر ويبرز ذلك بوضوح في الانفعالات (البحر /البركان/القمر/ الغروب/الفجر)
كما يتكئ النص على إيقاع داخلي منساب
أقفل الشاعر قصيدته
بعبارة (ولا نفارق نبض العشق المنبثق ) وهذا يمثل دعوة للحياة والتماهي مع الحب والأمل وهذا أحدث التوازن بين
بداية القصيدة ونهايتها
من الغضب إلى الهدوء
فالنص في معماره أشبه بحلقة مغلقة بدأت بالانفعالات والغضب وانتهت بالسكون والتصالح مع الذات
دمت مميز الحرف الشاعر طاهر مشي
فائزه بنمسعود
لهفة غضب
ااااااااااااا
طوفان يجرف ما تبقى من شتات عام منقضٍ
وذاك النبض المفتون بالبحر
لحد الغرق
يدوي صوته
مثل فزاعة في تلك التلال
ترى طيفها حين الغروب
وحين الفجر
وعند تجلّي الشفق
هيا دعي ذلك البركان يهذي
ودعينا نداعب القمر طويلا
ونمشط كل الضفائر الملقاة في البراري
ونبتسم حد الهذيان
ولا نفارق نبض العشق المنبثق
ااااااااااااا
طاهر مشي