“الغاز مفقود والامن موجود ”
بقلم نصر العماري
الغاز مفقود ، وقيل لي ان قرية قصر حديد المجاورة فيها غاز .
ا خذت صديقي وشغّلت محرك الشّاحنة وامتطينا . وما كدنا نتجاوز مفترق الطريق اذا بسيارة المرور .. ويت.. ويت.. والاضواء تشتعل.. والسيد العون يشير لي من بلور سيارته الجميلة ان قف.. قف.. توقف .. توقف .
توقّفت مسرعا و نزلت اليه وسلمت عليه وقدمت له الاوراق وسألت عن سبب توقيفي.
فاخبرني السيد العون حفظه الله اني لم امتثل لاشارة العون عند مفترق الطريق منذ قليل حين اشار لي بالوقوف … واخذ اوراق سيارتي وطلب مني ان اتبعه ..
الحقيقة انا لم انتبه لذلك. بل لم ار عونا عند مفترق الطريق ، وقد يكون ذلك بسبب البرد ورغبتي في اقتناء قارورة غاز . و الطقس غائم والدنيا ” عين بعين”.
المهم سيارة المرور مشكورة اعادتني الى مفترق الطريق ، وصديقي بجانبي يداعب هاتفه الذكي .. هي من امام وانا من خلف … وهناك التقيت السيد العون الذي لم اره من قبل وسلمنا على بعضينا وحمدنا الله كثيرا وسلمني اوراقي بكل لطف ..
وعدت ادراجي الى المقهى. وانا في كامل الانشراح والسعادة . واقسمت ان لا ابحث عن الغاز خارج المدينة .
وماذا عليه ان بقينا اليوم بدون غاز …
المهم انا سعيد ان عون الامن تفطّن الى انّي لم اتفطّن اليه … الطريف ان صديقي اخبرني انّه كأنه شاهد عون الامن يلوّح بيده فقد يكون يريد مني ان اقف…
شكرت صديقي. على فطنته وحمدت الله انه لم يقدم شهادته امام حضرة العون وحمدت الله على نعمه حتى وان كان الغاز “مفقودا فالامن موجود”
واخذت اغيظ صديقي واتلو على مسامعه حماة الحمى يا حماة الحمى الى ان وصلت الى صخورا صخورا كهذا البناء … لكن صديقي واصل يداعب هاتفه وهو يردّد مبتسما : كيفاش ماريتوش.. زعمه مشك بالعاني ؟”