الشخصية الدلالية
ــــــــــــــــــــــــ
تتخذ الشخصية في القص الموجز تنوعا مدهشا بما يلائم هذا القصر وتختلف من حيث الوظيفة وتقنيات البناء والوصف بحيث تصل الى 10 انواع
هذا مثال عن أحد الانواع العشرة
الشخصية الدلالية
التعريف: شخصية تُبنى بوصفها رمزًا أو دلالة مكثفة، بحيث تكون وظيفتها إيصال معنى فلسفي أو اجتماعي أو سياسي دون تفاصيل نفسية أو وصفية. وتترك أثرا رمزيا
تقنية بنائها: تعتمد على الترميز، حيث يكون الاسم، أو الفعل الذي تقوم به الشخصية، أو حتى صمتها، هو ما يحدد وظيفتها الدلالية في النص.
مثال عليها من كتابات القاص المبدع عبدالله الميالي
وَهَم
يُلوّح لها كلما مرّت أمامه .. انتعشتْ آمالها وغمرتها السّعادة .. انتظرت منه تلك الكلمة .. ذاتَ مساء اقتربتْ لتلقي عليه التحية. هوتْ بكفّها على وجه الفزّاعة /
هموم
أكملتْ رَسمَ اللوحةِ وقد سكبتْ عليها ملامحَ وجهِهِا.
وقفتْ تتأمّل الغُيومَ .. فجأة سَقطَ الإطارُ وفاضَ المرسمُ.
هذه الأمثلة تثبت أن الشخصية الدلالية ليست مجرد شخصية عابرة، بل هي كيان مشبع بالمعاني، يحتاج القارئ إلى فك شفراته للوصول إلى مغزاه العميق حيث انها تتميز بما يلي :
1- لا يتم تعريف الشخصيات من حيث أسمائها أو خلفياتها، بل من خلال وظيفتها الرمزية.
2- التركيز على الإيحاءات البصرية مثل التلويح، الفزّاعة، الغيوم، سقوط الإطار، مما يفتح مجالًا للتأويلات المتعددة.
3- النهاية تحمل مفارقة تصدم القارئ وتدفعه لإعادة التفكير في مدلولات الشخصية والسرد.
حيدر الأديب
ـــــــــــــــــــ
هذا المقال مقتطع من دراسة طويلة لي عن فلسفة تنوع الشخصية وطرق البناء والوظيفة في القص الموجز