هربًا من الفجر
بقلم الشاعرة أولغا ليفديانا
ينبلج الفجر. الهارب
يرقد وعيناه مفتوحتان.
يقترب كل شيء لدهر
ويتلاشى مع السنين.
يغطي وجهه بكفيه
كما لو كان يخشى النور،
وينطق بهذه الكلمات بهدوء:
“لم يبقَ لي مكان أهرب إليه.”
أغسطس
ساكن السلام
ستخبر عن نفسك،
وفي هذه الأثناء، كن هادئًا ومرتاحًا،
كفراشة تحلق عبر نافذتي،
تموت حبًا وسعادة.
أرى أن الأمر لم يُحزنك كثيرًا
لأن نوبات البرد أصبحت أكثر تكرارًا.
تموت زهور النجمة، مثل النهار،
تفقد لونها ببطء.
الظهيرة
تشرق الشمس، ككتلة جلاد بيضاء ملتهبة
تشرق ببطء
فوق انسياب النهر المضطرب.
يبصر الماء
في شرايين المدينة الحديدية.
ينظر الناس
إلى عيون المتاجر الرطبة.
يمر نسيمٌ ببطءٍ عبر
خرزات المظلات الملونة.
تتوهج قبة بطرس وبولس،
ككعكة عيد فصح طازجة.
تختفي الظلال الأخيرة
على وجه المدينة الخشن الذي تعصف به الرياح،
ويبرز عطش الخلود
على شفاه الجسر الحجرية.
في منتصف النهار.
أعيش فيها.