من ديوان: فلامِنكو
شعر: محمد نزير الحمصي
إليكِ أنتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقولُ لكِ الآنَ:
شكراً جزيلاً
لأنّكِ أنتِ
بقيتِ طَوالَ السّنينْ
كما الياسمينْ
وشكراً لكِ الآنَ سيّدتي
لأنّكِ أنتِ فَرِحْتِ
بتقليمِ طبْعي
وأخْذِ الطّباشيرِ منّي
وأهديْتِ لي زهرتينْ
وشكراً من القلبِ
إنّكِ حِصني
الذي قدْ حَمَاني
طَوالَ السّنينْ
ولم أكُ أعرفُ
كيفَ أسيرُ
وأخطو أنا خطوتينْ
أيكفيكَ شكراً
وقلبي شكورُ
وفضلُكِ نورُ
وكم قد صَبَرْتِ، حياتي
على شطَحاتِ شعوري
وخبّأتِ كلَّ سطوري
وأغمضْتِ عينيكِ
عن نزواتي
وكنتُ أعيشُ
بعينينِ فارغتينْ
ومِنْ شعرِ رأسي الطّويلِ
أخذْتِ فقطْ خصلتينْ
لأصْبحَ بينَ يديكِ مطيعاً
كما تشتهينْ
وأفعلُ ما تأمرينْ
أتعتقدينَ إذاً
بعدَ كلِّ الذي قد فعلتِ
بأنّكِ من لعبي وطباعي
سترتاحينَ أو تهدئينْ
وأنّكَ من عَبثي وجنوني
ستنعتقينْ
ومن ورقي ويراعي
ستنتقمينْ
فعذراً -حبيبةَ قلبيَ-
عذراً
فَرُغمَ التّفاؤلِ
في عُمقِ عينيكِ
رُغمَ الكلامِ الجميلِ
ورغمَ مَخافةِ
صَبري القليلِ
فإنّي كما كلِّ طفلٍ
أعي – ربّما- الدّرسَ
من مرّتينْ
وأحتاجُ منكِ إلى
شرحِهِ مرّتينْ
أسير على
بوصلاتِ الصّراطِ
الذي ترسمينْ
وأسقطُ
في غفلتي مرّتينْ
وأنسى الإجاباتِ،
عُذراً
لأنّيَ طفلٌ
أكرّرُ نفسَ الذّنوبْ
وأنتِ السّماحُ
وأنتِ الطّيوبْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ