ثلاثية ق ق ج **
*المدينة التي بالغت في حب الله*
1/ صفقات
في زاوية مظلمة، حيث تُبرم صفقات بيع الأوطان، اجتمع ثلاثة هم رجال مال..
ظلال الشهوة تغطّي وجوههم بينما أيدهم المرتعشة توقّع العقود بأرقام خياليّة..موافقة على كلّ الشروط..
همس أحدهم مبتسما-لكن ماذا عن الشعب؟ـ
سأل الثاني عادّا الأصفار في الشيكـ أهذا على الحساب؟
ضحك الثالث مبحوحاـ الشعب! عليه أن يُكثر من الدعوات..
فيما كان سخيّا دخان المصانع يمدّ المدينة بثاني أوكسيد الكربون؛ هو أجرة كلّ من نزّت جبينه بقطرة عرق.
2/ بكاء ظُلم
كانت صفعاته حامية جدا..
شبرُ الأرض الذي تملكه، انتزعه زورا..
استكثر عليها حضن زوجها، أخذه منها..
حتى مشهد والدها و هو يمسح دمعتها حين تُثقِل برأسها على أكتافه عزّ عليه، حرمها منه..
ضحكتها المرسومة على شفاه إخوتها، سلّط عليهم زوجات بقلوب متحجّرة حتى فارقوها..
لمّا تربّت في عينيها دمعة، تركها..
حتّى إذا انحدرت، أخذت بصرها.. هي اليوم تتلمّس طريقها إلى القبر تجرّ جسمها المبتور
عند ظلمتها الأخيرة ؛ بكى الزّمن الذي صفعها.
3/ صدقات
عند كلّ صلاة جمعة يخرج من المسجد بيده مسبحته اللامعة، بعينين دامعتين من خشوعه المزيف..
يرمي ببعض المال أمام ذلك الأعمى ليسمع رنينها، و يطلبه أن يتذكّره في دعائه..
همس إليه صاحبه الأعرج- هذا هو من رفض توظيفي مخافة أن تشوّه عرجتي المحلّ.
التفت الرّجل إليهما هامسا في نفسه-اللّهم فاشهد أني تصدّقت-.
فتحي بوصيدة/تونس