عزاء الروح
بين مخالب الوحش
تتمزق الأم إربا
تلملم شظاياها
تعيد تضميد البقايا
والجرح نازف
تتماثل ثانية
تقف صامدة
بعد أمد
يباغتها المارد
يشق أسمالها
يكشف عوراتها
فلا تجد غير الثرى ساترا
يلتف حولها الذئاب
يحتسون دمها المنساب
يملؤون الأكواب
و يتلمظون اللعاب
استعدادا للوليمة الكبرى
يقفز من رحمها شهاب
يرجمهم رجما
فيعودون للعرش
يختفون تحت اللحاف
تفضحهم ذنوبهم
وبعض الخيبات
حين يسكن الليل
يؤوبون للهاث
يمدون السلاح
يقطعون لحمها
يمضغون شرها
تصطك الأسنان
تغصٌ بهم اللقم
يستيقظ الأعراب من سبات
يفزعهم مشهد الالتهام
فيصمتون خوف الممات
تزداد النقم
تركض الروح خارقة
كل المواثيق والعادات
هل من معين بين الأمم؟
تضطجع في الوليد الجديد
تخلق عزيمة في العباد
غزة أبدا لن تباد
ما دامت أمهم ولودا
تلقمهم حليبا حرا نقيا
لا يباع للكلاب
ترجع البصر كرتين
ترى ألف شهاب
يقتلع الصخر بالأنامل الطرية
يفتح ألف باب
يدخل الجند دون حساب
بين عرب و أغراب
حتى ينتصر الحق
وينتحر العٰقاب
سيدة بن جازية تونس