عزفٌ منفرد لنوتة موسيقية صاخبة
قراءة استثنائية
بقلم / الأديب التونسي الهادي نصيرة Hédi Nsira
لنص * عندما تتحقق أحلامنا *
للأديب المصري / محمد البنا
%%%%%%%%%%%%%%
عندما تتحقق أحلامنا
_______
ثلاث كلمات قالها وأغلق الهاتف.
أغلقت الملف الذي كنت أراجعه بعد أن وضعت ورقة ملونة حيث توقفت، ونهضت ذاهبةً إلى مكتبه
– خير يا دكتور
– مبروك يا أستاذة حنين، اختارتك الوزيرة من بين عشرة مرشحين، لتكوني المتحدثة باسم وزارة الثقافة في مهرجان الأسكندرية الدولي للثقافة العربية
– مفاجأة سعيدة بالتأكيد يا دكتور، ولكني لم أعلم من قبل أنني كنت من المرشحين لهذا المنصب!
ضحك ضحكة خفيفة، ونهض واقفًا، ومد يده مهنئًا، وقال
– أنا من رشحتك، والآن عليك الاستعداد للسفر وترتيب أمورك، وأثق تمامًا أنك ستكونين واجهة مشرفة للإدارة
لم يكن سهلًا علي أن أقنع زوجي الحبيب بتحمل غيابي لسبعة أيام، خاصة وأن أطفالنا صغارً، فمي لم تبلغ الثانية عشر بعد، ورامي على وشك إتمام عامه الثامن، بينما ياسر تجاوز عامه الرابع بأشهرٍ قليلة، إلا أنني في النهاية أقنعته بأنها فرصة لا تتكرر مرتين، وأن مدة الغياب ليس كبيرة بما يكفي للقلق ومشقة الافتقاد، وذكرته أنني تحملت غيابه لسنتين متصلتين، حينما انتدبوه للعمل في الخليج!
المسافة بين القاهرة والأسكندرية حوالي ٢٣٠ كيلومتر، كان القطار فاخرًا، ومقعدي في الدرجة الأولى المكيفة مع علية القوم ونخبة المجتمع، حيث يسود الصمت لمدة ساعتين ونصف تقريباً، لا تسمع لأحدِ ركزا؛ مضيا دون أن أشعر بدقائقهم، فقد كنت شاردةً فيما حذرني منه مديري لمعرفته السابقة به؛ الدكتور عامر الصفتي المشرف العام على المهرجان؛ قال عنه أنه جاف وجاد ولا يبتسم إلا نادرًا، ويتوخى الدقة في كل عملٍ يكلف به، وقال أيضًا أنه طويل وسريع الخطى، ضحكت في سري وأنا أتابع المشهد الخارجي عبر النافذة الزجاجية المجاورة لمقعدي، وأنا أتخيله سامقًا مثل تلك الأشجار الكافورية التي ترمقني تباعًا بين فينة وأخرى؛ تخيلته يجري مثلها وأنا أحاول لاهثةً أن ألحق به، وندت من ضحكة سمعها من يجلس في المقعد الموازي لمقعدي، وربما سمعها ايضا من يجلس في المقعد الخلفي؛ ضحكت وأنا أتوهم أنني سبقته، وتركته خلفي مذهولًا لا يحرك ساكنًا، كشجرة كافور منتصبة على الطريق تخطاها القطار منذ لحظة!
ترجلت من القطار حينما توقف في محطة سيدي جابر، وكما توقعت وجدت أحدهم يحمل يافطة خشبية مكتوب عليها ” إدارة المهرجان “، توجهت صوبه مباشرة، حمل عني حقيبتي بعد أن هنأني بسلامتي، وسار أمامي إلى خارج المحطة، حيث كانت رابضة السيارة التي أقلتني لفندق المنتزة.
في الصباح استيقظت على رنين الهاتف؛ أعلمتني المتحدثة أن هناك اجتماعًا في تمام العاشرة صباحًا في القاعة الصغيرة ” اللوبي “.
عشرون شخصًا هم كل من في القاعة؛ تناثروا حول موائدها منهمكين في أحاديثٍ عامة جلها حول الحياة ومشاكلها، وأحاديث خاصة بالمهرجان وفاعلياته، تفحصت الوجوه بسرعة؛ قليلٌ منهم أعرفه، اتخذت لي مقعدًا حول مائدة قصية، نظرت في هاتفي أتبين الوقت؛ كانت الساعة تشير إلى العاشرة تمامًا، بينما الصمت يفرض سلطانه، إذ وجدت شجرة الكافور تتقدم بخطى سريعة نحو منصة أعدت خصيصًا لهذه المناسبة
– صباح الخير جميعًا
لم ينتظر ردًا منا، وأكمل
– الأوراق التي أمامكم أعددتها لتكون مذكرةً لكم بأدواركم والمهام المنوطة بكلٍ منكم من فاعليات المهرجان، وهي ذاتها التي أطلعناكم عليها من قبل عبر الواتساب، أحفظوها جبدًا واتبعوا تعليماتها حرفيًا، فأنا لا أقبل الخطأ ولا أتسامح فيه
سكت فجأة يتفرس وجوهنا بنظرة سريعة، ثم مضى إلى خارج القاعة وهو يقول بنبرة جافة لكنها عميقة كصدى صوتٍ آتٍ من قاع بئر
– مكتبي في الدور الأول غرفة رقم ١٠١، لمن يشأ منكم الاستفسار عن شيء
وابتلعته خلفية باب القاعة، وابتلعتني أحلام صباي ومراهقتي…رأيته كلارك جيبيل ورأيتني فيفيان لي، وكأن القاعة تحولت فجأة إلى قصرٍ من قصور القرن الثامن عشر وأحداث فيلم ذهب مع الريح!…كم تمنيته وقتها أن يكون رجلي وأن أكون أنثاه، الفرق الوحيد بينهما انحصر في تجهمه الشديد وابتسامة جيبيل الدائمة!
أفقت من شرودي لأجد جسدي لا يزال مرتخيًا على مقعدي، والمقاعد الأخرى غادرها ساكنوها!
بعد انتهاء أمسية الافتتاح، بينما أهم بمغادرة القاعة الكبيرة اقترب مني وقال بلهجةٍ آمرة
– ألحقي بي، أريدك الآن في مكتبي أستاذة حنين
كالمنومة مغناطيسيًا وجدت نفسي أمام باب مكتبه المفتوح، طرقته طرقتين خفيفتين ودخلت..لم يكن وحده بالغرفة، أشار لي أن أجلس، فجلست صامتة أتأمله من طرف خفي، ريثما ينهي حديثه مع زميلٍ آخر، لكنه فاجأني قائلًا وبنبرةٍ جافة جفاف نهار صيفي
– ردودك على أسئلة الصحافيين كانت جيدة ولبقة، ولكن كلمتك الافتتاحية شابها بعض الهنات اللغوية، وهذا مما لا أسمح به مطلقًا
لم أرتبك وأجبته بثقة
– هذا ما أملّته علي سعادة الوزيرة بنفسها
توجه بكامل جسده قبالتي، واستقام جذعه كشجرة كافور جافة بلا أغصانٍ ولا أوراق
– أنت هنا متحدثة باسم الوزارة يا أستاذة، وليس باسم الوزيرة، وأنا هنا الوزارة، من الآن فصاعدًا يتوجب عليكِ الحصول على موافقتي مسبقًا قبيل إلقائك أي كلمة رسمية
– ولكن..
لم يمهلني ثانية واحدة لأكمل؛ قاطعني بحدة
– ولكن إن لم يعجبك ما طلبته منك؛ يمكنك من الآن حزم حقائبك والمغادرة
وعاد مسترخيًا في مقعده، متوجهًا بحديثه إلى الزميل الآخر!
كاد الغضب أن يعصف بي، فأرد له الصفعة بعشرٍ أمثالها، لولا أن تصاعد رنين هاتفي، فانزلقت مغادرة مكتبه
– مساء الخير حبيبتي، طمنيني عليك
انهرت باكية
– سأعود صباحًا يا حسن؛ هذا الرجل لا يطاق
– ماذا حدث؟
– تصور!…أهانني علنًا…..
– أهدئي يا حبيبتي، فالرجل محقٌ فيما طلبه منك، هو المسؤول الأول والأخير عن هذا المهرجان، وهم سبق وحذروكي منه؛ أنه يكره الفشل …أذهبي الآن وتنزهي على الكورنيش، سيساعدك نسيم البحر وهدير أمواجه الليلية الناعمة، واتساع مداه على أن تهدئي..جربي ذلك قبل أن تتخذي قرارك النهائي
تركت كلماته أثرًا في نفسي، وكان البحر هادئةً أمواجه؛ يتناغم هديرها، وشيئًا فشيئًا يمتص غضبي المتقد بداخلي؛ أرنو إلى الأفق البعيد حيث لا أرى شيئًا إلاه!؛ شجرة الكافور للحظات تتلوها لحظات أخرى يتمثل فيها كلارك جبيل بابتسامته التي أعشقها، ولا يلبث أن يطل علي عامر بتجهمه وحدته ووقاحته..تبًا له مديري!..قال لي كل شيء عنه، لكنه لم يقل لمرة ولو تلميحًا أنه وقحٌ أيضًا؛ يشتعل غضبي من جديد!
دلفت إلى كابينة المصعد- بعد انتهاء فاعليات الليلة التالية- قاصدةً غرفتي، وقبيل أن تنغلق أبوابه تلقائيًا؛ تفاجأت به – هذا العامر- يلتحق بالكابينة، ويضغط على الزر المرقم ب (17)
” يالك من جلفٍ متكبر! إضافةً إلى وقاحتك وتجهمك، ألا تلقي تحية المساء يا رجل؟”
غمغمت بها نفسي قبل أن يفاجئني قائلاً بصوتٍ رخيم ونبرة هادئة آسرة
– لا داعي لكل هذا ” المكياج “، لا حاجة بك إليه، جمالك الطبيعي باد، لا يخطئه ناظر
“يا الله! ما كل هذه التناقضات!..وقحٌ وساحر في آن واحد!…كيف هذا؟ كيف هذا ؟!”
كانت هذه الكلمات تسري داخلي، بينما كلماته التي ألقاها على مسامعي- وهو منتصبٌ كشجرة كافور أمامي وأنا خلفه- تسري في دمي، تخيلتني أحتضنه من ظهره..تصوروا!..لا تستغربوني أرحوكم فيكفيني استغرابي لنفسي، أأنا هي؟..أهي أنا ؟..استدار وتأملني مليًا؛ عيناه تغوصان في حدقتيّ ولا تطرفان، هنيهة وكان كله داخلي، يعبث في أوردتي وشراييني، يجذبني من شعري الملفوف كذيل فرس يشتهي جموحه، ويلصق وجهي بعنف إلى سطح المرآة التي تشكل الجدار الخلفي للمصعد…
انتفضت من مستنقع أوهامي على صوته الهادئ
– ألن تغادري إلى غرفتك؟…
كان الباب مفتوحًا بالفعل، والرقم المضاء يشير إلى الدور الخامس عشر!
ليلتان صرعني الأرق ولم أصارعه، بل تركت له العنان يفعل بي ما يشاء أن يفعله، ولم أكلف نفسي حتى عناء السؤال المفترض أن أسأله ” من منا هذه المشيئة مشيئته…أنا أم الأرق ؟” لم أسأله!
هذا الرجل أريده، وأنا امرأةٌ تعرف ما تريده، وأنا لا أريده، أنا زوجة تحب زوجها، أحب فيه هدوءه وتفهمه وحنانه، أحب فيه تفانيه لي ولأطفالنا، أحب فيه سعيه الدائم لإسعادنا، لكن…تلك الملعونة داخلي استيقظت بعد سباتٍ طويل؛ ظننتها ماتت منذ أمد وتناثر رمادها، نثرته رياح السنين الجميلة الماضية، وذرته غبارا، لكنه فجأةً أيقظها، بل بث فيها من روحه، فاشتعلت خلاياها، تلك الأنثى اللعينة تريده، وسواء لعنتموها أو لم تفعلوا؛ هي ماضيةٌ لتحيا!
انتهت أمسية الاختتام بنجاحٍ باهر؛ وقف عامر مزهوًا منتصبًا – كشجرة كافور- كعادته، أو هكذا تخيلته كما كنت أتخيله دائمًا حتى قبل أن أراه، يتلقى التهاني من رؤساء الوفود الثقافية المشاركة، بينما عيناه بين فينة وأخرى تتجاوزهم لترصد مكاني، وتقول لي ” انتظري “، وما كان لي إلا أن انتظر!
مضينا إليه واحدًا تلو آخر، نهنئه ويهنئنا، وتعمدت أن أكون من أوائل المهنئين حتى أمنح نفسي وقتًا لضب أشيائي داخل حقيبتي؛ استعدادًا للسفر ظهيرة الغد، فالقطار لا ينتظر أحدًا، لذا يتوجب علي أن أكون في انتظاره.
هنأته وهنأني وأشاد بدوري ومساهمتي الفعالة في إنجاح الإحتفالية، وشدّ علي يدي، وأضاف هامسًا ” أريدك ”
” وأنا أريدك أيضًا ” قلتها ولا أدري حتى الآن أنبست بها شفتاي حروفًا؟ أو نطقت بها نظرتي في عينيه؟
تبًا لك يا مديري العزيز تبًا لك وألف تب!…لم لم تخبرني أنه ساحرٌ أيضًا؟ بل كبيرهم الذي علمهم السحر!
لم تكن عيناه فقط اللتان تغوصان في أعماقي، تستدعي الأنثى الثائرة بداخلي، ولم تكن نبرة صوته الصاعدة من قاع بئرٍ عميقة، فتسكرني، بل امتدت جذوره تتغلغل في أرضي العطشى للرواء، وتفترش أوراقه خلاياي، وتعيد تشكيلها، استطاعت لمساته أن تخضعني، وعنفه أن يضعفني، فأسلمت له قيادي…كم أحببت فيه قوته! وكم أحببت فيّ ضعفي!…ساعاتٌ مضت لم أدر كيف مضت! وكل ما أدريه الآن أنه أخيرًا تحقق حلمي، أقلت حلمي ؟… لا لا بل حلمها هي، وها هي شجرة الكافور تلملم جذورها، وتجمع شتات أوراقها، ينحني جذعها ويضع قبلة حانية على خدي الأيسر، ويهمس ” سأقلك بسيارتي إلي القاهرة، لذا تأخري قليلًا إلى أن يغادر الجميع ” فتحت عينيّ بتثاقل وهززت رأسي بما يعني موافقتي، ومضي بينما الفجر يعلن عن مجيئه كعادته قبيل كل صباح، والآن جاء دوري، فماذا أنا فاعلة؟
ما إن أطلق قطار السابعة صباحًا نفيره معلنًا مغادرته رصيف محطة سيدي جابر؛ فتحت هاتفي الجوال، وأرسلت له رسالتي الأخيرة
” أجمل الأحلام تلك التي لا تتحقق أبدًا، أما الأحلام التي تتحقق؛ تموت ”
محمد البنا / القاهرة في ٧ أبريل ٢٠٢٥
//////////////////////
القراءة
________
* في لقاء استثنائي جمع الساردة (الأستاذة حنين) و الشخصية الثانية (الدكتور عامر الصفتي)، وخلال الأيام التي استغرقتها فعاليات المهرجان الثقافي، نشأت بين الشخصيتين حالة انجذاب قوي وكيمياء جارفة، ومن ثم تم المسك بياقة المتلقي، ليلفي نفسه مطاردا مسار الحدث، لاهثا يروم الوقوف على مصير الشخصيات.
* تطورات شهدها الحدث المتصاعد بشكل متسارع، مثير ومشوق (( كنت شاردة فيما حذرني منه مديري …/ أتخيله سامقا مثل تلك الأشجار الكافورية…/ تخيلته يجري مثلها وأنا أحاول لاهثة أن ألحق به…/ أتوهم أني سبقته وتركته خلفي مذهولا…/ ابتلعته خلفية باب القاعة، وابتلعتني أحلام صباي ومراهقتي…/ رأيته كلارك جيبيل ورأيتني فيفيان لي …/ كم تمنيته وقتها أن يكون رجلي وأن أكون أنثاه…/ اقترب مني وقال بلهجة آمرة : الحقي بي، أريدك في مكتبي…/ كالمنومة مغناطيسيا وجدت نفسي أمام باب مكتبه المفتوح…/ تفاجأت به-هذا العامر- يلتحق بالكابينة…/ قبل أن يفاجئني قائلا : لا داعي لكل هذا الماكياج…جمالك الطبيعي باد، لا يخطيه ناظر…/ يا الله ! ما كل هذه التناقضات ! …وقح وساحر في آن واحد !…/ كانت هذه الكلمات تسري داخلي…تخيلتني أحتضنه من ظهره…/ استدار وتأملني مليا…انتفضت من مستنقع أوهامي على صوته الهادئ…/ ليلتان صرعني الأرق ولم أصارعه…/ هذا الرجل أريده، وأنا امرأة تعرف ما تريده، وأنا لا أريده، أنا زوجة تحب زوجها…/ تلك الملعونة داخلي استيقظت بعد سبات طويل…/ بينما عيناه بين فينة وأخرى تتجاوزهم لترصد مكاني، وتقول لي “انتظري”…/ هنأته وهنأني وأشاد بدوري ومساهمتي الفعالة في إنجاح الاحتفالية…/ وأضاف هامسا “أريدك”، “وأنا أريدك أيضا”…/ امتدت جذوره تتغلغل في أرضي العطشى للرواء…/ كم أحببت فيه قوته ! وكم أحببت في ضعفي !…/ وكل ما أدريه الآن أنه أخيرا تحقق حلمي…/ شجرة الكافور تلملم جذورها…ينحني جذعها، ويضع قبلة حانية على خدي الأيسر، ويهمس”سأقلك بسيارتي إلى القاهرة…)).
* ثم تأتي الخاتمة المذهلة لتكسر أفق التوقع لدى المتلقي(( ما إن أطلق قطار السابعةصباحا……….. فتحت هاتفي الجوال، وأرسلت له رسالتي الأخيرة ” أجمل الأحلام تلك التي لا تتحقق أبدا ، أما الأحلام التي تتحقق؛ تموت.”)).
* بذكاء حاد وحرفية عالية ومتيقظة، اشتغل القاص على حادثة ذلك اللقاء اللافت والساحر، ليؤلف نصا طافحا بالدهشة والجمال معا.
ومن الإنصاف القول أن المؤلف أبدى قدرة عجيبة على الإيهام والتنقل الزمكاني بأسلوب رائع، وببراعة متناهية ليبني منجزا قصصيا على الإيقاعات السردية المبهرة، وعلى التنويع في تكرار المفردة أو الجملة بطريقة غير مملة، مصورا المشهد بمهارة جيدة.
* من ناحية أخرى اتكأ على التكرارات، والتناقضات في التعبير عن أحاسيس ومشاعر البطلة، ليعكس أجواءها النفسية، المتأرجحة بين الميل، والرغبة، والتردد، والارتباك، والاضطراب، وصولا إلى موقفها المفاجئ في خاتمة مغامرة بدا من الصعب على المتلقي التكهن بمآلها.
* ويجدر التنويه – كذلك- بتوفق الكاتب في إحكام توظيف اللغة باعتماد أسلوب حي متحرك، ونجاحه في عرض فكرته، وبالتالي تحقيق الهدف المرسوم بطريقته المؤثرة التي طالما تميز بها على مدى تجاربه القصصية.
* أثمن عاليا ما جاد به قلمك المتألق أستاذ Mohamed Elbanna . مع وافر تقديري.
الهادي نصيرة / تونس في ٧ أبريل ٢٠٢٥