الثلاثاء, يونيو 24, 2025
arzh-CNnlenfrdeitptrues
lights - إضاءات
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
lights - إضاءات
No Result
View All Result
Home قراءات نقدية

قراءة نقدية لنص عندما تتحقق أحلامنا للأديب محمد البنا بقلم الناقد سمية الاسماعيل

أبريل 9, 2025
in قراءات نقدية
0 0
قراءة نقدية لنص عندما تتحقق أحلامنا للأديب محمد البنا بقلم الناقد سمية الاسماعيل
0
SHARES
13
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

دراسة لقصة: عندما تتحقق أحلامنا
الأديب: محمد البنا/ مصر
بقلم: سمية الإسماعيل/ سورية

عندما تتحقق أحلامنا
_______
ثلاث كلمات قالها وأغلق الهاتف.
أغلقت الملف الذي كنت أراجعه بعد أن وضعت ورقة ملونة حيث توقفت، ونهضت ذاهبةً إلى مكتبه
– خير يا دكتور
– مبروك يا أستاذة حنين، اختارتك الوزيرة من بين عشرة مرشحين، لتكوني المتحدثة باسم وزارة الثقافة في مهرجان الأسكندرية الدولي للثقافة العربية
– مفاجأة سعيدة بالتأكيد يا دكتور، ولكني لم أعلم من قبل أنني كنت من المرشحين لهذا المنصب!
ضحك ضحكة خفيفة، ونهض واقفًا، ومد يده مهنئًا، وقال
– أنا من رشحتك، والآن عليك الاستعداد للسفر وترتيب أمورك، وأثق تمامًا أنك ستكونين واجهة مشرفة للإدارة
لم يكن سهلًا علي أن أقنع زوجي الحبيب بتحمل غيابي لسبعة أيام، خاصة وأن أطفالنا صغارً، فمي لم تبلغ الثانية عشر بعد، ورامي على وشك إتمام عامه الثامن، بينما ياسر تجاوز عامه الرابع بأشهرٍ قليلة، إلا أنني في النهاية أقنعته بأنها فرصة لا تتكرر مرتين، وأن مدة الغياب ليس كبيرة بما يكفي للقلق ومشقة الافتقاد، وذكرته أنني تحملت غيابه لسنتين متصلتين، حينما انتدبوه للعمل في الخليج!
المسافة بين القاهرة والأسكندرية حوالي ٢٣٠ كيلومتر، كان القطار فاخرًا، ومقعدي في الدرجة الأولى المكيفة مع علية القوم ونخبة المجتمع، حيث يسود الصمت لمدة ساعتين ونصف تقريباً، لا تسمع لأحدِ رجزا؛ مضيا دون أن أشعر بدقائقهم، فقد كنت شاردةً فيما حذرني منه مديري لمعرفته السابقة به؛ الدكتور عامر الصفتي المشرف العام على المهرجان؛ قال عنه أنه جاف وجاد ولا يبتسم إلا نادرًا، ويتوخى الدقة في كل عملٍ يكلف به، وقال أيضًا أنه طويل وسريع الخطى، ضحكت في سري وأنا أتابع المشهد الخارجي عبر النافذة الزجاجية المجاورة لمقعدي، وأنا أتخيله سامقًا مثل تلك الأشجار الكافورية التي ترمقني تباعًا بين فينة وأخرى؛ تخيلته يجري مثلها وأنا أحاول لاهثةً أن ألحق به، وندت من ضحكة سمعها من يجلس في المقعد الموازي لمقعدي، وربما سمعها ايضا من يجلس في المقعد الخلفي؛ ضحكت وأنا أتوهم أنني سبقته، وتركته خلفي مذهولًا لا يحرك ساكنًا، كشجرة كافور منتصبة على الطريق تخطاها القطار منذ لحظة!
ترجلت من القطار حينما توقف في محطة سيدي جابر، وكما توقعت وجدت أحدهم يحمل يافطة خشبية مكتوب عليها ” إدارة المهرجان “، توجهت صوبه مباشرة، حمل عني حقيبتي بعد أن هنأني بسلامتي، وسار أمامي إلى خارج المحطة، حيث كانت رابضة السيارة التي أقلتني لفندق المنتزة.
في الصباح استيقظت على رنين الهاتف؛ أعلمتني المتحدثة أن هناك اجتماعًا في تمام العاشرة صباحًا في القاعة الصغيرة ” اللوبي “.
عشرون شخصًا هم كل من في القاعة؛ تناثروا حول موائدها منهمكون في أحاديثٍ عامة جلها حول الحياة ومشاكلها، وأحاديث خاصة بالمهرجان وفاعلياته، تفحصت الوجوه بسرعة؛ قليلٌ منهم أعرفه، اتخذت لي مقعدًا حول مائدة قصية، نظرت في هاتفي أتبين الوقت؛ كانت الساعة تشير إلى العاشرة تمامًا، بينما الصمت يفرض سلطانه، إذ وجدت شجرة الكافور تتقدم بخطى سريعة نحو منصة أعدت خصيصًا لهذه المناسبة
– صباح الخير جميعًا
لم ينتظر ردًا منا، وأكمل
– الأوراق التي أمامكم أعددتها لتكون مذكرةً لكم بأدواركم والمهام المنوطة بكلٍ منكم من فاعليات المهرجان، وهي ذاتها التي أطلعناكم عليها من قبل عبر الواتساب، أحفظوها جبدًا واتبعوا تعليماتها حرفيًا، فأنا لا أقبل الخطأ ولا أتسامح فيه
سكت فجأة يتفرس وجوهنا بنظرة سريعة، ثم مضى إلى خارج القاعة وهو يقول بنبرة جافة لكنها عميقة كصدى صوتٍ آتٍ من قاع بئر
– مكتبي في الدور الأول غرفة رقم ١٠١، لمن يشأ منكم الاستفسار عن شيء
وابتلعته خلفية باب القاعة، وابتلعتني أحلام صباي ومراهقتي…رأيته كلارك جيبيل ورأيتني فيفيان لي، وكأن القاعة تحولت فجأة إلى قصرٍ من قصور القرن الثامن عشر وأحداث فيلم ذهب مع الريح!…كم تمنيته وقتها أن يكون رجلي وأن أكون أنثاه، الفرق الوحيد بينهما انحصر في تجهمه الشديد وابتسامة جيبيل الدائمة!
أفقت من شرودي لأجد جسدي لا يزال مرتخيًا على مقعدي، والمقاعد الأخرى غادرها ساكنوها!
بعد انتهاء أمسية الافتتاح، بينما أهم بمغادرة القاعة الكبيرة اقترب مني وقال بلهجةٍ آمرة
– ألحقي بي، أريدك الآن في مكتبي أستاذة هدى
كالمنومة مغناطيسيًا وجدت نفسي أمام باب مكتبه المفتوح، طرقته طرقتين خفيفتين ودخلت..لم يكن وحده بالغرفة، أشار لي أن أجلس، فجلست صامتة أتأمله من طرف خفي، ريثما ينهي حديثه مع زميلٍ آخر، لكنه فاجأني قائلًا وبنبرةٍ جافة جفاف نهار صيفي
– ردودك على أسئلة الصحافيين كانت جيدة ولبقة، ولكن كلمتك الافتتاحية شابها بعض الهنات اللغوية، وهذا مما لا أسمح به مطلقًا
لم ارتبك وأجبته بثقة
– هذا ما أملته علي سعادة الوزيرة بنفسها
توجه بكامل جسده قبالتي واستقام جذعه كشجرة كافور جافة بلا أغصانٍ ولا أوراق
– أنت هنا متحدثة باسم الوزارة يا أستاذة، وليس باسم الوزيرة، وأنا هنا الوزارة، من الآن فصاعدًا يتوجب عليكِ الحصول على موافقتي مسبقًا قبيل إلقائك أي كلمة رسمية
– ولكن..
لم يمهلني ثانية واحدة لأكمل؛ قاطعني بحدة
– ولكن إن لم يعجبك ما طلبته منك؛ يمكنك من الآن حزم حقائبك والمغادرة
وعاد مسترخيًا في مقعده، متوجهًا بحديثه إلى الزميل الآخر!
كاد الغضب أن يعصف بي، فأرد له الصفعة بعشرٍ أمثالها، لولا أن تصاعد رنين هاتفي، فانزلقت مغادرة مكتبه
– مساء الخير حبيبتي، طمنيني عليك
انهرت باكية
– سأعود صباحًا يا حسن؛ هذا الرجل لا يطاق
– ماذا حدث؟
– تصور!…أهانني علنًا…..
– أهدئي يا حبيبتي، فالرجل محقٌ فيما طلبه منك، هو المسؤول الأول والأخير عن هذا المهرجان، وهم سبق وحذروكي منه؛ أنه يكره الفشل …أذهبي الآن وتنزهي على الكورنيش، سيساعدك نسيم البحر وهدير أمواجه الليلية الناعمة، واتساع مداه على أن تهدئي..جربي ذلك قبل أن تتخذي قرارك النهائي
تركت كلماته أثرًا في نفسي، وكان البحر هادئةً أمواجه؛ يتناغم هديرها، وشيئًا فشيئًا يمتص غضبي المتقد بداخلي؛ أرنو إلى الأفق البعيد حيث لا أرى شيئًا إلاه!؛ شجرة الكافور للحظات تتلوها لحظات أخرى يتمثل فيها كلارك جبيل بابتسامته التي أعشقها، ولا يلبث أن يطل علي عامر بتجهمه وحدته ووقاحته..تبًا له مديري!..قال لي كل شيء عنه، لكنه لم يقل لمرة ولو تلميحًا أنه وقحٌ أيضًا؛ يشتعل غضبي من جديد!
دلفت إلى كابينة المصعد- بعد انتهاء فاعليات الليلة التالية- قاصدةً غرفتي، وقبيل أن تنغلق أبوابه تلقائيًا؛ تفاجأت به – هذا العامر- يلتحق بالكابينة، ويضغط على الزر المرقم ب (17)
” يالك من جلفٍ متكبر! إضافةً إلى وقاحتك وتجهمك، ألا تلقي تحية المساء يا رجل؟”
غمغمت بها نفسي قبل أن يفاجئني قائلاً بصوتٍ رخيم ونبرة هادئة آسرة
– لا داعي لكل هذا ” المكياج “، لا حاجة بك إليه، جمالك الطبيعي باد، لا يخطئه ناظر
“يا الله! ما كل هذه التناقضات!..وقحٌ وساحر في آن واحد!…كيف هذا؟ كيف هذا ؟!”
كانت هذه الكلمات تسري داخلي، بينما كلماته التي ألقاها على مسامعي- وهو منتصبٌ كشجرة كافور أمامي وأنا خلفه- تسري في دمي، تخيلتني أحتضنه من ظهره..تصوروا!..لا تستغربوني أرحوكم فيكفيني استغرابي لنفسي، أأنا هي؟..أهي أنا ؟..استدار وتأملني مليًا؛ عيناه تغوصان في حدقتيّ ولا تطرفان، هنيهة وكان كله داخلي، يعبث في أوردتي وشراييني، يجذبني من شعري الملفوف كذيل فرس يشتهي جموحه، ويلصق وجهي بعنف إلى سطح المرآة التي تشكل الجدار الخلفي للمصعد…
انتفضت من مستنقع أوهامي على صوته الهادئ
– ألن تغادري إلى غرفتك؟…
كان الباب مفتوحًا بالفعل، والرقم المضاء يشير إلى الدور الخامس عشر!
ليلتان صرعني الأرق ولم أصارعه، بل تركت له العنان يفعل بي ما يشاء أن يفعله، ولم أكلف نفسي حتى عناء السؤال المفترض أن أسأله ” من منا هذه المشيئة مشيئته…أنا أم الأرق ؟” لم أسأله!
هذا الرجل أريده، وأنا امرأةٌ تعرف ما تريده، وأنا لا أريده، أنا زوجة تحب زوجها، أحب فيه هدوءه وتفهمه وحنانه، أحب فيه تفانيه لي ولأطفالنا، أحب فيه سعيه الدائم لإسعادنا، لكن…تلك الملعونة داخلي استيقظت بعد سباتٍ طويل؛ ظننتها ماتت منذ أمد وتناثر رمادها، نثرته رياح السنين الجميلة الماضية، وذرته غبارا، لكنه فجأةً أيقظها، بل بث فيها من روحه، فاشتعلت خلاياها، تلك الأنثى اللعينة تريده، وسواء لعنتموها أو لم تفعلوا؛ هي ماضيةٌ لتحيا!
انتهت أمسية الاختتام بنجاحٍ باهر؛ وقف عامر مزهوًا منتصبًا – كشجرة كافور- كعادته، أو هكذا تخيلته كما كنت أتخيله دائمًا حتى قبل أن أراه، يتلقى التهاني من رؤساء الوفود الثقافية المشاركة، بينما عيناه بين فينة وأخرى تتجاوزهم لترصد مكاني، وتقول لي ” انتظري “، وما كان لي إلا أن انتظر!
مضينا إليه واحدًا تلو آخر، نهنئه ويهنئنا، وتعمدت أن أكون من أوائل المهنئين حتى أمنح نفسي وقتًا لضب أشيائي داخل حقيبتي؛ استعدادًا للسفر ظهيرة الغد، فالقطار لا ينتظر أحدًا، لذا يتوجب علي أن أكون في انتظاره.
هنأته وهنأني وأشاد بدوري ومساهمتي الفعالة في إنجاح الإحتفالية، وشدّ علي يدي، وأضاف هامسًا ” أريدك ”
” وأنا أريدك أيضًا ” قلتها ولا أدري حتى الآن أنبست بها شفتاي حروفًا؟ أو نطقت بها نظرتي في عينيه؟
تبًا لك يا مديري العزيز تبًا لك وألف تب!…لم لم تخبرني أنه ساحرٌ أيضًا؟ بل كبيرهم الذي علمهم السحر!
لم تكن عيناه فقط اللتان تغوصان في أعماقي، تستدعي الأنثى الثائرة بداخلي، ولم تكن نبرة صوته الصاعدة من قاع بئرٍ عميقة، فتسكرني، بل امتدت جذوره تتغلغل في أرضي العطشى للرواء، وتفترش أوراقه خلاياي، وتعيد تشكيلها، استطاعت لمساته أن تخضعني، وعنفه أن يضعفني، فأسلمت له قيادي…كم أحببت فيه قوته! وكم أحببت فيّ ضعفي!…ساعاتٌ مضت لم أدر كيف مضت! وكل ما أدريه الآن أنه أخيرًا تحقق حلمي، أقلت حلمي ؟… لا لا بل حلمها هي، وها هي شجرة الكافور تلملم جذورها، وتجمع شتات أوراقها، ينحني جذعها ويضع قبلة حانية على خدي الأيسر، ويهمس ” سأقلك بسيارتي إلي القاهرة، لذا تأخري قليلًا إلى أن يغادر الجميع ” فتحت عينيّ بتثاقل وهززت رأسي بما يعني موافقتي، ومضي بينما الفجر يعلن عن مجيئه كعادته قبيل كل صباح، والآن جاء دوري، فماذا أنا فاعلة؟
ما إن أطلق قطار السابعة صباحًا نفيره معلنًا مغادرته رصيف محطة سيدي جابر؛ فتحت هاتفي الجوال، وأرسلت له رسالتي الأخيرة
” أجمل الأحلام تلك التي لا تتحقق أبدًا، أما الأحلام التي تتحقق؛ تموت “.
تمت

القراءة:
” عندما تتحقق أحلامنا” نصٌ مستفزٌ ، مكثف جدًا و غنيّ بعوالم نفسية وأنثوية و فلسفية خصبة للتأمل. كما أنه يستفزّ الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجاباتٍ بين سطور السرد مازجًا فيها الكاتب بين الحقيقة و التخيّل..
-ما رمزيّة شجرة الكافور في النصّ ، لماذا استند عليها الكاتب في التشبيهات و الاستعارات؟
-لماذا تعلّقت البطلة بالأستاذ عامر رغم حبها لزوجها وأطفالها؟
-هل حديثها عن إقامة علاقة مع عامر كان حقيقة أم خيالًا؟
-ما دلالة الجملة الأخيرة التي كتبتها البطلة في رسالتها لعامر؟

إن أي إجابةً على هذه الأسئلة يتطلّب منا دراسة الحبكة في النص، فالحبكة هنا ليست تقليدية، بل بُنيت بأسلوب سيكولوجي داخلي، حيث التوتر والصراع لا يأتيان من الأحداث بقدر ما ينبعان من الذات، لكنها تقنيًا اتّبعت خط السرد الأفقي للحبكة الكلاسيكية، بداية، حدث مؤثّر، الذروة فالنهاية ، و لكن هل هذا كل شيء؟
بطريقة مشهدّية ندخل في عوالم البطلة حيث البداية-الهدوء و الاستقرار- هي الحياة التي تعيشها حنين في بيئة مألوفة (عمل، بيت، زوج، أطفال). حياة روتينية لا توجد أزمة واضحة، لكنها مقدمة خفية لصراع داخلي كامِن. ثم يدق أبوابها المغلقة الحدث المُحرّك (Inciting Incident)، أقصد الرحلة إلى الإسكندرية، عندما اختيرت من قبل الوزيرة بترشيحٍ من مديرها لتكون المتحدّثة باسم وزارة الثقافة في مهرجان الاسكندرية الدولي للثقافة العربية. هذا الحدث هو “النافذة” التي يدخل منها التحول- الابتعاد عن العائلة والروتين- الذي يفتح الباب للـ “أنا الداخلية” كي تخرج. ثم يبدأ التصاعد في الحبكة (Rising Action)، لقاءها بعامر، واصطدامها بجفافه وهيبته. توجيه ملاحظته القاسية لها، الأمر الذي استدعاها للاتصال بزوجها شاكيةً باكية، هذا التصاعد أججه تصاعد الجذب النفسي والجسدي بينهما، فخلق صراعًا محتدمًا داخلها بين الرغبة vs الوفاء.
لتصل الأحداث أو هذا الصراع إلى منطقة الذروة (Climax)، متمثّلة في حادثة المصعد، ثم الهمسة (“أريدك”)، حيث ترضخ للأنثى داخلها تمامًا، عندما يبلغ الشغف ذروته، تترجمها تلك العلاقة الحميمة في غرفتها في الفندق، كانت تعلم أنها حين تعيش تلك الحالة التي تشفي بها أنثاها الجامحة داخلها ستقودنا إلى الانحدار (Falling Action)، الذي انتظرنا معه نهاية للقصّة بالنهاية الرسمية للمهرجان، و إعلان عودتها لعالم الواقع. لكن هذه العودة تركتنا في حيرة أمام المشهد الحميمي الأخير، الذي كسر التوّقع، بعد ما أسمعتنا جملتها” أنا أحب زوجي و أولادي”. ماذا يدور في خَلَد حنين؟ هل استسلمت لنداء الحلم الغافي داخلها كل هذه السنين؟ هل هذه سقطتها أم انتصارها؟
نصل إلى النهاية (Resolution)، عند كتابتها جملتها في رسالةٍ لـ” عامر”، الجملة المفصلية: “أجمل الأحلام تلك التي لا تتحققأبدًا، أنا الأحلام التي تتحقّق، تموت” هذه الجملة التي قصمت ظهر الحلم الملحاح عندها فانصاعت لرغبته الشبقة ثم أقبرته
و هذا يُعيدنا إلى عنوان القصّة ” عندما تتحقّق أحلامنا” فنربطها بجملتها الأخيرة، ” أما الأحلام التي تتحقق، تموت”
و بالعودة إلى الأسئلة التي طرحتها أعلاه، ما سرّ التجاذب الذي حدث بين حنين و عامر؟
وفقًا لبعض المعايير النفسية قد يكون كسر القواعد استجابةً غير منطقيّة و تخالف ما تكوّن داخلنا من منظومةٍ أخلاقيّة، لكنه يحدث، ربما لمرّة ثم ينتهي، كيف؟ و لماذا؟ أعتقد أن كل إجابةٍ عنه لا تبرّر ما حدث. إنه ببساطة كسر النسق عندما يستفيق الحلم البكر.
فزوجها يمثل الاستقرار، الحنان، البيت… بينما عامر يمثّل التحدّي، السلطة، الغموض، والهيبة الآسرة.
في مقابل ذلك، نجد أن الأنثى التي بداخلها لم تنجذب لروح عامر فحسب، بل انجذبت لنقيض ما تعيشه: انجذبت لمن لا يبتسم كثيرًا، من لا يهادن، من يضعها في امتحان دائم… أي أنه “أيقظ شيئًا” لا “عوّض شيئًا”. من الواضح، وفق مجريات السرد، أن تعلّقها به ليس وليد لحظة ، لكنه عميق لأنه كشف لها عن منطقة داخلها لم تكن تظن أنها ما زالت حيّة. هذه المنطقة هي رحم الحلم القديم برجلٍ تشتهي أن تكون أنثاه، و يشبه عامر في كل شيء
في معرض السرد، ذكر لنا الكاتب شجرة الكافور عدّة مرّات بصورٍ مختلفة، هذا الأمر فتح أمامنا تساؤلًا عن ماهيّة و رمزية شجرة الكافور!
بالعودة إلى بعض القراءات عن شجرة الكافور، و مقارنتها بالصور التي في النصّ، اكتشفت أنها هنا تدلّ على رمز مركّب:
-الصلابة والامتداد الطولي التي تمثل عامر في هيبته وقامته وتصلّبه، هكذا تخيّلته و هي تنظر من نافذة القطار
-السكون والانتصاب بلا حركة التي تمثل لحظات الجفاء والتجمد العاطفي التي شعرت بها أمامه، خاصةً بعد أن وبخها بشأن كلمتها التي ألقتها. لكنّها على ما يبدو كانت إرهاصات لاستفاقة الحلم الغافي و إعلان عصيانه على كل التابوهات .. هذا هو ،” شجرة الكافور ” تنبت وتتجذر في ذهنها مع كل لقاء أو صدام، حتى تصبح “شجرة التوق”، تمثيلًا حقيقيًا لحلمها الغافي و لرغبتها المكبوتة التي بدأت تمدّ فروعها في انتظار أن تؤتي ثمارها.

بالعودة إلى النص، لاستقراء مفاتيحه و نقاط التحوّل فإن ما يلفت النظر جملة ” كتبت له رسالتي الأخيرة”، هل كانت لديها رسائل سابقة؟؟ نعم رسائل كثيرة كان يرسلها الحلم له، تلك الرسائل التي أفشتها البطلة و هي تتابع شجر الكافور المتمثّل في خيالها بصورة عمر الصفتي، سريع الخطى ، يركض و هي تركض لاهثة خلفه، ( حلمها منذ الطفولة) هذا المشهد الذي انقلبت فيه الأدوار عندما تخيّلت أنها تسبقه لتتركه خلفها
“تخيلته يجري مثلها وأنا أحاول لاهثةً أن ألحق به، ليستيقظ هذا الحلم عندما قابلته حقيقةً”
مشهدٌ يُعبر بذكاء عن الصراع الداخلي غير المعلن بين حنين وعامر، وهو تمهيد رمزي للعلاقة التي ستتطور بينهما فيما بعد.
و لكن أيبقى الحلم حلمًا تعيشه خيالًا أم أنه يتحوّل إلى رغبة تسعى .. فهي امرأة متزوجة ، حياتها هادئة لا تشوبها شائبة.. لكن التي في داخلها هي التي تنتفض، تصارع تقول حنين:
“هذا الرجل أريده، وأنا امرأةٌ تعرف ما تريده، وأنا لا أريده، أنا زوجة تحب زوجها، أحب فيه هدوءه وتفهمه وحنانه، أحب فيه تفانيه لي ولأطفالنا، أحب فيه سعيه الدائم لإسعادنا، لكن…”
لكن ماذا يا حنين، إلى أين يسير بك هذا التخبّط، و إلى أيّ مسافةٍ سيأخذك هذا الحلم الذي استيقظ فجأة عندما انتصب أمامك متجسدًا بـ “عامر الصفتي” الرجل القوّي، المسيطر بكل ما فيه شكلًا و مضمونًا، هذا الذي يمثّل : “التناقضات!..وقحٌ وساحر في آن واحد!.”
هذا الذي يستفزّة بعنجهيّته، يأتيك راغبًا ” أريدك”..هذا الذي يفاجئك قائلاً بصوتٍ رخيم ونبرة هادئة آسرة
“لا داعي لكل هذا ” المكياج “، لا حاجة بك إليه، جمالك الطبيعي باد، لا يخطئه ناظر”
يجذبك، يشدّك إليه بكل تناقضاته التي تبهرك و التي هي حلمك، تتخيلينه ..
“عيناه تغوصان في حدقتيّ ولا تطرفان، هنيهة وكان كله داخلي، يعبث في أوردتي وشراييني، يجذبني من شعري الملفوف كذيل فرس يشتهي جموحه، ويلصق وجهي بعنف إلى سطح المرآة التي تشكل الجدار الخلفي للمصعد…”
لكن تلك الأنثى داخلك أيضًا تعرف ما تريد ، هي أيضًا قالت له” و أنا أريدك أيضًا”
هذا الصراع الداخلي يتماهى مع الصراع الأكبر في النهاية، حيث تتخذ حنين خطوة جريئة قد تشبع الرغبة الداخلية، فإلى أين ينتهي صراعكما.. من المنتصر في النهاية، أنتِ حنين ، الزوجة / الأم.. أم حنين الحلم القديم الذي استيقظ ؟ من هي الأقوى؟ و من منكما التي ستنتصر ستكمل رحلتها..

يحتدم الصراع بين حنين الواقع و حنين الحلم، تستنكر فعل هذه الأخيرة، تقول :
“تلك الملعونة داخلي استيقظت بعد سباتٍ طويل؛ ظننتها ماتت منذ أمد وتناثر رمادها، نثرته رياح السنين الجميلة الماضية، وذرته غبارا، لكنه فجأةً أيقظها، بل بث فيها من روحه، فاشتعلت خلاياها، تلك الأنثى اللعينة تريده، وسواء لعنتموها أو لم تفعلوا؛ هي ماضيةٌ لتحيا!”

حنين الواقع تعلن براءتها من أفعال حنين الحلم، فهي ” تحب زوجها و أولادها” ..
لكنها تنحني لريحها العاصفة حتى تمرّ و تنقضي، ليصبح كل المخيال الذي عاشته في المصعد حقيقة في غرفتها.. تستسلم حنين لحلمها، تعيشه بكل أبعاده، فهو الآن “كلارك جيبيل” و هي ” فيفيان لي”، و هو الآن كما تمنّته وقتها ” أن يكون رجلي وأن أكون أنثاه” عامر لم يكن الرجل فحسب، بل كان الزلزال، الشرارة، الحريق المؤقت الذي حرّك رماد أنوثتها.
و لأنها تعلم تمامًا أن “الأحلام إذا تحققت، ماتت!” تركت الحلم يتحقق .. و هكذا مات و تخلّصت منه و معه مات عامر، لأنه كان هو الحلم.
بعودة إلى الوراء مجددًا نراها تصور لنا مشهد النهاية ، نهاية الحلم و نهاية عامر تقول :
“ضحكت وأنا أتوهم أنني سبقته، وتركته خلفي مذهولًا لا يحرك ساكنًا، كشجرة كافور منتصبة على الطريق تخطاها القطار منذ لحظة!”
و هذا ما يُفسر قولها” رسالتي الأخيرة”
أيّ امرأة أنت ياحنين! و أيّ قوّة تمتلكين .. تخرجين منتصرة، و قد أوهمتهم أنك ترضخين.. فها هو الحلم قد مات مع تحققه، مات عامر في حلمك و في قلبك و في ما تبقّى من حياتك..

💥اللغة في قصة” عندما تتحقق أحلامنا”

اللغة في القصة تنم عن دقة و إحساس عميق بالمشاعر الداخلية للشخصيات، وهي مليئة بالصور الرمزية ” شجرة الكافور/ القطار / المصعد/ ” و الاستعارات و التشابيه ” تشبيه عامر لشجرة الكافور، كناية عن الصلابة و القوة / الطباق” ليلتان ، صرعني الأرق و لم أصارعه” الطباق هنا يعكس الصراع الداخلي والتناقض بين المعاناة من الأرق وبين الاستسلام له… ” كم أحببت فيه قوّته، و أحببت فيّ ضعفي” تضادّ و طباق / التكرار ” “ابتلعته خلفية باب القاعة، وابتلعتني أحلام صباي ومراهقتي” .. ” أريدك” .. ” و أنا أريدك أيضًا/ الاستعارة ” امتدت جذوره تتغلغل في أرضي العطشى” / كما استخدم المقابلة بين الحلم و الواقع التي جعلت كل قارئ يتخيّل الوقائع بطريقةٍ تختلف عن الآخر…
هذه المحسنات التي تُضفي بعدًا جماليًا على السرد، اعتمدها الكاتب لتوصيل الأفكار والمشاعر بشكل مؤثر و مقنع من جهة و ليؤثث للأحداث من جهة ثانية فكلٍ منها لعب دوره في جعل السرد قويًا و بلاغيًا ساعد في بناء جو مشحون بالعواطف المتناقضة بين الشخوص، الذي عكس بدوره التعقيد الداخلي للصراع الشخصي الذي تعيشه حنين.

توظيف الزمان و المكان في القصّة
وظّف الكاتب الزمان والمكان توظيفًا ذكيًا يخدم تطوّر الشخصية النفسية والدرامية، ويُضفي على السرد عمقًا وجمالية رمزية.

💥الزمان
لم يكن الزمان في القصة مجرّد إطارٍ للأحداث، بل هو حامل للتحوّلات الداخلية لشخصية البطلة “حنين”، ونلمس فيه مستويات متعددة:
*الزمان الواقعي (الخط الزمني للأحداث الذي يبدأ من لحظة تلقي الاتصال المفاجئ الذي يغير مسار يومها. ثم يمتد إلى أيام المهرجان السبعة التي تقضيها في الإسكندرية. لينتهي مع رحيلها فجرًا وركوبها القطار والرسالة الأخيرة.
هذا التسلسل الزمني الواقعي يُعبّر عن رحلة من الاستقرار إلى الاضطراب، ثم إلى إدراك الغاية و تحقيق الغلبة من منظور حنين- و إن خالفت المنطق العام-
*الزمان النفسي, يتجلى في لحظات الشرود، الأرق، الارتباك الداخلي، والانفعال العاطفي. نراه عندما تسبح بأفكارها بعيدًا عن قاعة الاجتماعات، عندما تتخيل ما جرى في المصعد ، عندما تحاور نفسها، وتستسلم لصراعاتها الداخلية.
فالزمن النفسي في القصة مرن، يتسارع حينًا ويتباطأ حينًا، ويختلط فيه الواقع بالخيال، ليعكس تمزق البطلة بين شخصيتيها- الزوجة المخلصة / الأنثى المتمردة.
*هناك أيضًا الزمان الرمزي، مثلًا:
– الليلتان بلا نوم ترمزان إلى التخبط الداخلي وبداية الانفصال الوجداني.
– الفجر: رمز لصحوة مؤلمة بعد انغماس في الحلم. أو قد يوحي بزمن ولادة جديدة أو لحظة انتصار تتزامن مع نهاية العلاقة، مما يوحي أن الضوء ما هو إلّا رمزيّة الخلاص.
💥المكان
لا يقلّ المكان أهمية عن الزمان، بل يُستخدم بذكاء ليعكس مشاعر البطلة وتحوّلاتها الداخلية.
*القاهرة (نقطة البداية)، ترمز إلى الاستقرار العائلي والحياة التقليدية. هي مكان الزوج، الأطفال، الدفء، لكنها أيضًا مكان الرتابة.
*الإسكندرية (مسرح التحوّل), فضاء التحول والانكشاف، وفيه اختبرت نفسها الأخرى. فالبحر، الفندق، الكورنيش، المصعد… كلها أماكن تتبدل فيها هويتها من “أستاذة حنين” إلى “الأنثى الراغبة”.
*الفندق/ المصعد، أماكن مغلقة تعبّر عن احتباس داخلي وصراع مكبوت، فيه يتجلّى التصعيد النفسي والعاطفي والجسدي.
*البحر هو مكان للتنفيس، والبوح، والانصهار، لكنه أيضًا يفتح مساحة التأمل في الذات.
*شجرة الكافور، تظهر في أكثر من موضع كمكان رمزي متحرك وثابت في آن, مرة تراها في المشهد الخارجي من القطار. و مرة تُسقِط عليها صفات “عامر”. و في مرة أخرى تراها تتغلغل داخلها وتعيد تشكيلها.
الشجرة هنا تمثّل تجذر الرغبة والذاكرة، والارتباط اللاواعي بالرجل الساكن في حلمها و الذي يشبهها في صلابتها وقسوتها.
فالزمان والمكان في القصة ليسا مجرد مسرح للأحداث، بل يشكّلان لغة سردية موازية تعبّر عن التحول الداخلي للشخصية/ الصراع بين الواجب والرغبة./ الانقسام بين الواقع والخيال. وتكمن براعة الكاتب في توليد المعنى من المكان والزمان، بحيث يُصبحا مرآةً للروح، وليس مجرد خلفية للأحداث.

قصّة جدليةٍ بامتياز ذات طابع نفسيٍ بفلسفةٍ خاصة، قد يتبناها الكاتب و قد نتبناها نحن أو نختلف معها لكنها تفرض نفسها وفقًا لفلسفة الشخصيّة الرئيسة فيها ” حنين”

إلى مزيدٍ من العطاء
أستاذي: Mohamed Elbanna🌺

Next Post
النقد الشكلاني ومنهج تفسير الكتاب المقدس بقلم الدكتور خالد بلمصابيح استاذ المقاربات النقدية المعاصرة

النقد الشكلاني ومنهج تفسير الكتاب المقدس بقلم الدكتور خالد بلمصابيح استاذ المقاربات النقدية المعاصرة

صفحتنا على فيس بوك

آخر ما نشرنا

سخرية القدر بقلم الكاتب ماهر اللطيف
Uncategorized

سخرية القدر بقلم الكاتب ماهر اللطيف

by الهام عيسى
يونيو 24, 2025
3
رسولا الحب بقلم الكاتب ماهر اللطيف
قصة قصيرة

رسولا الحب بقلم الكاتب ماهر اللطيف

by الهام عيسى
يونيو 24, 2025
3
مترقبون حتمية الأفق بقلم حسين الذكر
مقالات

مترقبون حتمية الأفق بقلم حسين الذكر

by الهام عيسى
يونيو 24, 2025
2
الروائي الأمين السعيدي وقضايا الإنسان المعاصر بقلم ا احلام وسلاتي
مقالات

الروائي الأمين السعيدي وقضايا الإنسان المعاصر بقلم ا احلام وسلاتي

by الهام عيسى
يونيو 24, 2025
2
ارجوزة الكلام القصيدة رقم 8بقلم الشاعر محمد رحال
أدب

ارجوزة الكلام القصيدة رقم 8بقلم الشاعر محمد رحال

by الهام عيسى
يونيو 24, 2025
1

BY : refaat

2024 © جميع الحقوق محفوظة

إضاءات

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
  • ar
    • ar
    • zh-CN
    • nl
    • en
    • fr
    • de
    • it
    • pt
    • ru
    • es

© 2025 JNews - Premium WordPress news & magazine theme by Jegtheme.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In