يعقوبُ وأبناؤهُ
شعر: محمد نزير الحمصي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1
لَكَمْ أسقاكَ
أكبرُهُم هلاكا
فلا كدرٌ لهم
إلّا سواكا
ولو عافَتْ
خَلاقُهمُ صغيرًا
لما ولّتْ
مساعيهم شِراكا
2
“وقال الحلمُ جاءَ وقد أراني”
“سجودَ العالمينَ فما رؤاكا؟”
3
“همُ الأبناءُ فاحذرْ جهرَ قولٍ”
“ولذْ بالصّمتِ لا أطلقْتَ فاكا”
4
لكَم خشيَ
المغارمَ حينَ تأتي
ويفزعُ من
تناءٍ أو بتاكا
وفي الأخوانِ
مجبولٌ بكُرهٍ
وطاغٍ يرتضي
بعدًا لذاكا
5
“إلامَ الخوفُ طِفلُكَ باتَ صلبًا”
“ولا نَصْبٌ لنا لولا حِماكا”
“أإنّكَ مبغضٌ لَعِبًا ظريفًا”
“إذا أودعْت إيّانا ضناكا”
6
وغابَ الحشدُ ليلةَ حيثُ عادوا
وخاضَ الشيبُ في خوفٍ عراكا
7
“سنحلفُ أن نقولَ لك الحكايا”
“ونأسى، ما لنا إلّا رضاكا”
“ذهبنا حينها، كنّا بجردٍ”
“وما ابتعدَتْ ركائبُنا ابتشاكا”
“وقد أودعْتَنا طفلاً ضعيفًا”
“خَمولاً لا نطيقُ بهِ حراكا”
“ومن خشيَ الصّعابَ لهُ ثوابٌ”
“لذا عهِدتْ له الرّيحُ اشتراكا”
“وجاء الذّئبُ عندَ الليلِ يمشي”
“لهونا، ما درينا ما أحاكا ”
“وراغَ الأوسُ يوسفَ كان طُعمًا”
“وذاكَ الثوبُ يحملُ من دماكا”
8
وباتَ الكهلُ
مهمومًا حزينًا
وبثّ الحزنَ
للهِ ابتراكا
ولا يأوي
لعينيهِ نعاسٌ
إذا انتُهكتْ
مآقيهِ انتهاكا
وطولَ الليلِ
كم يدعو ويبكي
بقلبٍ
لا يفارقُهُ هواكا
ـــــــــــــــــــــــــ
اللوحة: يعقوب يرى قميص يوسف، الذي أخبره ابنه عنه، ملطخا بالدم،- مارك شاغال
Jacob, having recognized the tunic of Joseph that his son reported to him tinged with blood, Cagall