في مثل هذا اليوم10 ابريل2020
وفاة رفعة الجادرجي، مهندس معماري وفنان تشكيلي عراقي.
رفعة الجادرجي (6 ديسمبر 1926 – 10 أبريل 2020)، مهندس معماري وفنان تشكيلي عراقي ولد في مدينة بغداد، وحصل على جائزة آغاخان للعمارة في عام 1986، وجائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة عام 2015، ومُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة كوفنتري البريطانية في نفس العام. ودرس الفلسفة في جامعة هارفارد.
غالبًا ما يشار إليه على أنه «عراب العمارة العراقية الحديثة»، حيث صمم أكثر من 100 مبنى في جميع أنحاء البلاد. ووصفته الباحثة الفرنسية في فن العمارة الحديثة في العراق سيسيليا بييري بأنه «كان أحد عمالقة العراق في القرن العشرين». وهو عضو فخري مُنتخب في الجمعية الملكية البريطانية للمعماريين منذ 1982.
النشأة ونهجه المعماري
ولد الجادرجي في بغداد عام 1926 لعائلة ذات نفوذ يسارية التوجه. لعب والده الصحفي والسياسي والوزير كامل الجادرجي، دورًا مركزيًا في الحياة السياسية العراقية كمؤسس للحزب الوطني الديمقراطي عام 1946 ثم رئيسًا للحزب. وأشقاؤه هم نصير الجادرجي وباسل ويقظان وأمينة. أمّا جده الذي يحمل الاسم نفسه (رفعت) فقد كان رئيس بلدية بغداد أواخر العهد العثماني.
درس الجادرجي ليصبح مهندسا معماريا. في عام 1952، بعد أن أكمل تدريبه وتخرج، عاد إلى بغداد وبدأ العمل على ما أسماه «تجاربه المعمارية». تعد الهندسة المعمارية لرفعة الجادرجي مستوحاة من خصائص العمارة العراقية الإقليمية، والذكاء المتأصل فيها، ولكن في الوقت نفسه أراد الجاردجي التوفيق بين التقاليد والاحتياجات الاجتماعية المعاصرة. شرح الجادرجي فلسفته تلك في مقابلة:
منذ بداية عملي، اعتقدت أنه من الضروري، عاجلاً أم آجلاً، أن يخلق العراق لنفسه معمارية ذات طابع إقليمي ولكن في نفس الوقت حديثة، وهي جزء من الأسلوب الطليعي الدولي الحالي.
في سياق العمارة، أطلق الجادرجي على هذا النهج لقب النهج «الإقليمي الدولي». كان نهج الجادرجي متسقًا تمامًا مع أهداف مجموعة بغداد الحديثة، التي تأسست عام 1951، والتي كان أحد أعضائها الأوائل. سعت هذه المجموعة الفنية إلى الجمع بين التراث العراقي القديم والفن والعمارة الحديثة، من أجل تطوير جمالية عراقية، لم تكن فريدة من نوعها في العراق فحسب، بل أثرت أيضًا في تطوير لغة بصرية عربية.
كان رفعة أحد الشركاء في مكتب الاستشاري العراقي في بغداد. وأكمل شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة هامرسميث عام 1954. ومن أعمالهِ مبنى الاتحاد العام للصناعات، ومبنى نقابة العمال، ومبنى البدالة الرئيسية في السنك، ومبنى البرلمان العراقي. ولهُ أعمال فنية أخرى فهو المصمم للقاعدة التي علق عليها الفنان جواد سليم نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد كما أنه صمم نصب الجندي المجهول الأول في عقد الستينات من القرن العشرين في ساحة الفردوس. وصمم أيضا العلم العراقي الأزرق المثير للجدل والذي لم يعتمد.
تأثرت أعمال رفعت المعمارية بحركة الحداثة في العمارة ولكنها كانت ذات طابع محلي. معظم واجهات المباني التي صممها مغلفة بالطابوق الطيني العراقي وعليها أشكال تجريدية تشبه الشناشيل وغيرها من العناصر التقليدية ولكن بتكنولوجيا بناء حديثة.
وصل رفعة الجادرجي بالعمارة التقليدية «التحدارية» كما يطلق عليها إلى المستوى الشكلي التجريدي، فأصبح ينظر إليها كمنحوتة فنية لها خصائص تقليدية مجردة حسب مفهومه، لكنه لم يتعامل مع الفراغ المعماري بتلك النظرة التحدارية أو بتلك الخلفية التقليدية، فعندما نشاهد مساقطه الأفقية نجد أنها في كثير من الأحيان تكون مساقط أفقيه مستوحات من الحداثة.!!!!!!!!