غاب الأحبة كيف غابوا يا ترى؟
وبقيت جفني لم يذق طعم الكرى
بين وأشواق وطول مسافة
وحفيف تذكار وحلم أدبرا
وأنا هنا والوقت يهرب مسرعا
أقضي الليالي لهفة وتحسرا
كانوا هنا مثل الطيور أنا بهم
ملك وفي لج المحبة أبحرا
إني أكاد أضمهم في لحظة
وأريح قلبا بالحنين تدثرا
كالطير أرقه الحنين لدوحة
فيها شدا فوق الغصون مبكرا
أنا ذلك الطير الذي ذكر الحمى
فهمى الحنين على جناحه أنهرا !
قل للأحبة ما خطرتم ساعة
إلا وطار القلب يطوي الأبحرا
كم ذا يحن وكم يتوق لهمسكم
وعطوركم هطلت كغيم أمطرا
أين المجالس كنت فيها هانئا
ومعي الأحبة والفراق تأخرا؟
إني لأذكرهم كأني طائر
ظمآن يشتاق الخميل الأخضرا
وأمد كفي ضارعا وكأنهم
عادوا وعاد الغصن غضا مزهرا !
سأظل أرقب ركبهم بجوانح
ظمأى وقلب طائر لن يصبرا
حتى يعودوا بيننا كعنادل
عادت لدوح في البهاء تجذرا
واكون والأشواق تملأ خاطري
ملكا على عرش الحنين تصدرا !






