في مثل هذا اليوم 11 ابريل1932م..
نجاة رئيس المجلس النيابي السوري صبحي بركات من محاولة اغتيال في بيروت قام بها طالب سوري في الجامعة الأميركية.
صبحي بركات الخالدي (1889 – 1939) سياسي ترأس الاتحاد السوري (1922-1925) الذي مهد الطريق لتأسيس دولة سوريا التي كان رئيسها الأول، فصبحي بركات بذلك هو أول رئيس للدولة السورية التي تأسست في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان وما زالت مستمرة حتى اليوم.
كان صبحي بركات من الأعيان البارزين في أنطاكية زعيماً للمقاومة ضد الفرنسيين فيها خلال الثورة التي مهدت للحرب التركية-الفرنسية. بعد انتهاء الحرب انتقل بركات إلى حلب (عاصمة دولة حلب التي أنشأها الفرنسيون) واتخذ منها مقرا لنشاطه السياسي. لغة صبحي بركات التي تحدثها منذ ولادته كانت التركية، ولم يكن يستطيع التلفظ بأكثر من بضع كلماتٍ عربيةٍ متتابعةٍ صحيحة القواعد.
كان بركات بعيداً عن التيار الوطني في دمشق الذي كان يناضل ضد الانتداب الفرنسي لتأسيس دولة سورية موحدة عاصمتها دمشق. جزء مهم من هذا التيار كان يؤمن بالقومية العربية منذ أيام الدولة العثمانية وتمثل بحزب الشعب بزعامة عبد الرحمن الشهبندر في العشرينات والثلاثينات والكتلة الوطنية في الثلاثينات، وهو ما كان بركات قصياً عنه بحكم نشأته وتكوينه. لهذا السبب فضلاً عن ميله لأن تكون حلب عاصمة لسورية فإن بركات كان مكروهاً بدمشق، وقد حاول تجنب ذلك من خلال زواجه بليلى ابنة محمد علي العابد وزير ماليته وأحد أعيان دمشق لكن الزواج كان قصيراً ولم يفلح. خلال الثورة السورية الكبرى (25-1927) اتهم بتأييد القصف الفرنسي لدمشق، فطلب منه الفرنسيون تقديم استقالته لتهدئة الرأي العام الثائر، فاستقال من منصبه كرئيس لسورية في 21/ 12/ 1925.
كان بركات تركيًا من ناحية الأصول، والمهنة، واللغة أكثر مما كان سوريًا؛ وكان يتكلم العربية بصعوبة، وأحاط نفسه بحاشية من التركمان شغلت معظم الوظائف العامة العليا لا سيّما تلك المرتبطة مباشرة بالقصر الجمهوري، وعرف عنه تفضيله لحلب كعاصمة البلاد، وهو ما ساهم في تدني شعبيته رغم ما تمتع به «ذكاء وجاذبية» كما يقول ستيفن لونغريج. فاز بركات بمقعد في المجلس التمثيلي لحلب عام 1922، ومقعد في الجمعية التأسيسية نتيجة انتخابات 1928، وآخر في البرلمان السوري الناتج عن انتخابات 1931، وشغل منصب رئيس البرلمان السوري منذ 1932 وحتى 1936.
منذ سوريا العثمانية كان يتمتع بلقب «بيك» واستمرّ يخاطب به، وأسس عام 1930 الحزب الدستوري بوصفه حزبًا محابيًا للفرنسيين؛ وكانت صداقته مع الجنرال ساراي قد مهدت له إلى رئاسة الدولة السورية، على أنه انتهج سياسات أكثر تقاربًا مع الكتلة الوطنية بعد 1932. ويقول المحامي علاء السيّد إنه عرف عنه «نظافة اليد».
وفى ١١ ابريل (نيسان) ١٩٣٢: محاولة اغتيال رئيس المجلس النيابي السوري صبحي بركات في بيروت على يد الطالب في الجامعة الأميركية عبد الباسط البني بالاتفاق مع صديقه أكرم الحوراني. أشهر البني مسدسه على بركات في بهو الفندق الذي كان يمكث فيه، لكن مسدسه استعصى فهجم على بركات بسكين فأمسكه مرافقوه وقاموا بضربه. وقيل أن البني منتحراً بسكينه لكن يعتقد البعض أنه قُتل من قبل مرافقي بركات.!!!!!!