ضُمّيني ..
د.علي أحمد جديد
ضُميني ..
ودَعيني أتَوَسّدُ جرحَكْ
ياقَمراً مَجروحَ الوَجهِ
لِفّيني ..
و دَعي أنفاسَكِ تُدفِئُني
كادَ البردُ على شَفَتيَّ يَتَجمَّدْ
صُبّي فيها النارَ سَعيراً
ياأحلى قِصةَ عِشقٍ تُسرَدْ
عيوني أتعَبَها السَهَرُ
وعيونكِ في لَيلي كَوكَبْ
وأنا أتفيَّأُ ظِلَّ عيونِكْ ..
ولَسَعَ البَردُ جبيني ..
ضُمّيني .
وعدوني بِليلةِ خلاصٍ
ما أقسى أنْ أنتظرَ الآتي ..
ما أقسى أنْ أنتظرَ الموعدْ .
وصارَ لِصُّ الآفاقِ رغيفَ الخبز
وأنا مَوثوقَ الزِندَينِ أُجلَدْ
فُكّي أغلالي ياقُبلةَ سَيْفٍ
شَفَراتُ نِصالي تَتنهَدْ
في القَلبِ شَوقٌ مَشبوبٌ ..
شَوقٌ لايَهدَأُ ..
ولايَخمَدْ ..
ما أقسى أن أنتظرَ الموعدْ ..
ضُمّيني .
الخبزُ الناضِجُ من قَمحي ..
والنارُ تَتَوقّدُ من جِرحي ..
ودَمي في رَحمِ الأرضِ خَميرةْ
يُورِقُ فُلّاً ..
وشَقائقْ ..
سَتُمطِرُ أحزاني نيراناً ..
وسَيُعطي غَيْمي مَطَراً
وسَنابلَ شقراً ..
وبَيارِقْ ..
وسَينشرُ في أرجاءِ الدنيا عَبَقاً
ومُروجاً خضراً ..
وحَدائقْ .
بِلَحمي أَحمي أطفالاً ..
وبَقايا ثوبِي المَخضوبِ زَنابقْ
الأرضُ اقتربتْ مِنّي ..
الأرضُ اقتربتْ أكثر ..
منَحَتني قُبلةْ ..
دَمي يَتَجَذَّرُ في الأرضِ ..
صارَ سَنابِلَ ..
وصارَ بَيارقْ ..
فَيا أرضاً ماشَبِعَتْ دِماءً ..
ضُمّيني ..
ودَعيني في اللَحدِ أتمَدَّدْ .