كيف تبرهن على انك موجود وما المشهد الذي تتمناه في عالم الثقافة؟
الفطرة والعقل والشرع والحس كلها حقائق تتباين مع المخلوقات من الممكن أن تكون خادعة ومن الممكن أن تكون شفافة للغاية على الرغم من ان الفكرة المعبر عنها لا تحتاج إلى تبرير الوجود إذ تثير قسوة البيئة الثقافية والثمن الباهظ الذي تجلبه على المثقف الأديب و الشاعر الأريب و الناقد الغياث الحث والاكاديمي الفطن الكث انكسارات متقلبة وطبيعة مضطربة فلا أحد يستطيع أن يجيب على السؤال الاساسي بالوجود وما مصير الحياة والوعي هل هما صائران الى الموت اوعلى العكس هل يستطيعان الاستمرار للنهاية ام سنحتفظ في ذاكرتنا بهذه العلاقة المحدودة بين حال المثقف ومجرى الثقافة بل إن مسعى أي مثقف أن يسبق أحيانا سلسلة من النشاطات الفردية والاجتهادات المجتمعية و المؤسسية في ظل الكساد الثقافي العالمي حيث غدا السباق إلى الفضاء الازرق خطوة كبيرة تحركه دوافعه عبر الصيرورة الطويلة لتأنًسن الإنسان والشعور أنه قائم إلى الآن في الميدان رغم كل سيناريوهات الوقائع المتلاحقة التي لم تعد تحفز الحدس ولم تعد تبني مكونا للحياة الثقافية على الأرض فماذا يخبئ لنا المستقبل يا ترى وإلى أي حد سيمضي خيال هؤلاء الحكواتيين بالسنين القادمة مع أن أي مشروع في الحالين ينتهي بإخفاق مأساوي حيث يتبين أن الله أو الطبيعة لا يسامح غطرسة الانسان وطموحه المفرط بل ولم يهتد الانسان إلى المفاتيح التي سوف تفتح له ابواب الوجود الاستمراري فمن المناسب هنا التذكير بان السيناريوهات المستقبلية تستند كليا على حال المعارف لحظة إعدادها وفقا لظروف المرحلة الراهنة وملاءمتها لأمد طويل والامثلة التاريخية لا تعوزنا لتعزيز فكرة الوجود الحتمية والمطلقة استنادا للحصاد المحتوم من الابتكار والابداع وكما يقول روبير ب غودار(يصعب قول ما هو مستحيل لأن حلم البارحة هو رجاء اليوم وواقع الغد ) وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الراهنة يصعب تخيل أين موطئ القدم من ذواتنا أو ذات الثقافة نفسها بعد فشل التحول الثقافي والارتداد إلى الخلف من المحتمل أن يشهد هذا العقد عودة ابداعية لتوثيق الأحداث المتسارعة حيث تولد في وقت باكر وفي غياب مصاحبتنا لليل مرتجى موته من الآن أرجو أن يكون لي رصيد فيها
البرهان
بصفتي أمينا عاما للنهضة الأدبية العربية الحديثة ربما أمكن على سطح الأيام والسنين وبعدة لغات خروج ثلاثون عملا الى النور صنعت منها مقاريب غائصة في ضوء الشمس لا تلامس الا ذرا الفوهات وتبقى اعماقها دوما في الظل بغية وضعها ضمن منظور معين صالح للطرق والتحليل والانصهار
ما اتمناه
ان نبتعد عن مختلف التعقيدات التدريجية لمختلف عمليات التركيب اللغوي والثقافي فمن المهم جداً في صناعة المثقف ألا نستعجل النتائج، وأن نملك فضيلة الانتظار والصبر على الصناعة، لأن كل ما يتصل بالإنسان يتسم بالتعقيد والتطويل، وتحتاج صناعة المثقف إلى وقت لأن عمليات الانصهار الحراري بين ثقافات وحضارات الشعوب ما تزال غير مدروسة كما ينبغي أن نستعد لكي نجيز واحدة منها تقود العالم او بالأحرى صناعة تآلف لكافة عمليات التركيب اللغوي والثقافي العالمي التي ستفرض آجلا او عاجلا ساعتها ستكون عودة الثقافة خلال هذه المرحلة وقوام هدفها هو تطوير قاعدة ثقافية مأهولة في البداية بطريقة متقطعة ثم بصورة منتظمة اكثر فاكتر وفي النهاية مستمرة لذا ارجو أن يكون للثقافة العربية باع فيها وتحويلها لفائدة صناعية إذا استقبل الوجه المرئي اقل من ثلث الصورة التي تصل الى الوجه المخفي غير المستفيد من هذه الحماية لاستفادة المجتمع من الموهبة الفعالة في المكان المناسب لضمان ازدهار الثقافة العربية وإذا كان البعض يرى أن مخاطر العولمة على الهوية الثقافية إنما هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية والإرادة الوطنية الثقافية، إذ تقذف عليها مفاهيم جديدة في نظام العالم الجديد لحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، وحقوق المرأة، والتدخل في مفهوم النوع، وفي كل شيء من ثقافات لم تعرف بعد مفهوم المواطنة ويعد الاختراق الثقافي من أبرز الأساليب المتبعة من قبل قوى العولمة الثقافية في صراعها مع الثقافة العربية، فتدفق المعلومات عبر تقنيات المعرفة والإعلام والثقافة الحديثة لا يقصد منها إلا إشاعة مفاهيم جديدة في أوساط المثقفين العرب، وبالتالي التوغل إلى منظومة المبادئ والمفاهيم الأساسية للثقافة العربية وزعزعة القناعات بها، والترويج لقيم ومبادئ ومفاهيم قوى عولمة الثقافة التي تتمركز حول تفهم الثقافة الأجنبية الوافدة التي تفرض قيماً سطحية أو استهلاكية سوقية وتصبح آلية فعالة لتشويه البنية التقليدية مما يقود إلى تغريب الإنسان وعزله عن قضاياه، وإدخال الضعف لديه، والتشكيك في جميع قناعاته الدينية والقومية والأيديولوجية، وذلك بهدف إخضاعه نهائياً للنظم المسيطرة على القرية الكونية لذلك يتطلب الدفاع عن الهوية الثقافية كسر حدة الانبهار بالغرب ومقاومة جذبه، ورده إلى حدوده الطبيعية والقضاء على أسطورة الثقافة العالمية، فكل ثقافة مهما ادعت أنها عالمية تحت تأثير أجهزة الإعلام فإنها نشأت في بيئة محددة وفي عصر تاريخي معين ثم انتشرت خارج حدودها بفعل الهيمنة وبفضل وسائل الاتصال
ما الحسرة التي تود الافصاح عنها؟
ما يتأتى من الخطر الأساسي في نظري هي عمليات الهدم والبناء المتطورة لاسيما وأننا نتيجة لعمليات الهدم الممنهجة لم نعد نشهد ظهور العديد من الاتجاهات والتيارات الفكرية التي تهتم بالمشاكل التي يعاني منها الإنسان العربي منذ بدايات القرن العشرين، في ظل التطور التكنولوجي، ولم نراقب الذين قدموا أعمالا فكرية ونظرية مشتركة جمعت بينهم تحت نواة المدرسة أمثال العقاد وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس وانيس منصور وموسى صبري ومحمود درويش ونزار قباني وامل دنقل ونجيب سرور وبدر شاكر السياب للمجتمع العربي لتبقى اشكاليات برمجة الوعي واحتياجها إلى الآن وقابلهم في الغرب : ” ثيودور أدورنو” ، ”ماكس هوركهايمر” ، ”هربرت ماركوز” و”ولتر بنيامين” …، حيث كان النقد و الإدانة للمجتمع الغربي الحديث، باعتباره مجتمعا تكنولوجيا تحكميا و قمعيا، تسوده العقلنة الأداتية الصارمة ويعمه التشيؤ، وما ميز فكر أدورنو عن باقي النخبة الألمانية التي ثارت وأدانت المجتمع التكنولوجي الحديث، تمجيده الفن باعتباره منبع احتجاج ونموذج كل جدل سلبي، وبالتالي تحميل الفن بمهام حضارية كبرى تتمثل في تفكيك آليات المجتمع التحكمي، وتعرية الوجه الأخر للحداثة الأداتية، وبالتالي فضح آليات الصناعة الثقافية التي تكرس لإنسان ذو البعد الواحد التي تقوم بها الحركات الماسونية والصهيونية والامريكية والنازية الجديدة واللوبيات الفرعية وحركات المتنورون الممنهجة لتركيب قاعدة جديدة على المدى البعيد والتي تعد احد الاهداف الكبرى لمشروع السقوط الكبير وطمس الهوية العربية ثقافيا وحضاريا وخلافا لذلك ما زالت الكيانات والتشكيلات الثقافية في بلداننا العربية تعمل بعشوائية دون النظر لتوفير الطاقة الضرورية بغية الحفاظ على مشروعاتنا الثقافية وفق المقدرات التقنية لحضارتنا مما يسمح لها بأن تكون مرئية من النقطة نفسها وليست بمعزل عن المظاهر الاستراتيجية.
الكتاب هو الرفيق الاوحد لبلوغ اي هدف ارضي وسماوي اذا لا عباده ولا معرفه دون كتاب هل سنشهد عودة للكتاب في ظل انهيار الثقافة وما تشهده اليوم ؟
نحن نمر بمرحلة الثقافة المتوحشة فلم يعد الكتاب هو الجوهرة التي يلتف حولها الحالمون لقد اجريت عدة تجارب من هذا النوع في فضاء المعارض بعدة بلدان عربية خلال العشر سنوات الماضية على الرغم من أن بعضها ابدت حماسة اولية وفق شروط مثالية قد تطور معارفنا الا انه ليس هناك في الوقت الحالي أي مشروع جدى جاذب للاستثمار فالتجارب في هذا المدار تكلف حاليا نظرا للظاهرة المعقدة من التسويق الالكتروني لأن الاموال العامة تزداد ندرة في الظرف الراهن ولئن خلا الخطاب الثقافي من المضمون صراحة فقد تضمنه بطريقة غير مباشرة لأن المثقف إذا تراجع وتلكأ فإنه يقلد كي لا يفقد شعبيته وتذوي ذكراه إذ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﺭﻧﺖ ﺑﺒﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺼـﺮ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣًﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻁﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺸﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ، ﺑﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ.ﻭﺿﻌﻴﻔﺔ ﻳﺘﻬﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، لذلك فإن ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻊ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺗﻨﺘﺞ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺭءﻭﺱ ﺃﻣﻮﺍﻝ لا محدودة مرتبطة بعمالة ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺗﻤﺮ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ، سيكون لها بالغ الأثر ﻟﻴﻈﻬﺮ ﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺂﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﺗﻮﻟﺪ ﺛﺮﻭﺓ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﺐ .ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺗﻮﺍﺻﻼ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺑﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻠﻘﻲ .ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺑﻞ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
بعد هذه المسيرة الطويلة من الابداع والعطاء كيف تنظر الى الادب العربي وهل وصل الى حيث ان يصل لماذا نقرا لإعلام الآداب العالمي ؟
تعتبر الثقافة الوعاء الذي يحمل كل قيم ورموز وسلوكيات امتنا الأمة العربية التي حافظت خلال سنين طوال على خصوصية ثقافية تميزها عن غيرها من الأمم، وبقي هذا الوضع حقيقة ثابتة تاريخياً حتى بدء انتشار العولمة بشكل كبير عبر آليات مختلفة، حاولت من خلالها خلق وصياغة نمط واحد للتفاعل العالمي، وذلك بدءاً بتوحيد أنماط الإنتاج وتقليصها إلى النمط الرأسمالي، ومن ثم الانتقال إلى إنشاء مؤسسات معولمة قادرة على فرض هذا النمط، وصولاً إلى محاولة خلق ثقافة واحدة للعالم المعاصر تتميز بأنها ثقافة غربية تتيح للقوى الغربية السيطرة لاحقاً على آخر الموانع والعقبات التي تحول دون تقدمها واكتساحها العالم، وهذا المانع (الثقافة) الذي يصيغ وعي الناس داخل المجتمع، ويحدد مواقفهم في كثير من القضايا بدءاً بالشراء والاستهلاك وصولاً إلى كيفية فهم العالم، والموقع الذاتي للفرد والجماعة فيه ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻅﺮﻭﻑ ﻋﺼﻴﺒﺔ ماثلت تلك الظروف التي واكبت سقوط الدولة الاسلامية بالأندلس وعقوبة ابن رشد من لعن فسقطت الاندلس ولم تسقط الأفكار فمازالت حية تتناقلها الاجيال وما ذكره الكاتب الدكتور سليمان دنيا في كتابه تهافت التهافت في معركة الخرافة والعلم: قد كان في سالف الدهر قوم، خاضوا في بحور الأوهام… فخلدوا في العالم صحفاً مالها من خلاق، مسودة المعاني والأوراق.. يوهمون أن العقل ميزانها، والحق برهانها… ونشأ منهم شياطين يخادعون الله والذين آمنوا… فكانوا أضر عليها من أهل الكتاب… وهؤلاء قصارى همهم الغمومة والتخييل، وبث عقاربهم في الآفاق.. لهذا كان الإيمان المطلق بتجديد لغة الخطاب والربط بين شرارة العقل المفكر وحياة العقل داخل المجتمع في صور شتى فلم نتصرف كما تصرف الرهبان بل خرجنا عن التيمات والقوالب المتوارثة والتأويلات إلى فضاء رحب من التراجم برسائل لاهوتيه في إطار من العلم والتسامح والسلام في تحسين العقل لدي المثقف الغربي ولم نعتمد على حجج دامغة لتاريخ ثقافي مشرف وطويل بل اعتمدنا على حرق الأفكار بالحجج والبراهين لتطويق الظلام الفكري وضيق الأفق والتعصب في معرض التلويح بأن الانسان موجود مهما كانت اللغة والدين ولن اردد
ما قاله أبو إسحق إبراهيم بن الدباغ الاشبيلي:
وقائلة أراك تطل تفكــــــرا كأنك قد وقفت لدى الحساب
فقلت لها أفكر في عقــــاب غدا سببا لمعركــــة العقــــــــاب
فكل المعارك خسارة إلا أن معارك المكون الثقافي قادرة على إشاعة الروح والبقاء
كيف ترى صوره العربي عند الاجنبي عند العدو الفاعل والمتربص بنا ؟
نحن نعيش حالة من «صدام الحضارات»، حسب تعبير الباحث الأمريكي صمويل هنتنجتون، الذى تحدث عما سماها خطوط التقسيم بين الحضارات، باعتبارها نقاطاً تفجر الصراعات في المستقبل، وهى تحل في نظره محل الحدود السياسية والأيديولوجية لحقبة الحرب الباردة، الأمر الذى يعنى حتمية المواجهة بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وقد انعكس هذا على العديد من الأدبيات السياسية الغربية، التي راحت تتحدث عن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى استمر في مواجهة مع الغرب طيلة التاريخ. ، فقد استمر وعى الغرب بصورة العربي الموروثة عن القرون الوسطى يقوم على أسس انفعالية مجبولة على العداء، وهذا الوعى المشوه واصل سيره حتى القرن العشرين، بتعديلات محدودة، ليساهم في علاقة التبعية بين الدول العربية والغرب، مثلما ساهم في حركة الاستعمار. وبالطبع فإن هذا التصور العدائي والمتحامل لا يمكن رده إلى الأفراد، بل إلى المنظومة الحضارية الغربية برمتها، في جوانبها السياسية والاجتماعية والإعلامية. ويعزى هذا الإدراك المشوه إلى جهل الغرب بالماضي والحاضر العربي، وهنا يقول بشارة خضر، في كتابه «أوروبا والوطن العربي: القرابة والجوار»، إنه باستثناء بعض الاختصاصيين، الذين تكبدوا عناء تعلم اللغة العربية والسفر مراراً إلى الوطن العربي والبحث عن المعلومات من مصادرها الأولى، فإن الغربيين قلما يعرفون، وبشكل سيئ، واقع الوطن العربي، ولنقل إن شئنا إن هذا الواقع متحرك لدرجة يبدو عصياً على الإدراك. وعدم العودة إلى المصادر، أو تعمد التحيز، جعل وسائل الإعلام هي المنفذ الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، في تشكيل الصورة العربية الإسلامية لدى الذهن الغربي. وهنا نجد أن الإفراط في الإعلام الحدثي يميل في الغالب إلى تشويش الأفكار وخلط الأوراق وعلى الرغم من الجهود الواقعية لرسل الخيال لم يكن لديهم من شيء يقترحونه سوى وسائل نقل خادعة اكثر باطنية من ظاهرها لعزل الأمة العربية وثقافتها في قرية صغيرة
ومما وصل إلينا من علم العرب قبل الإسلام، على أن التدقيق في أشعارهم يدل دلالة واضحة على أنهم كانوا ذوي نظر نافذ وقريحة وضاءة يستدل بها على استعدادهم الفطري لاستيعاب المعارف، على أنه لا ينبغي أن نغفل عن أن ما ضاع من آثار الأقدمين، وبخاصة علومهم التي لم يقيدوا إلا طرفًا منها، يحول دون الحكم الصحيح على مقدار ما حصلوا من المعارف والفنون المختلفة، ولا يخرج العرب عن حكم ذلك فإنهم في جاهليتهم تجري عليهم الأحكام التي جرت على غيرهم من أهل الحضارات القديمة، وهم في إسلامهم قد نزلت بهم من النكبات والكوارث ما لا يقاس به ما نزل بالأمم الأخرى، إلا أن يكون القياس مع الفارق البعيد. ولو رحنا نتلمس أسرار هذه القوة وأسباب تلك العظمة لوجدناها في إلهام الطبع وسلامة الفطرة وجاذبية المثل الأعلى، وأيضا في القابلية الطبيعية لفقه الحضارة، وهي صفة لا تكتسب عفو الحاضر ولا طوع التقليد. وإنما تتأصل في الشعب بتقادم عهده في الثقافة، وطول رياضته على التمدن. فالعرب لم يكونوا جميعًا كما يصورهم الأدب القديم جفاة الطباع بداة الاجتماع. وإنما كان منهم في اليمن والحجاز والشام والعراق متحضرون لابسوا أرقى أمم العالم بالتجارة منذ ألفي سنة، وكان لهم قبل الإسلام ثقافة أدبية ومدنية لغوية لم يكن من المعقول أن تظهرا في التاريخ فجأة. فإن تطور الأفراد والشعوب والأنظمة والعقائد تدريجي بطيء لا يبلغ كماله إلا حالًا على حالٍ ودرجة بعد درجة.. فنحن اصحاب حضارة هذبت العالم وثقافة حررت العقل، ولم يكن ذلك مستطاعًا لغير الأمم الموهوبة فما بالكم ونحن في الألفية الثالثة لذلك اخذنا على عاتقنا تجديد لغة الخطاب
ادبنا ادب انساني جميل بعيد عن العنصرية فالقارئ العادي في بلاد الاغتراب لم يصله هذا الادب الراقي فهل اللوم على الادب وهل تنقص الموارد المالية لذلك؟
يجب أن نستورد ثقافتنا من جديد يجب أن نعيد خلق الفارابي والكندي وابن سينا وابن خلدون والغزالي يجب ان نعيد نشر المؤلفات والمعلقات والمناظرات والهجائيات بأسلوب حضاري وشيق يواجه السرعة والجهل المتراكم فالاستيراد التاريخي في أوروبا لم يقم بين ليلة وضحاها إذ رغم أن أثر عصري النهضة والتنوير كان سببًا في تقدم دول القارة، فقد اعتمدا بشدة على التاريخ الكلاسيكي لأوروبا بقيمها وفلسفاتها وفنونها ليكن هذا المستقبل أطول وأعقد وأغنى بالأحداث من كل ما استطاعوا أن يتخيلوه إذا كان الخيار الواضح يقوم على العلم فإنه يجب صناعة الثقافة في محورين، الأول منه يخص صناعة الثقافة من خلال الرجوع لظهور المصطلح وتطور المفهوم، ومن خلال التطرق كذلك لمجالات وعناصر الصناعات الثقافية. أما المحور الثاني منه فيخص الإعلام الثقافي ومن خلاله التطرق إلى بداياته ومفهومه والفئة المستهدفة منه، وكذا الدور الذي يلعبه الإعلام الثقافي ومقوماته وأهدافه. ولنخلص إلى أن وسائل الإعلام الجادة بإمكانها أن تلعب دورا تثقيفيا مُهما إذا ما تخلصت من الهيمنة السياسية والاقتصادية وتجنبت ترويج ثقافة الاستهلاك لتساهم في ضمان الأمن الثقافي للمجتمع، وذلك عبر البرامج الثقافية الهادفة التي تسعى للحفاظ على الهوية الثقافية، وفي ذات الوقت، التفاعل والانفتاح الهادف والواعي على الثقافات الأخرى. فقد شجع ابن خلدون على التبادل الثقافي كوسيلة لتعزيز التفاهم والتعاون بين الحضارات. وأكد على أهمية دور اللغة كأداة أساسية للتواصل بين الثقافات.
ما هي مسؤولية الناقد وهل النقد منحاز ؟
هناك فرق بين النقد والانتقاد بين النقل والاستنطاق من لا يقرأ شيئا جرى به قلمه أو أملاه لسانه غلبه اتباع المنهجية التطويعية في تحليلات الناقد ولا شك ان صنيعا كهذا ينطوي على نزعة تبريرية أكثر منها علمية مقبولة فعندما تقرأ كتابا ويعجبك كثيرا تسأل نفسك ما هو المميز في هذا الكتاب وما هو سر اعجابك في هذا الكتاب ويستطرد محمد غنيمي هلال في شرح مسئولية الناقد بطريقة علمية صحيحة بمعنى تحليل الشىء واظهار عيوبه ومزاياه مهما كان اسلوب ناقد ,وهو فعل غير منحاز دون اتهام او اعتداء . يركز على الافعال و افكار واعمال لا الاشخاص سواء كانت السيئة أو الحسنة ويقوم بطرح الامور السلبية ليقوم بمعالجتها وليس لمجرد الانتقاد فهو يبحث ويطمح للحلول مستقبلية بطريقة متزنة والنقد يهدف الى تصويب الخطأ وتعزيز الصواب فالنقد لا يكون لمجرد النقد فهو عملية تقييم وتقويم
هل العمل الادبي تحت مجهر الناقد ام الناقد تحت مجهر العمل الأدبي؟
على اولئك الذين يريدون طرق الأصقاع المجهولة والنائية لتؤوي مدنا وبلدانا ولدها الفكر الطوباوي ثمة افكار اخرى على الطريق فتحتها جمهورية افلاطون توماس كامبيلا مع مدينة الشمس وتوماس مور مع مدينته الفاضلة وفرانسيس بيكون في كتابه الضخم اطلانطا الجديدة الذي وصف فيه رجال علم انقياء يعتمدون فيه محاور ذات اولويه في البحث والتقدم ومن ثم تأتى فائدة هذا النظير لاستراتيجيتنا في النقد على الأمد البعيد وما قدمه الدكتور محمد عبد الكريم مسعود رئيس اللجان الفنية بالنهضة الأدبية العربية الحديثة من مؤلفات على مدار عقود خير شاهد ودليل فلا يجب أن يغفل النقاد انهم اصحاب ذوق رفيع في فهم الكلمات واختيار المعاني الجمالية منها ونبذ الرديء ويملكون حسا لغويا رائعا فإن ما نراه اليوم لا يرق لما يرى ويقرأ وفي قراءة لاثنين من أبرز المفكرين المعاصرين: الأول، المفكر المغربي “المهدي المنجرة” والثاني المفكر المصري “مصطفي النَّشَّار” حول وضع الثقافة العربية والإسلامية، ومدى معاناة المثَّقف العربي من أزمة التَّبعيِّة للثَّقافة الغربية، تحت تأثير الثقافة الغالبة- ثقافة العولمة المتوحشة التي تسعى لقهر ثقافات كل شعوب العالم، والتي تم اختزالها في الثقافة الأمريكية- كما ندَّد مفكرينا برفض الانصياع لقيم الديمقراطية والتبعية وقاما بوضع آليات لتحديد أسباب الأزمة الثقافية العربية ومساراتها، وكيفية الخروج منها عن طريق الحلول العملية الناجحة من خلال مبدأيِّ: المواجهة والمحافظة. وقد تم استخدام المنهج التحليلي النقدي؛ حيث تحليل رؤية هذين المفكرين تجاه الأزمة، ثم محاولة نقدها كلما استدعى الأمر ذلك
هل يجب على الاديب ان ينطلق من فكر ايديولوجي الا يحد من الابداع ام هو رافد داعم؟
إذا كنا قد رسمنا بانوراما تاريخية لأولئك الذين يشقون الطريق إلى الحرية الفكرية والمناخ العقلي الجديد الذي سوف يشق الطريق للحضارة يبقى أن نختم بقرار اللعنة الذي صدر أيضاً ضد اسبينوزا المفكر الهولندي الذي كتب في حياته كلها أربع كتب فقط منها (رسالة في اللاهوت والسياسة) و (رسالة في تحسين العقل) وكما يذكر صاحب كتاب (قصة الفلسفة) ويل ديورانت، أنه لم يتجرأ على نشر كتابه الأخير (الأخلاق مؤيدةً بالدليل الهندسي) فإننا يجب أن نتوقف عند نظرية الاحتلال الغامض وتأسيس الطرح النقدي وفق منطق وشروحات ابداعية في مسائل الجزئيات والنفس والصفات كما اهتم بها العقاد لا أن نحذو مثالا لمراعاة ومجاملة التقاليد بالتقليد كما يبدو أن العولمة لها أساس أيديولوجي حيث أنها تأسست على التقاليد الاقتصادية الرأسمالية بفرضياتها مثل تطوير الأسواق الحرة والملكية الخاصة واتخاذ القرارات المفتوحة والحرة وآلية السعر والمنافسة بالإضافة إلى انفتاح التدفقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية المتنوعة في كل من المعلومات باختصار، مفهوم الثقافة له تعريفان رئيسيان. من ناحية، الثقافة هي مجموعة متكاملة من القيم والمعايير والسلوكيات التي اكتسبها البشر كأعضاء في المجتمع. حيث لا يبدو أن التفاعلات بين العولمة والثقافة ظاهرة حديثة. في الواقع، لا سيما مع تأثير العولمة على الثقافة، نقطة خلاف في الأدبيات؛ حيث تم تطوير وجهات نظر نظرية مختلفة لدراسة هذه التفاعلات.لكننا بعيدين عن مجالات القيم والابتكارات التقنية من اجل احداث ثورة ثقافية في العصر الحديث
مدرسه النهضة الأدبية ساهمت في احداث تغيير ومواقف وتحولات تاريخيه ومنجزات حضارية ومفاهيم فكريه ماهي مشاريعها المستقبلية؟ هناك من يتساءل الى اين يمضي الابداع الادبي في ظل التسارع المادي للحياة؟
إذا كان الامر متصل باكتشاف مستقبلنا الثقافي على مدي متوسط وطويل وطويل جدا والمدى الأخير يعني بالأحرى الحدود الراهنة لقدرتنا على التوسع والاستمرار في المستقبل فمنذ نشأة النهضة الأدبية العربية الحديثة كمؤسسة شاملة جامعة وعلى مدار عشر سنوات شكلت تمرينا في غاية الوعورة بين العوامل التقنية والأسباب الإبداعية لفتح سبل جديدة امام المثقف العربي بعيدا عن حيوية النوع في فتح سبل جديدة حتى لو لم تملك القدرة على الاستبصار حينها لكننا اسهمنا في أن نمنح شكلا لهذا المستقبل بوصفه غير متوقع وذلك بالاستناد الى معارفنا ومشروعاتنا الراهنة لذلك فإن وجودي وثيق الارتباط بمشروع النهضة العربية من خلال مدرسة النهضة الأدبية العربية الحديثة وما قدمت على مدار سنوات حيث شكلنا رؤي فلسفية عربية معاصرة، تألقت بسبب روادها الذين أَثْرُوا الإنتاج الفلسفي والثقافي للمدرسة الأدبية في مختلف أجيالها، امثال الشاعر المصري الراحل عبد الله الشوربجي والشاعر المصري الراحل اصلان ابو سيف والشاعرة الأردنية القديرة سمية الحمايدة والاستاذ الدكتور محمد مسعود من سوريا وغيرهم ممن شملتهم عين الإبداع إذ تُشكل هذه المدرسة انعطافا مهما في مسيرة الفكر العربي و الأوروبي المعاصر، حيث كان لها الأثر الكبير والفاعل في صياغة نظرية نقدية، تتلخص مهمتها النقدية للكشف عن تناقضات هذا الواقع الراهن. فالمجتمع الرأسمالي الصناعي كشف يوما بعد يوم عن اغتراب الإنسان وتشيئه. ولقد حاولت الإيديولوجية الرأسمالية استخدام الثقافة بمختلف مظاهرها عن طريق ربطها بالصناعة لفرض هيمنتها على الفرد، فبرز ما صار يعرف بـ”صناعة الثقافة ” والذي أعتبر موضوعا رئيسيا في أعمال مدرسة النهضة الأدبية
كيف نصدر الثقافة العربية للغرب من وجهة نظرك وانت لك باع طويل كرئيس لمدرسة النهضة الاديبة في التعاون الجاد والمثمر مع المنظومات الثقافية الغربية؟
الحرية والمستقبل وهمان عنيدان إذ تملكنا شعور بعدم الرضا والتذمر من سدنة القوالب القديمة لذلك تأملنا البدائل وتبنيناها عبر سلسلة من الأهداف وعصينا التقاليد والطقوس الثقافية القديمة ومارسنا اهدافنا ونجحنا رغم عدم وجود المكون المادي الذي يساعد على الاستمرار بل نادينا نحن النهضة الأدبية بتحول إصلاحي ثقافي متدرج يسعى للإبقاء على ذات النظام الحضاري للثقافة العربية ولكن بصورة تسمح بابراز الجوانب المضيئة دون فرض أو إجبار فمن أهم شروط الانتساب للتاريخ التكيف والسيطرة من أجل البقاء لهذا كان السعي لتصدير المحتوى الثقافي سعيا جوهريا من الأطراف إلى الحواف وتدبر التفاوت بين اللغات بقراءة حرة ومضبوطة ليبني بما هو درس فكري بل لأنه نادراً ما يتم التعامل مع تأثيرات العولمة كعامل محدد يؤثر على المجتمعات وثقافاتهم. بتعبير أدق، لا يزال التفاعل بين العولمة والثقافة قيد البحث، ونقاش العولمة الحالي في هذا الصدد حديث نسبياً. على نفس المنوال، لم تتمكن الأدبيات من التأكيد على ما إذا كانت مفاهيم مثل الأمركة والمكدونالدية مرادفة للعولمة. في عالم بلا حدود بشكل متزايد يتأثر بعولمة الاقتصادات، يغذي الحفاظ على التنوع الثقافي ردود الفعل المتناقضة والمثيرة للجدل. هناك تأكيد على التغييرات والخسائر المحتملة التي تفرضها العولمة على الثقافات المحلية والتقليدية،
هل وزارات الثقافة برايك تدار وفق متطلبات كل مرحلة ام ان هناك ضعف وتردي في الاداء اذا كان ذلك ماهو المطلوب اليوم؟ الثقافة معين وليست معيار
حينما أشار ابن خلدون بقوله وكأن لسان الكون نادى بالخمول فاستجاب. علامة على الانهيار والسقوط لأن الثقافة تهتم ببيئة متميزة لمجتمع يتشارك الأعضاء حولها المعنى والقيم. حيث تتكون الثقافة من أنماط، صريحة وضمنية، للسلوك المكتسب والمنقول عن طريق الرموز، والتي تشكل الإنجاز المميز للجماعات البشرية، بما في ذلك تجسيدها في المصنوعات اليدوية؛ يتكون الجوهر الأساسي للثقافة من الأفكار التقليدية وخاصة القيم المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، يتم التمييز بين الثقافة الموضوعية، والتي تشير إلى الجوانب المؤسسية للثقافة، والثقافة الذاتية التي تركز على النظرة العالمية لأفراد المجتمع لذلك لن نظلم انفسنا او نظلم وزارات الثقافة في تردي الدور المنوط حيث استخدمت ثقافة جديدة تجعل منها علامة تجارية بعيدا عن الالتزام بالقواعد الاجتماعية والثقافية وصناعة عنصرا للتمايز من وجهة نظر اقتصادية
المطلوب اليوم
صناعة نسبية تمكن الثقافات المتنوعة من التعايش. وفي الوقت نفسه، تزيل الموازنة الثقافية كافة الاختلافات الثقافية التي تجعل الشخص فريدًا. علاوة على ذلك تصدير ثقافة بيضاء بما يُعرف بـ التبادل الثقافي والانتقائي للموازنة الثقافية بين الأمم بعيدا عن الحداثة المترددة مع احتفاظ كل امة بفقه اللفة وتقليدها الثقافي
ماهي رسالة محمد عبد العزيز شميس اليوم ونحن نعيش عصر السرعة وهي مقياس ومعيار كل شيء
إذا كانت الأزمة أعمق من هذا المستوى الذي نعيش فيه لأنها تحيل على أزمة الثقافة في العالم العربي سواء على مستوى تطويرها الداخلي أو على مستوى تصديرها.فمتى سننشر ثقافة عربية نوعية قادرة على إبراز ثرائها وتنوعها ومدى انخراطها في سياق الثقافة الإنسانية. فثقافة المرء عندي وجهة نظر وثقافة المجتمع علم وثقافة الدولة حضارة لذلك يجب الإيمان بشرعية الوجود الثقافي على حساب مفهوم الوطن الإقليمي والمساهمة في تصدير ثقافة عربية بيضاء في ظل الخيارات السياسية القائمة حاليا فالعلم شأنه أن يحلل ما بين يديه لا ان نفاضل فيه ونختار لصناعة التجانس في الرفض والقبول وكذلك ابراز رؤية عربية موحدة لثقافة مشتركة ( المنهج الويستفالى ) انموذجا لعرض موروث اسلافنا بعيدا عن النقل والمحاكاة في إطار عربي جديد
وليبقي السؤال
ثقافة الغد كيف نريدها أن تكون؟





