في مثل هذا اليوم 15 ابريل1928م..
ميلاد موسى الصدر، عالم شيعي ومؤسس حركة أفواج المقاومة اللبنانية – أمل.
موسى صدر الدين الصدر (15ابريل 1928 – اختفى في 31 أغسطس 1978) هو رجل دين وزعيم سياسي لبناني أسس حركة أمل.
ولد في مدينة قم في إيران، وخضع للدراسة الأكاديمية والدينية فيها. غادر إلى النجف لإكمال دارسته الدينية لكنّه عاد إلى إيران بعد انقلاب 1958.
بعد عدّة سنوات، ذهب الصدر إلى مدينة صور، كمبعوث لآيات الله حسين البروجردي ومحسن الحكيم، واستطاع الصدر بناء مجتمع حيوي للسكان الشيعة في لبنان، وأسس العديد من المنظمات والمدراس والجمعيات الخيرية بما فيها أفواج المقاومة اللبنانية التي تعرف بحركة أمل.
في 25 أغسطس 1978، رحل موسى الصدر إلى ليبيا مع إثنين من أصحابه للإجتماع مع المسؤولين الحكوميين بدعوة من الرئيس معمر القذافي. شوهد الثلاثة لآخر مرة في 31 أغسطس، ولم يسمع منهم أي شيء مجددًا. ظهرت نظريات عديدة حول ظروف اختفائهم، إلا أن أيًا منها لم يُثْبَت. يظل مصير الصدر حتى اليوم مجهولًا.
النشأة
في 4 يونيو 1928، ولد موسى الصدر في منطقة جهار مردان في مدينة قم الإيرانية.
إلتحق بمدرسة حياة الإبتدائية، حيث تلقّى دروسه الدينية بنظام الفصول المتقطّعة، وبدأ فصله الدراسي الأول في 1941. يصفه معلّموه بأنه «متعلّم سريع وواسع المعرفة لشخص في سن صغير»، حتى إنّه بدأ بتدريس التلامذة الآخرين الدورات والدروس الأساسيّة. تزامن ذلك مع الفترة التي تقرّبت فيها السياسات الإيرانية من الحركة الليبرالية، وتحوّلت البيئة السياسيّة إلى بيئة علمانيّة ولذلك شعر رجال الدين وقتها بالتهميش في المجتمع الإيراني.
من أجل أن يحظى بتأثير في الحياة العامّة، أدرك الصّدر أن عليه أن يتقرّب أكثر من «العلم الحديث والعالم المعاصر». دفعه ذلك إلى أن يبدأ دراسة أكاديمية وعلمانيّة إلى جانب دراساته الدينيّة. إنتقل إلى طهران، حيث حصل على شهادة في الفقه الإسلامي والعلوم السياسيّة من جامعة طهران، وتعلّم إلى جانب ذلك اللغة الفرنسية والإنجليزية. ثمّ عاد إلى قم ليدرس علم الإلهيات والفلسفة الإسلامية تحت يد العلامة محمد حسين الطبطبائي.
عائلة الصدر
ولد الصدر لسلسة من علماء الدين تعود أصولهم إلى جبل عامل في لبنان. تعدّ العائلة فرعًا من آل الموسوي، وتنتسب إلى الرسول محمّد عبر ابنته فاطمة من خلال الإمام موسى الكاظم.
جده الكبير صدر الدين محمد بن صالح شرف الدين وهو عالم شيعي كبير، ولد في شحور، وهي قرية قريبة من مدينة صور، غادر إلى النجف بعد حالة من الفوضى في البلاد وإستقرّ فيها. ابن شرف الدين، صدر الدين، إنتقل إلى أصفهان، والتي كانت في تلك الفترة أهم مركز للتعاليم الدينيّة في إيران. لكنّه ما لبث أن عاد إلى النجف قبل فترة قصيرة من وفاته في 1874. أكبر أبنائه، إسماعيل صدر الدين كان قد ولد في أصفهان، وأصبح لاحقًا مجتهدًا.
والد موسى الصدر يدعى صدر الدين، وهو ثاني أبناء إسماعيل، ولد في العراق تحت حكم العثمانيين، وتحديدًا في الكاظمية. تزوّج ابنة آية الله حسين الطبطبائي القمي، وأصبحت لاحقًا أم موسى الصدر.
الدراسة الدينية
في العراق
بعد وفاة والده في 1953، رحل الصدر من مدينة قم إلى النجف، ليقوم بالدراسة الدينيّة تحت آية الله محسن الحكيم وأبو القاسم الخوئي. وجد هناك معلمّين من أمثال: الشيخ مرتضى الياسين، الشيخ حسين الحلي، الشيخ صدرا بادكوباهي، ومنهم من أصبح مرجعًا بعد وفاة آية الله حسين البروجردي. بات الصدر مجتهدًا في النجف، وزار لبنان عام 1955 عندما إلتقى بعبد الحسين شرف الدين، وكان قد قابله سابقًا عند ما إستضافته عائلته في طهران عام 1936. في نفس السنة، عاد إلى النجف، وتزوّج ابنة آية الله عزيز الله الخليلي في خريف 1956.
العودة إلى إيران
بعد حركة تموز 1958 والإطاحة بالحكم الملكي في العراق، رجع الصدر إلى إيران. هناك، وافق على عرض علي دافاني، الذي أرسله آية الله محمد کاظم شریعتمداری، وصار محررًا في مكتب الإسلام، وهي مجلّة تصدرها الحوزة في قم ويدعمها آية الله البروجردي. ساهم الصدر في القضية الثالثة بالمجلّة، مركزًا على الاقتصاد الإسلامي، حيث كان موضوعًا شائعًا في تلك الفترة. مقالاته في هذا الشأن نشرت في كتاب منفصل. أصبح مسؤولًا عن المحررين في الفترة التالية. في ديسمبر 1959، غادر المجلّة، إلى جانب العديد من مؤسسيها الأصليين.
الحياة في لبنان
رفض موسى الصدر عرض البروجردي في الذهاب إلى إيطاليا كممثل عنه، وفضّل الانتقال إلى النجف. هناك، أقنعه محسن الحكيم في أن يقبل دعوة وجّهت إليه ليكون شخصيّة قياديّة شيعيّة في صور، ليخلف بذلك عبد الحسين شرف الدين الذي توفّي عام 1957. وبالفعل، غادر إلى صور مع نهاية عام 1959 كمبعوث عن البروجردي والحكيم. بطلب من بعض علماء الدين، توجّه الصدر عدّة مرات إلى إيران ليقدّم محاضرات مختلفة مثل «الإسلام دين الحياة» و«العالم جاهز ليقبل نداء الإسلام»، وعرض في الأخيرة نتاج خبرته في لبنان وأكّد على ضرورة العمل لمصلحة المسلمين.
من أبرز أعماله:
تفعيل عمل جمعية البر والإحسان في مدينة صور، والتي كان قد أسّسها عبد الحسين شرف الدين.
بناء مدرسة جبل عامل المهنية، والتي تعتبر أوّل صرح علمي في الجنوب، بل في مناطق الشيعة عامّة، والتي تخرّج حتّى الآن المئات كل عام، كما قامت هذه المدرسة في تخريج بعض الشهداء الذي استشهدوا في عمليّات نوعية ضد إسرائيل.
تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية المعروفة بحركة أمل في عام 1974، وقد صادفت بداية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بشقيه: محافظة الجنوب ومحافظة النبطية، فكان لحركته من أجل المحرومين السبب الرئيسي في إزالة ذلك العدوان، ودحر فلول المحتل الإسرائيلي. ومع ذلك فقد نأى بنفسه عن التدخل في حرب لبنان الأهلية بل سعى لإنهائها حيث كان قد دعي في عام 1960 إلى مدينة صور لإمامة الناس وأقام فيها عدة أعمال خيرية.
كذلك أنشأ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في عام 1969 لتوحيد كلمة الطائفة الشيعيّة ضمن نسيج المجتمع المدني في مواجهة الظلم الاجتماعي.
أسّس موسى الصدر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، التي قال عنها بأنها نوع من أنواع صيانة المجتمع إنها التأمين الفطري عندما يهاجم البشر أعداؤه، وقد اعتبرت أولى المؤسسات الرسالية في الوطن العربي والإسلامي التي تهتم بالفئة العمرية ما بين 7 سنوات و 18 سنة.
اختفاؤه في ليبيا
وصل موسى الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في «فندق الشاطئ» بطرابلس الغرب. وكان الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع معمر القذافي. أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.
شوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفاءه معهما، أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18 أغسطس 1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية. وجدت حقائبه مع حقائب فضيلة الشيخ محمد يعقوب في فندق «هوليداي ان» في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.
أبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها «ترانزيت». أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.
أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 أغسطس 1979 و10 أبريل 1980 مسؤولية معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية في مقال افتتاحي في صحيفتها المركزية «فلسطين الثورة» العدد 949 تاريخ 11 ديسمبر 1979
صرح الرائد عبد المنعم الهوني شريك العقيد معمر القذافي في ثورة الفاتح من سبتمر أن موسى الصدر «قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا» عام 1978 وأنه دفن في منطقة سبها في جنوب البلاد. يحمّل الشيعة في لبنان معمر القذافي والنظام الليبي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد لآخر مرة في ليبيا في 31 أغسطس 1978.
مصير موسى الصدر
حتّى الآن لا يوجد أي تأكيد على ما إذا كان موسى الصدر ما زال على قيد الحياة أم لا. عائلته تؤكّد أنّه لا زال حيّاً، وهذا ما أكدته وتؤكّده شقيقته السيدة رباب الصدر في أكثر من مناسبة. وكذلك قيادة حركة أمل، خصوصاً على لسان رئيسها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري.!!!!!!!!






