في مثل هذا اليوم 16 ابريل1917م..
زعيم الحزب الشيوعي البلشفي فلاديمير لينين يعود إلى العاصمة الروسية بيتروجراد بعد عقد كامل في المنفى ليتسلم مقاليد الثورة الروسية وذلك بعد شهر من عزل القيصر نيقولا الثاني.
فلاديمير إيليتش أوليانوف (22 أبريل 1870 – 21 يناير 1924)، المعروف باسم فلاديمير لينين، كان ثوريًا روسيًا، ومنظرًا سياسيًا. شغل منصب أول رئيس لحكومة روسيا السوفيتية من عام 1917 حتى وفاته في 1924، وأصبح أول رئيس للاتحاد السوفيتي بعد تأسيسه في 1922. بصفته أحد مؤسسي وزعماء البلاشفة، قاد لينين ثورة أكتوبر التي أسست أول دولة اشتراكية في العالم، وقاد حكومته إلى الانتصار في الحرب الأهلية الروسية، مما مهد الطريق لإقامة دولة الحزب الواحد تحت سيطرة الحزب الشيوعي. من الناحية الأيديولوجية، كان لينين ماركسيًا، وعُرفت تطويراته الفكرية بمسمى اللينينية.
وُلِد لينين في عائلة من الطبقة الوسطى في مدينة سيمبيرسك، وأصبح مهتمًا بالسياسة الاشتراكية بعد إعدام أخيه عام 1887. طرد من جامعة قازان الإمبراطورية بسبب مشاركته في احتجاجات ضد الحكومة القيصرية، ثم قضى السنوات التالية للحصول على شهادة في القانون. في عام 1893، انتقل إلى سانت بطرسبرغ وأصبح ناشطًا ماركسيًا بارزًا. في عام 1897، اعتقل بتهمة التحريض، ونُفي إلى سيبيريا لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى أوروبا الغربية حيث أصبح شخصية محورية في الحزب العمالي الديمقراطي الاجتماعي الروسي. خلال انقسام الحزب في 1903، قاد فصيله البلشفي ضد المناشفة.
عاد لينين إلى روسيا لفترة وجيزة في عام 1905 خلال الثورة الفاشلة، وعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، دعا إلى تحويلها إلى ثورة بروليتارية على مستوى أوروبا، مؤمنًا بأنها ستؤدي إلى انهيار الرأسمالية وصعود الاشتراكية. عاد لينين إلى روسيا بعد ثورة فبراير 1917 التي أطاحت بالقيصر نيكولاس الثاني ولعب دورًا رائدًا في ثورة أكتوبر، حيث أطاح البلاشفة بالحكومة المؤقتة.
ألغت حكومة لينين الملكية الخاصة للأراضي وأممت الصناعات الرئيسية والبنوك، وانسحبت من الحرب بتوقيع معاهدة بريست-ليتوفسك، كما روجت للثورة العالمية عبر الأممية الشيوعية. شارك البلاشفة في البداية السلطة مع الثوريين الاشتراكيين اليساريين، لكن خلال الحرب الأهلية الروسية، ركزوا السلطة في يد الحزب الشيوعي وقاموا بقمع المعارضة في ما عرف بالإرهاب الأحمر، حيث قُتل أو سُجن عشرات الآلاف. استجابة للمجاعة والانتفاضات الشعبية، قام لينين بتعديل سياسته في عام 1921 من خلال تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة، مما أدى إلى استقرار الاقتصاد. بعد انتصار الجيش الأحمر على القوات المناهضة للبلاشفة والانفصاليين، أعيد توحيد بعض الأمم غير الروسية في الاتحاد السوفيتي عام 1922.
في عام 1922، أصيب لينين بثلاث سكتات دماغية أضعفته حتى وفاته في 1924، ما أسفر عن بداية صراع على السلطة انتهى بصعود جوزيف ستالين.
أصبح لينين رمزًا لعبادة شخصية بعد وفاته في الاتحاد السوفيتي حتى تفككه في 1991. كما أصبح تحت حكم ستالين رمزًا أيديولوجيًا للماركسية-اللينينية وتأثيرًا بارزًا على الحركة الشيوعية العالمية. على الرغم من الجدل حول شخصيته، حيث يمجده مؤيدوه لتأسيسه حكومة اشتراكية، يراه منتقدوه دكتاتورًا أدى إلى قتل جماعي وقمع سياسي. ويُعتبر اليوم واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في القرن العشرين.
في 16 أبريل 1917 عاد لينين مرة أخرى إلى روسيا عقب الإطاحة بالقيصر الروسي نيقولا الثاني وتبوّأ مكانته من بين البلاشفة في روسيا ونشر في صحيفة الـبرافدا أطروحة أبريل التي تروي وجهة نظر لينين في كيفية إدارة روسيا سياسياً. وبعد الثورة العمالية الفاشلة في يوليو من نفس العام اضطر لينين للمغادرة إلى فنلندا مرة أخرى لدواعي أمنية ومن ثم عاود الرجوع إلى روسيا في أكتوبر مدججاً بالسلاح ليقود الثورة ضد حكومة كيرنسكي المؤقتة.
واجه لينين تهديد الغزو الألماني فلم يجد مناصاً من قبول معاهدة سلام مع الألمان إلا أن المفاوضين الروس لم يمتثلوا لأوامر لينين وكانت النتيجة أن خسرت روسيا الكثير من أراضيها الغربية
أول محاولة للينين لتصدير الاشتراكية الثورية كان عن طريق غزو بولندا بعدما قامت الثانية بغزو أوكرانيا في الماضي. وتمثل الفكر اللينيني في تصدير الثورة إلى غرب أوروبا إلى فرنسا وألمانيا بالاستعانة بالجيش الأحمر مروراً ببولندا عام 1920. وبسبب الثورات المضادة لم تتم عملية تصدير الثورة إلى أوروبا الغربية، وعمد لينين في مارس 1921 على بعض الإصلاحات الداخلية فشجع الأعمال الزراعية والصناعية الصغيرة إلا أن ثورة البحّارة المدعومة من الإمبريالية في نفس الشهر حالت دون تحقيق آمال لينين في الإصلاح الاقتصادي الداخلي.!!!!!!!!