حينَ يتكئُ الليلُ على أضلعي
=================
هل تعود؟
قبل أن يشيخ الندى على خدِّ الصباح،
ويتثاءب الطريق من فرط الغياب
قبل أن يصاب الصمت بعطب النبض
وتذوي النوافذ كأرامل بلا دمعة.
تعال،
اجمع ظلالك من أرصفةٍ نسيت وقعك،
انفض رماد خطاك عن أبوابٍ لم تُغلق،
أذِب الحنين من جليدِ اللامبالاة،
قبل أن تصير المرايا توابيت،
وتتكسّر الجهاتُ على عتبة قلبٍ بلا خارطة.
كُنْ ظلًا يتنفّس،
ارتعاشة نايٍ يتيه في هواءٍ غريب،
غيمةً تمسحُ جبين السماء قبل أن يُجهِشَ الخريف،
عنقودًا يتهدّل من فرطِ التوق،
منتظرًا يدًا… لا تحفظ طقسَ اللقاء.
تعالَ ندبةً،
همسةً تمشي على عكازة الوقت،
تعال كما يتسلّل الملاكُ إلى رجفةٍ،
كما يرتبك الدعاءُ في أول دقّة،
كما يفيض الكسر من صبرٍ طويل.
أنا العطش،
وأنتَ، إن شئتَ، نهرٌ هاربٌ من عطشه إليّ.
تعال،
أخلعك من جلد التيه،
وأمنحك معنى لا يرتجف أمام المرآة.
عُد،
قبل أن ينكمش الأفق في صدري،
وتتجعد الأحلام كورقة دعاءٍ في جيب اللهفة،
قبل أن يبتلعني الفراغ،
وأغيب…
كما يغيب الاسم في فمِ النسيان.
راضية بصيلة