الرّمليّة”
او “الgدح”
قصّة الجنّة المسروقة -9-
بقلم نصر العماري.
جلس الاستاذ ” عليّ فهيم” وحيدا وقد أحضر له نادل المقهى قهوتة السّوداء كالعادة . وضعها امامه وانصرف .
لم يتفطن السيد “علي فهيم” إليه كان منشغلا بهاتفه يُحاول اجراء اتصالا ..
طلب الرّقم اكثر من مرّة، الهاتف يرنّ ولا إجابة .. ثم ينقطع الطلب . طلب الرّقم الثاني، لا شيء ، يبدو ان “عبدة الهادي” يتجاهله تماما بعد ان قبض الثّمن ، سحب كامل المبلغ من البنك .
ووضعه في مأزق كبير.
اوقعه في شراكه ..
حذروه منه لكنه كان عنيدا.
اعاد الكرّة اكثر من مرّة. لا شي
حاول الاتصال به عل صفحته على الفضاء الازرق ، كالعادة ،
غير ممكن، له اكثر من صفحة وكلها مغلقة .
هذه علامة من علامات التّحيل من غير شك . يغلق وسائل الاتصال ويتجاهله تماما. وياتي الى المدينة خلسة…
شعر بتوتر شديد .
نادى النّادل بأعلى صوته اين القهوة ؟
تفطن ان قهوته امامه . شعر بالاحراج.
صديقه عبدة الهادي” نصب له كمينا
من غير شك ، حاجته للمال تجعله يُجازف ويبيعه ارضا ليست ملكه ..
مدير التعاصدية اكدّ له ان قطعة الارض ملك الدولة . قال له بصريح العبارة “ربيّ يخلف عليك”
المبلغ الذي دفعه كبيرا… ليس ملكه .. قدّمته له زوجته ، وحذّرته من ان يتلاعب به صديقه المزعوم .كانت على حقّ .. لم يسمع لها ..اخوتها اكدوا لها انه رجل غير واضح .. لم يحفل برأيهم.
اصرّ انّه صديقه وانّه يعرفه منذ ثلاثين سنة .. لا يمكن ان يخونه.. اللعنه ، هل الصداقة عماء؟ .. كم كان غبيّا .. لكنّه مازال لم يصدّق . كم من مرّة يُقرضه مبلغا ماليا ويرجعه له .
صحيح تطول المدّّة، لكنّه يُرجعه…
هل كانت مبالغ صغيرة؟ وكان ينتظر الفرصة السانحة لينال غرضه … لا ابدا ، اقرضه الالف، والالفين، والثلاثة وحتي الاربعة … لعله، كان يينتظر ان يقع بين يديه مبلغا كبيرا..
لكنه ابتاعه به قطعة ارض… هههه… اين هي قطعة الارض؟.. من يستطيع الوقوف في وجه الدولة؟ .. حذّره، قال له:
لا اريد ان تزج بي في النزاعات وتجعلني حريفا لدى المحاكم…
اقسم له برحمة ابنته انه صادق…هههه..
.و” صدّقه على فهيم “…
يكاد راسه ينفجر ، مدّ يده ليأخذ رشفة مُرّة تنسيه مرارة المأزق الذي وقع فيه . هل اشترى وهما؟ احلامه وقعت في الماء كما يقولون .ماذا يقول لزوجته وامه واهله؟ اخذهم الى قطعة الارض وشجرات الزيتون ، فرحوا جميعا..
ذبح خروفا واعد وليمة، وتقبّل التّهاني .. ماذا يقول لهم .؟ تعرض لعملية نصب ..هههه.. قطعة الارض “بَحْ”.. سيجعلونه اضحوكة ..
اضطربت اصابعه وانفلت الكأس من يده وسقطت ارضا
تلطّخ المكان بالقهوة .
التفت اليه كل من كان يجلس بالقرب منه ، كانت عيونهم تقول له: “ايها الاحمق ، كم انت غبيّ.. هل كنت تعتقد ان “عبدة الهادي” يملك ارضا ليبيعك ايها؟ “.. سمع قهقهاتهم تقرع اذنيه كاجراس كنيسة .. هبّ واقفا اخذ يتفقد سراويله اخذ اوراقه وغادر المكان دون ان يدفع ثمن القهوة وعبارة ” انه يلعب بالنار معي.. ورحمة ابي لن ارحمه. فان لم آخذ حقي بالقانون ، اخذته بيدي … لن ارحم من استغفلني…”
يتبع