__نـيـسـان لا يـنـسى الوجوه__
عندما ندفنُ شتـاء في التراب
وننادي الأرضَ: عودي، لا تغيبِي
تتمطّى الأرض في وهجِ الشعـاع
كأنين في الحنايا لا يريبِي..
ينزحُ الثلج عن المروج الحزينة
ويُقيم العشب أفراح الحضور
رغبةٌ تصعد من عمق الفجاج
تستغيثُ:
كفى انتظارا في الدهور
انهضي من بردك الدامي، تعالَيْ
آن وقت النور
فاسجُدي للعبور
كُفّي السير بسطور الاغتراب
واتركي للنبض أن يهوى الرجوع
غادري صمتك، وارتدي نور روح
تشتهي دفء الحياة المستطاع
نامي في حُضن الربيع كما نَبيٍّ
عاد يحمل من يقين الله صـاعـا
نيسـان جاء
يمدُّ في الأفق الـرداء
والحياة تسير خلفه انسيابـا
عادَ نبض الأرض
يفتحُ كلّ باب
لا خمول
لا سُبات بعدَ الآن
الفصول اليوم
تعزف للغلابـه
يا فتى القلبِ التونسيِّ
تمهَّلْ
إنني آتيـة
من بين غيمات الرحيل
إنـني أحمل في عينيَّ نـهـرا
كان لا ينضـب
من شـوق أصيـل
الـحــبُّ
سفينةُ نـجـدة
حين اشتعلْـنـا
والرجاء
طوّقَ الأرواح
واستنهض ظلّـنـا
خيمة الشوق
أقامت أوتـادهـا في فؤاد
لم يعدْ يخشى الفـراق
لا تصحّـر
حين يُبعثُ في الحنين
ماءُ عينيكَ
ويُورقُ في احتراقـا
لكنّكَ
حين رحلتَ مع نيسان صمتـا
لم تخلّفْ غيرَ صمت
كالحكايا الناقصات
ونسيتَ…
أو لعلكَ ما نسيتَ…
أن تضع عنوانَ قلب
كان يسأل
هل بكتْ في حضنكَ امرأةٌ
تنسَّمتَ الدمعَ فيها؟
هل كففتَ الحزنَ عنها؟
هل محوتَ الخوفَ من كفِّيْ يديها؟
نيسـانُ…
لو جئتَ بلونِ الوردِ،
وامتزجتَ بنبضِ أغصاني البعيدة
لو أتيتَ كما تشاء الريح
كالحلم الذي
يمشي على أطراف ذاكرة وليدة
لن تُعيدَ الوجه
لكن قد تضيءُ ملامح
ضاعتْ ملامحُها
وقد تَصحو قصيدة…
فائزه بنمسعود
Québec /12/4/2025