___عــطــرُ خــلــوة___
ما كان فراغي عدوّي
بل كان يصرخُ
أنا دليلُ طريق
اعبريني…
لتعودي مختلفة
أكثرَ حضورا
أكثرَ وجودا
سكنتُ ذاتي حين أضعتُ خارطتي
واكتشفت أن الطريق يبدأ من داخلي
من الارتباكِ الأول
من وجيب النبض المبهم
من التيه الذي لا يحمل اسما
من استفهامات الصمت المبلّل
كلما حاولتُ أن أملأ الفراغ
اتسع الـمدى
أدركت أن الملء ليس الاصغاء
والإصغاء أن أضع يدي على صدري
وأهمس أنا موجودة أنا هنا
دون أن أخشى الصدى
أنا عطرُ خلوة
سكنتُ ذاتي
حين تعبَت من ارتداء الأدوار
ومن التماهي مع ما لا يُشبهني
صرتُ أحنُّ لذاتي التائهة في الزحام
الغائبة عني منذ زمان
أحنُّ إلى تلك التي كنتُها
قبل أن أصبح ظلًّا بين الظلال
جملةً مبتورةً في سطرِ الحياة
أحنُّ إلى ضحكتي العفوية
إلى دمعة لن أضطرّ للاعتذار عنها
إلى امرأةٍ تسكنني ثم تغيب
حلمي
أكثرُ واقعيّة
من عابرِ لقاء
ترك ظله على طيف كلمة
واختفى
واقعي أكثرُ دفئـا
من سُكنى جداول مزدحمة
بلا أثـر يُقتفى
كلُّ شيء يتدلّى من الصمت
حتى الكلام
مُعلّقٌ بين شفتين
وفنجانِ قهوة ورشفتين
بـالأمس
كان الفراغُ جدارا
والـيـوم
هو نَفَسي حين يضيقُ صدري
من تزاحم الأصوات
وغيابِ المعنى
كلما اقتربتُ من المعنى
تبدّد كسَراب على حافةِ الروح
كأن الحقيقةَ لا تُـلفظ
بل في صخب الخشوع تُعاش…
في لحظة انكسار
أو في وهـلـةِ انـبـهـار
بظلّ مرّ من هناك
الفراغُ ليس عدوّي
إنه أنا في هيئتي الأخرى
حين أخلعُ اللغة
وألبسُ الصمت
حين أنزعُ الزمن من جلدي
وأُقيمُ في ما لا يُقاس
أنا امرأةٌ من ماء وفَقد
كلما جفّت دموعي
أزهرتْ داخلي أرواحٌ جديدة
وكلما تهتُ
أجدُ نفسي
أقرب إلى الضوء
أقرب إلى حقيقتي
التي لم تُكتَب بعد…
فائزه بنمسعود
17/4/2025