بارك الله فيكم أختي الفاضلة فائزه بنمسعود
وشكرآ جزيلا لكم ووفقنا الله جميعا أختي
قراءتي في قصيدة
(كالذي سيأتي وراء الشمس )
للشاعر المغربي
احمد بياض
—————
—-تــصــديـــر
هذه القصيدة تفيض برؤى تأملية وشحنات رمزية كثيفة، تستلهم الأسطورة والواقع، الزمن والتاريخ، الجغرافيا والروح، لتنسج نصًا بانوراميًا يحمل روح المناجاة والخسارة والانبعاث المحتمل…
أقسّمها إلى مقاطع دلالية كبرى حسب امتداد المعنى، ثم أقدم قراءة تفصيلية لكل مقطع على حده وحسب تمثلي سيكون عدد المقاطع ثمانية وأسعى إلى عنونة كل مقطع وليس بنية توجيه القارئ ولا لفرض مفهوم معين فكل قارئ له زاوية رؤية وتلقٍ وانما حسب تماهي مع معاني القصيدة
—-في رحــــاب القصيدة
عنوان المقطع الأول: انتظار المعنى خارج الزمن
كالذي سيأتي وراء الشمس*
منذر باقي تحت الظل
مرآة على سحابة الأدراج
ما بقي من عشب الطريق
وسماء ليل دؤوب
شرق المناجم
هلال تربع
يكتب الرمل آيات أخرى
أنين صدفات الورد بخطوط الشفاه
حلم رايات مبتور
للألوان خذلان الشروق
خمرة عتيقة من انحلال الوقت
تعالج المتاهة
شوق النهار—-
يبدأ النص بسؤال الوجود في ما بعد الضوء، وكأن الشاعر يبحث عن كينونة ما وراء المعرفة/الشمس، في عالم الظلال والتأمل والانحلال الزمني. يتكرر استخدام صور الطبيعة المستهلكة أو المتحوّلة (عشب الطريق -رمل يكتب آيات/خذلان الشروق) لإبراز التيه والبحث عن إشراقٍ آخر خارج المألوف (خمرة عتيقة من انحلال الوقت)توحي بأن الانهيار ذاته أصبح شرابًا للتأمل في عمق المتاهة.
عنوان المقطع الثاني: استدعاء الجغرافيا الوجدانية
يذكرني الجنوب برحلة الشتاء والصيف..
وتأتي في غياب الشرق
عيون دامعة
تتوسد حقول النيل
دجلة الاشتياق تنتظر مهد القوافي
ونجمة السمار أمام أبواب الشهداء..
القصيدة هنا تُحمّل الجغرافيا دلالات وجدانية مكثفة: الجنوب، الشرق، النيل، دجلة، كلها فضاءات مشحونة بالحنين والتوق. الاستدعاء القرآني في (رحلة الشتاء والصيف)يُضفي على الذكرى بُعدًا أسطوريًا. ..تقف (نجمة السمار)عند (أبواب الشهداء)في إشارة إلى لحظة فاصلة بين الحياة والموت، الأمل واليأس
عنوان المقطع الثالث: بوح الروح وحصار الغربة
استريحي قليلا من غربة الأنفاس
ما عاد للوحي رسول ….
تنتظر النوافذ هيثم البدر
وأنثى الفجر وغيمة الوجود
ترافق سحابة أمي
لتعيد نجلة الطريق
وتذيب هودج الخيام
على أرض الشتات….
هنا ينتقل النص إلى خطاب مباشر يتوجّه نحو الذات أو الآخر/الأرض/الأنثى… هناك إعلان لانقطاع الوحي وغياب الإشارة، مما يكرس الغربة النفسية والروحية… الشخصيات الرمزية (هيثم البدر/أنثى الفجر/سحابة الأم) تشكّل كوكبة من رموز الخلاص التي تحاول إعادة الطريق في مناخ الشتات…
عنوان المقطع الرابع: تمزق المعنى بين الأسطورة والموت
هل أحببت الخنساء في يوم عقيم
بقميص التيه
وجسد الأنين
في ليلة صماء حملت آخر حلم لآدم؟!!!
هذا المقطع بمثابة قلب القصيدة؛ سؤال وجودي يتوسل الأسطورة (الخنساء، آدم)، ليفضح التيه وانعدام الجدوى. (يوم عقيم/ليلة صماء)كلها صور لنهاية الحلم، لزمن بلا نبض. كأن القصيدة تتساءل إن كان الحب ممكنا في ظل الفقد المطلق
عنوان المقطع الخامس: الوحي من رماد الغبار
اقرأ الآتي
على صفحات الريح
وغبار الطريق
وللنخيل فصلا بين الأمواج
يبقى له مدنا محنطة تحت الأبراج
وظل المعراج..
يعود النص إلى نبرة الإيحاء والطلب، وكأن شاعر القصيدة يرغب بإعادة الكتابة عبر الريح والغبار، عبر بقايا النخل الذي كان رمزًا للخصب، لكنه أصبح “فصلاً بين الأمواج”. حتى “ظل المعراج” يبدو هامشيًا، وقد أُفرغ من جوهره.
عنوان المقطع السادس: كشف الزيف والخواء
واساطير الشهوة توشح صدر الصنم
ما بقي من الذكر تحمله شرفات الرحيل
أوراق يابسة تحمل حبر الوجود
مهداة للشمس روحها
كقربان رع
فمن سيسحر زغردة النخيل؟!!!
اللغة هنا تنقلب إلى هجاء ناعم يفضح (أساطير الشهوة/ويُظهر رمزية /الصنم/وشرفات /الرحيل)كمقامات زيف، مقابل (قربان رع)الذي يعيدنا إلى الميتافيزيقا. النخيل لم يعد يغني، بل يحتاج إلى من (يسحر زغردته)أي يعيد له نداء الحياة.
عنوان المقطع السابع: نفي الجهات والانتماء
ونجمة الضواحي
بعيدة عن الخليج
لا شرق لدنياك
لا غربا يرافق الفصول
وجسدك المتجعد برفات الأسماء..
انتفاء الجهات يشير إلى الضياع الكلي. حتى الجسد – الذي يمثل نقطة ارتكاز – لم يعد سوى “متجعد برفات الأسماء”، مفرغ من الهوية، مثقل بالموت الرمزي.
عنوان المقطع الأخير: الانسحاب خارج الخراب
فكن
خارج رقصة الاستبداد
خارج المنابر
وهي تتلو آيات السقوط
خارج الأذن المشمعة
كن
والباقي
حكايات موج دون بحور…
ختام القصيدة دعوة للانعتاق، لـ”الخروج” من كل أشكال التسلط والخداع والتكرار الفارغ. صوت الشاعر ينأى بنفسه عن الخراب، تاركًا العالم لحكايات بلا أصل، لموج لا بحر له، لقصص بلا حاضنة حقيقية.
—-أخـــتـــم
القصيدة ملحمية من حيث اتساع أفقها الرمزي والدلالي، وتستدعي قراءة متعددة المستويات— (وجودية، سياسية/جغرافية،/روحية/)اللغة فيها مواربة، تمزج الشعر بالسرد، وتتخذ من الصورة وسيلة لإيصال الموقف
—-نــــص القــصــيــدة
كالذي سيأتي وراء الشمس
منذر باقي تحت الظل
مرآة على سحابة الأدراج
ما بقي من عشب الطريق
وسماء ليل دؤوب
شرق المناجم
هلال تربع
يكتب الرمل آيات أخرى
أنين صدفات الورد بخطوط الشفاه
حلم رايات مبتور
للألوان خذلان الشروق
خمرة عتيقة من انحلال الوقت
تعالج المتاهة
شوق النهار
يذكرني الجنوب برحلة الشتاء والصيف..
وتأتي في غياب الشرق
عيون دامعة
تتوسد حقول النيل
دجلة الاشتياق تنتظر مهد القوافي
ونجمة السمار أمام أبواب الشهداء..
استريحي قليلا من غربة الأنفاس
ما عاد للوحي رسول ….
تنتظر النوافذ هيثم البدر
وأنثى الفجر وغيمة الوجود
ترافق سحابة أمي
لتعيد نجلة الطريق
وتذيب هودج الخيام
على أرض الشتات….
هل أحببت الخنساء في يوم عقيم
بقميص التيه
وجسد الأنين
في ليلة صماء حملت آخر حلم لآدم؟!!!
اقرأ الآتي
على صفحات الريح
وغبار الطريق
وللنخيل فصلا بين الأمواج
يبقى له مدنا محنطة تحت الأبراج
وظل المعراج..
واساطير الشهوة توشح صدر الصنم
ما بقي من الذكر تحمله شرفات الرحيل
أوراق يابسة تحمل حبر الوجود
مهداة للشمس روحها
كقربان رع
فمن سيسحر زغردة النخيل؟!!!
ونجمة الضواحي
بعيدة عن الخليج
لا شرق لدنياك
لا غربا يرافق الفصول
وجسدك المتجعد برفات الأسماء..
فكن
خارج رقصة الاستبداد
خارج المنابر
وهي تتلو آيات السقوط
خارج الأذن المشمعة
كن
والباقي
حكايات موج دون بحور…
ذ بياض احمد المغرب
فائزه بنمسعود