في مثل هذا اليوم 27 ابريل711 م..
طارق بن زياد ينزل إلى الأندلس بعد أن عبر البحر المتوسط وذلك لغزوها بعد الاتفاق مع يوليان حاكم سبتة.
“طارق بن زياد” قائد عسكري مسلم، قاد الغزو الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 و718م بأمر من موسى بن نصير والي أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، ويُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حدٍ سواء، وتُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة.
يُنسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا، وإليه أيضًا يُنسب “جبل طارق” وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه للأندلس الذي تحل ذكراه اليوم 27 أبريل، فبعد نجاح العمليَّات العسكريَّة لطارق بن زياد، تمَّ لموسى بن نصير السيطرة على كامل المغرب الأقصى، وامتد النفوذ الأموي الإسلامي إلى تلك المناطق وأصبحت من حينها جزءًا من العالم الإسلامي، غير أنه بقيت فقط سبتة التي كان يحكمها حاكم قوطي يدعى يوليان خارج نطاق سيطرة المسلمين.
وبخصوص ملابسات الغزو يذكر أنه كانت عادة أشراف القوط أن يرسلوا أولادهم إلى بلاط ملكهم للتعليم والتنشئة هناك، وحدث أن اغتصب لذريق ملك القوط ابنة يوليان، مما أغضب الأخير، وقرر أن ينتقم بدعوة المسلمين لدخول القوط، كما يبدو أنَّ يوليان هذا كان يمتلك بعض الإقطاعات في جنوبي أيبيريا، وهو على صلات حسنة مع حكَّام البلاد السابقين آل غيشطة، وتحالف مع أخيلا المُطالب بالعرش الإسباني للتخلّص من حكم لذريق، كما كان رسول آل غيشطة إلى المسلمين.
ولمَّا تاخم المسلمون حدود بلاده، حسبما روي، وجد في قوَّتهم خير من يُساعده في تحقيق هدفه، كما أراد أن يُقدمَ إليهم خدمة جليلة بعد أن أضحوا أسياد المنطقة، فقرر أن يؤدي دور الوسيط في تشجيعهم على العبور إلى إسبانيا، فراسل موسى بن نصير، وقيل طارق بن زياد، يدعوهم لعبور المضيق وغزو القوط، وأعدّ لهم السفن اللازمة للعبور، وبيَّن لهم حسن البلاد وفضلها وما تحتويه من الخيرات، وهوَّن حال رجالها ووصفهم بالضعف.
ويبدو أنَّ طارق بن زياد كان يُراوده حلم اجتياز المياه إلى الضفة المُقابلة، كما أنه في الواقع أنَّه لم يكن لدى موسى بن نصير ما يدعوه إلى رفض هذه الفكرة، ذلك لأنَّ الأمر قد يتطوَّر إلى صورة غزو إسلامي شامل لهذا البلد يُدخله في دائرة الدولة الإسلاميَّة، إلَّا أنَّ عملًا ضخمًا من هذا النوع لا بد وأن ينال موافقة الخليفة في دمشق، لذلك كتب موسى بن نصير إلى الوليد بن عبد الملك يُبلغه عرض يوليان ويستأذنه في العبور.
تردد الوليد في بادئ الأمر خشيةً على المسلمين من أن يُغرَّر بهم، وأمر موسى بأن يتروّى في الأمر، وأن يختبر البلاد بالسرايا، بناءً على هذا أرسل موسى أحد ضبَّاطه ويُدعى طريف بن مالك وهو من البربر، على رأس قوَّة عسكريَّة وأمره بالغارة على ساحل إسبانيا الجنوبي، نزل طريف وجنوده في جزيرة بالوماس، وأغار على المناطق التي تليها إلى جهة الجزيرة الخضراء وأصاب سبيًا كثيرًا وعاد مُحمَّلًا بالغنائم، فأقنعت هذه الحملة كلٍّ من الخليفة وموسى بن نصير بضعف وسائل الدفاع الإسباني.
وفي 5 رجب 92هـ الموافق 29 أبريل 711م، أرسل موسى بن نصير طارق بن زياد على رأس جيشٍ عظيم وصل تعداد أفراده إلى نحو 7,000 رجل معظمهم من البربر، عبر طارق بن زياد وجيشه المضيق الفاصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ونزل في رأس شبه الجزيرة الأيبريَّة في الموضع الذي يعرف اليوم بجبل طارق، وسيطر على ذلك الموقع بعد أن اصطدم بالحامية القوطيَّة. أقام القائد المسلم عدَّة أيَّام في قاعدة الجبل نظَّم خلالها جيشه، وأعدَّ خطَّة لفتح القلاع القريبة، والتوغّل في عمق إسبانيا، ونجح في فتح بعض القلاع والمدن منها قرطاجنة والجزيرة الخضراء، ثمَّ تقدم باتجاه الغرب حتى بلغ خندة جنوبي غربي إسبانيا التي يقطعها نهر برباط عبر وادي لكة الشهير، وعسكر هناك.!!!!!!!!